ماذا في سلة الزواج المعاصر


تعددت أنواع الزواج وأشكاله..وبات كسلة الفاكهة العامرة بالثمار.. من كل صنف ولون.. استوائي.. محلي.. مستورد.. رخيص.. غال.. للأسف بات الزواج سلعة تناسب جميع الأذواق والإمكانيات، بغض النظر عن أهدافه.. مدته.. شروطه.. كالزواج العرفي والمسيار والمسفار وغيره.. وغيره كثير.. مما يفتح شهية أي زوج مقبل على مغامرة أو نزوة.. أو بحثا عن تغيير لنمط حياته الروتينية مع الزوجة الأولى، وكأن زوجته تعشق الملل والروتين.. فيجرب هذا الزواج، وينتقل لغيره، بحجة أنه زواج حلال، وأنه لا يرتكب الفواحش والذنوب.. وأعتقد أنه من الحكمة والتعقل أن يفكر الزوج ألف مرة، بل مليار مرة وهو مقبل على زواج كهذا، خوفًا من انتقام حواء، ويضع نصب عينيه حادثة «الكويت» الشهيرة.. حيثُ أحرقت زوجة مطلقة خيمة عرس طليقها بمن فيها.

والحقيقة أن أنواع هذا الزواج ما زالت تحت الدراسة، حفاظًا على حقوق المرأة.. فقد أظهرت نتائج استطلاع قام به مركز «رؤية للدراسات الاجتماعية»، عن رأي أئمة المساجد حول زواج المسيار، من حيثُ مدى التأييد والموافقة والدوافع والآثار المترتبة، حيثُ كشفت نتائج الاستطلاع أن 65% من أئمة المساجد غير مقتنعين بزواج المسيار، في حين أبدى 35% من أفراد العينة اقتناعهم بهذا النوع من الزواج.. وجاءت أسباب عدم الاقتناع بزواج المسيار -من وجهة نظرهم- أن الكثيرين يتخذونه وسيلة للمتعة.. وقد يتخذ ستارًا للانحراف، وفيه أيضا غش وخداع للزوجة الأولى، ولا يحقق زواج المسيار السكن والمودة والرحمة، ويدل على ضعف الزوج، وعدم تحمله المسؤولية، وفيه امتهان للمرأة.. لأنه زواج لا يترتب عليه أي مسؤوليات وواجبات، والشباب يقبل عليه بدافع الشهوة المؤقتة.

ومن جهته دعا الشيخ الدكتور«إبراهيم الرويش» الأمين العام لمركز «رؤية للدراسات الاجتماعية» الجهات المسؤولة بتدوين الضوابط والقيود لزواج المسيار حفاظًا على مصالح المرأة ومستقبلها، وكبحًا لبعض ضعاف الإيمان والدين الذين قد يتخذون هذا النوع من الزواج ذريعة لتحقيق مآربهم الفاسدة، وحتى تتمكن المرأة من رفع دعوى قضائية عند تضررها.. وليكن كل من يقدم عليه على بينة من أمره بأن الأمر ليس مجرد متعة ونزوة، بل زواج تترتب عليه حقوق وواجبات.

والحقــيقة أننا ننسى أن الزواج شراكة روحية وجسدية ونفسية واقتصادية أحيانا.. وأنواع الزواج التي راجت أخيرا لا تتوفر فيها ولها عناصر الشراكة كما حددها الشرع والتقاليد الاجتماعية، ثم احترام الطرفين لهذه الشراكة، حيثُ تكون بيئة صالحة لإنجاب الأبناء، والتربية والرعاية والكفاح من أجل المستقبل.

ربما أنا رجل تقليدي ما زلت أنظر إلى الزواج نظرة كلاسيكية.. ولكنني أخشى على المجتمعات المعاصرة من التفكك والانهيار.. ومن يعش يَرَ.. ومن يتزوج يَرَ أكثر.

أشياء أخرى:

«نتعانق، ثم في يوم يسأم أحدنا الآخر، إنه الحب».