الجميع يعرف أننا نتيجة اندماج كائن أنثوي وذكوري، لهذا جميعنا سواء رجلاً أو امرأة يكون فينا جانب أنثوي وذكوري. يمثل الجانب الأيمن من الجسم الجانب الذكوري لدى الرجال والنساء على حد سواء، والجانب الأيسر من الجسم يمثل الجانب الأنثوي. هنا نتحدث عن الخاصيات الذكورية والأنثوية التي يمتلكها كل واحد منا، فماذا نقصد بذلك؟ الجانب الأيمن يمثل من جسدكِ الجانب الذكوري الموجود بداخلكِ وبخصائصه الذكورية كالقدرة على العطاء، وعلى السيطرة أو الحزم، إنه الجزء السلطوي الآمر والمفكر من كيانكِ، وهو الذي يتعامل مع العالم الخارجي عالم العمل، والمنافسة، وحياتك في المجتمع والسياسية والسلطة؛ لهذا الرجل مبرمج من خالقه على العطاء، حل المشاكل، التنافس، والقيادة كون الجانب الأيمن(الذكوري هو النشط لديه).
أما الجانب الأيسر لدينا فيعكس المسائل المتعلقة بالتعبير عن الأنوثة والشعور المرهف وسرعة التأثر، والأمومة، ورعاية الآخرين، وبكيفية تقبل الآخرين والاستجابة لهم؛ لهذا تجدين أنّ المرأة مبرمجة على حب الاستمتاع والاعتناء بذاتها، وعلى القدرة على إعطاء الحب للآخرين، والشعور بهم وتفهمهم وتقبلهم.
إذاً كل منا لديه جانب أيسر يمثل خصائص الأنوثة، وجانب أيمن يمثل خصائص الذكورة، لكن المشكلة أحياناً تكون في عدم التوازن بين الجانبين، وهذا ما نسميه بالانعكاس العاطفي، والذي يسبب الكثير من المشاكل والخصومات بين الأزواج. كما أنه سبب للكثير من الطلاق العاطفي بين الأزواج... لكن كيف يحدث ذلك؟
في العلاقة التقليدية يكون الرجل أكثر ذكورة وتكون المرأة أكثر أنوثة، هذا سر تجاذبهما، وسر حدوث التوازن العاطفي بينهما، فالأقطاب المختلفة تتجاذب، فالرجل يعطي ويشعر بالاستحسان من أنثاه، ويتخذ القرارات ويبادر بالعلاقة مما ينشط جانبه الذكوري لديه، والمرأة تأخذ وتشعر بالامتنان والسعادة على ما تحصل عليه، وتشعر بالدعم لرغباتها. إذاً العلاقة تبدأ بنشاط كبير في الجانب الذكوري عند الرجل، والجانب الأنثوي لدى المرأة. لكن مع مرور الوقت وإذا ما شعر الرجل برفض وانتقاد المرأة له قمع جانبه الذكوري ومن ثم يصبح أكثر أنوثة، وإذا ما شعرت المرأة بشكل متكرر بأنّ زوجها لا يدعم جانبها الأنثوي فأنها تنغلق وتصبح أكثر ذكورية، وبالتالي تتلاشى الجاذبية بين الطرفين بسبب ضعف القطبية بين جنسيهما.
كما أنّ عمل المرأة وقيامها بمهام كانت من صميم عمل الرجل مثل: العمل خارج المنزل، وكسب الرزق للعائلة، وتحمل تكاليف الأسرة ودعمها، أصبح شائعاً وبسبب ما ذكر أن تعيش النساء علاقتهنّ الزوجية بانعكاس في الدور العاطفي، فتكون المرأة في العلاقة الزوجية جانبها الذكوري أنشط من جانبها الطبيعي الأنثوي، وعندما تكون كذلك فهي تلعب دور الذكر بدلاً من الأنثى في البيت والعلاقة فتدفع الفواتير، وتصلح، وتشعر بأنه يقع على عاتقها القيام بأداء كل شيء ورعاية كل فرد من حولها، وتصبح دائماً منهكة، وحتى عاطفياً تصبح هي المبادرة بذلك والمطالبة به عندما تزداد ملاحقة المرأة للرجل، فهذا يدفعه أكثر نحو جانبه الأنثوي. وبدلاً من أن يتحمل مسؤوليته المبادرة في العلاقة معها فإنه سوف ينتظرها ويدعها تمضي في ملاحقته.
إنّ زيادة ذكورة المرأة تجعل الرجل يميل أكثر إلى جانبه الأنثوي، وبالمثل حينما يصبح الرجل أكثر أنوثة تميل المرأة إلى الذكورة، وإذا ازداد الجانب الأنثوي نمواً لدى الرجل فسوف يتوق للإشباع العاطفي من الجانب الذكوري لدى زوجته ويشعر بحاجة ماسة إليها كي ترعاه؛ لذا سوف يغضب حينما تحجم عن الحديث معه، أو تهمل العلاقة التي تربطهما، فيشكو من عدم رعايتها واهتمامها به، ويعكف على توجيه أسئلة لها؛ كي يحثها على التحاور معه أكثر حيث يريد منها أن تصغي وتفهم أحاسيسه، ومن ثم تظهر تعاطفها وتساعده بطرق مختلفة.
احفظي هذه القاعدة عن ظهر قلب: زيادة ذكورة المرأة تجعل الرجل يميل أكثر إلى جانبه الأنثوي، وبالمثل حينما يصبح الرجل أكثر أنوثة تميل المرأة إلى الذكورة.
إذاً عليكِ أن تعملي على دعم الجانب الأنثوي لديكِ، وعلى دعم الجانب الذكوري لدى زوجكِ؛ لتضمني تحقيق التوازن العاطفي بالعلاقة واستمرار التجاذب.
فلا تبحثي ولا تتوقعي التقدير والاستحسان من الزوج (فهذا أشبعيه من صديقاتكِ) ولو فعلتِ ذلك فستشجعين جانبه الأنثوي من دون أن تشعري بل لابد أن تبحثي عن الدعم المعنوي والحرص على إرضاء رغباتكِ، وأن يستمع لكِ ويتفهم مشاعركِ فقط لا غير وأن تدعيه يفعل لك أشياء كثيرة حتى لو كنت تستطيعين فعلها لنفسكِ، وعندما يفعل ذلك أشبعيه تقديراً واستحساناً وسعادة، ومع زوجكِ احرصي على إشباع الجانب الذكوري، وذلك من خلال إشباع الشعور بالاستحسان والثقة والقبول له ولمجهوداته؛ حتى ينشط جانبه الذكوري.