عندما يعامل الرجل زوجته كما كان يعامل أمَّه، فإنَّ هذه المعاملة قد لا تضر الزوجة إلا في القليل من الأشياء التي تخص اعتماده عليها كليَّة واحتياجه الدائم إلى رعايتها له. أما إذا حدث العكس؛ بمعنى أن تعامل الزوجة زوجها كما تعامل طفلها، فإنَّ الزوج في هذه الحالة سوف يحاول البحث عن طريق للخروج من تحت سيطرة أمه الثانية، وهو الأمر الذي لا تريده أي زوجة ولا تقبل به.
الزوجة والأم تسيران في طريقين متوازيين، وقد تلتقيان في بعض النقاط، لكن في معظم الأحيان تسيران في اتجاهات مختلفة، وإن كانت كلها تؤدي إلى الزوج أو الرجل الابن.. وفي كثير من الأحيان يرى الزوج أنَّ زوجته تشبه أُمَّه التي كانت توجّه له الأوامر التي إذا لم ينفذها أظهرت غضبها عليه، ولذلك يشعر الزوج برغبة جامحة بألا يطيع زوجته فيما تطلبه منه من أداء مهام منزليَّة أو من مسؤوليات تشعره أنَّه لا يزال في نطاق سيطرة أمه، وعلى الرغم من أنَّ الرجل يعتبر زوجته المرأة الأولى في حياته، التي لا يمكن أن تحتل مكانها أي امرأة في حياته، إلا أنَّه لا يرغب بالبقاء تحت سيطرتها طويلاً، ولذلك فإنَّ الرجل يشعر بالاستياء إذا طلبت منه زوجته أداء بعض المهام المنزليَّة؛ لأنَّه يتذكر على الفور أُمَّه التي كانت تمطره بطلباتها الواحد بعد الآخر. والزوجة الذكيَّة لا تظهر غضبها من زوجها إذا لم يساعدها في مهام المنزل، ولا تشيح بوجهها بعيدًا ولا تقطب جبينها؛ لأنَّ ردَّ الفعل الطبيعي للخروج هو الابتعاد عن المكان الذي يضمه مع صاحبة الجبين المعقود، وعلى العكس من ذلك فإنَّ الزوجة الذكيَّة عندما تغضب تلوذ بالصمت، وتبتعد عن المكان الذي يوجد فيه زوجها؛ لأنَّها تدرك جيدًا أنَّ بصمتها هذا سوف تجعله يقترب منها متسولاً إليها؛ لكي تكسر حاجز الصمت، وقد يعرض عليها من تلقاء نفسه مساعدتها في أي أمر من أمور المنزل.
والزوجة الذكيَّة تدرك أن ليس بمقدورها تغيير زوجها، وأنَّ الشخص الوحيد الذي يمكنها تغييره كما تحب وترغب هو نفسها، كما تدرك أيضًا أنَّ زوجها سوف يكون في حالة مزاجيَّة رائعة إذا هي حافظت على هدوئها وتفهمها له، وبذلت جهدًا في التواصل معه بالأسلوب الذي تعلمته من خلال فهمها لمفاتيح شخصيته. في كثير من الأحيان يريد الزوج من زوجته أن تكمل معه مشوار حياته كرفيقة، وأن تسانده كأم، وذلك بأن يكون عطاؤها له من دون انتظار لمقابل. لكن الزوجة قد يغضبها أن تظل تبذل العطاء لزوجها من دون مقابل؛ لذلك على الزوج الذكي أن يفطن إلى المقابل الذي عليه أن يقدمه لزوجته؛ وهو المزيد من الاهتمام بها والاعتراف بدورها في حياته، ذلك الاعتراف الذي لم تطلبه منه أمه من قبل.
أشياء أخرى:
«لا تكف المرأة عن الكلام إلا لتبكي».