منظار وردي ينظر للحب من خلاله، فلا يرى إلا كل ما هو جميل في محبوبه، لكن كثيرا ما يتسبب هذا المنظار الوردي في حجب الرؤية عن حقيقة العلاقة العاطفية، وفي عدم التحقق من صحة وواقعية هذه العلاقة.
في رأي خبراء العلاقات الزوجية أنه من الضروري على كل زوج وزوجة التأكد من وجود أشياء في علاقتهما، تشير إلى صحة هذه العلاقة، وإلى قابليتها للاستمرار على مدى السنوات حتى على الرغم من تعطل المنظار الوردي الذي كان كل منهما ينظر إلى الآخر من خلاله.
من هذه الأشياء التي تشير إلى أن علاقة الزوج والزوجة تسير على طريق السلامة: الاحترام المتبادل بين الزوجين، وتقدير كل منهما لبعض الصفات الإيجابية لدى الآخر، وهذا الاحترام المتبادل يتطلب أن يفعل أحد طرفي العلاقة ما يفضله الطرف الآخر، ويبتعد عما يضايقه، ولا يحاول إجباره على فعل شيء غير راغب بفعله، ولا يدفعه إلى التنازل عن مبدأ من مبادئه الثابتة.
الثقة المتبادلة أيضا هي عنصر أساسي تقوم عليه أي علاقة زوجية لها مستقبل، ويشعر فيها طرفا العلاقة بالأمان والاطمئنان؛ لأن الثقة هي المحور الذي ترتكز إليه كل التصرفات التي تصدر عن الطرفين، والتي بناء عليها يتقبلها كل منهما، هذه الثقة ربما لا تمنع وجود الشعور الطبيعي بالغيرة بالقدر الذي لا يضر بالعلاقة.
الدعم والمؤازرة في وقت الشدة ووقت الفرح من أهم مؤشرات العلاقة الزوجية الصحية، فمن الجميل أن تجد ذلك الشخص الذي لا تريد أن ترى أحدا غيره في وقت الضيق، والذي ترغب بوجوده إلى جانبك بشدة في وقت الفرح، من الجميل كذلك أن تجد ذلك الشخص الذي يربت على ظهرك وتبكي أمامه بغير خجل فاتحا ذراعيه وصدره لك لسماع ما يبكيك وما يضحكك، ويبدي استعدادا كاملا لمشاركتك كل مشاعرك.
المساواة في العلاقة العاطفية تكاد تكون من أهم الظواهر الصحية التي تحافظ على استمراريتها وقوتها، فمن المهم أن تتساوى عمليتا الأخذ والعطاء، وتتما بشكل تلقائي من دون حسابات مسبقة؛ لأنه بغير ذلك تصبح العلاقة حلبة صراع حول من بيده زمام السيطرة، فلا يمكن أن تستمر علاقة عاطفية وتقوى إذا حصل أحد طرفيها على ما يريد في مقابل ألا يحصل الطرف الآخر إلا على النزر القليل مما يريد.
قدر معقول من المرونة تتقبلها العلاقة العاطفية، بحيث يقبل أحد طرفيها بشيء من التنازل عن بعض الأشياء التي يفضلها من أجل الطرف الآخر، على ألا يعني ذلك أن يفقد أحد الطرفين هويته أو يتخلى عن ثوابته من أجل الطرف الآخر، فمن المعروف أن لكل طرف من طرفي العلاقة حياته الخاصة واهتماماته وأصدقاءه وهواياته، التي لا يجب التخلي عنها، ومن ثم لن تستمر العلاقة إلا إذا أضافت لطرفيها، وأكدت ثوابت كل منهما.
من الأمور المهمة أيضا في العلاقة العاطفية الصحية جودة نوعية التواصل بين الطرفين، ولذلك فإن الصراحة والوضوح والصدق في تعبير كل طرف من طرفي العلاقة عن مشاعره يجنبهما معا إساءة الفهم التي تفيد كثيرا بالعلاقة.
هذا مجمل للعلاقة العاطفية الصحيحة والصحية، ولكننا عادة نشعر بأننا نعطي أكثر مما نتلقى، وهي مشكلة يمكن التغلب عليها بإدراك أن كل شخص له مكوناته الخاصة، مكوناته تشبه البصمات، هي مختلفة من شخص لآخر، لكن بنظرة رحبة وإدراك ضرورة وجود اختلافات غير مؤثرة يمكن للعلاقة العاطفية أن تكون متكافئة بين الطرفين، ويجب -في جميع الأحوال- ألا نجعلها مشكلة تعوق العلاقة التي يجب أن تتجاوز كل اختلاف.
أشياء أخرى:
«الحب يجعل الزمن يمضي، والزمن يجعل الحب يمضي»