أَرْزٌ وَسَرْوٌ شَامِخٌ وَصُنَوْبَرُ
جَبَلٌ بِأَشْجَارِ المَسَرَّةِ يَكْبُرُ
وَصُعُودُنا يَا هِنْدُ رِحْلَةُ عُمْرِنَا
وَبِهَا إِلَى مَجْدِ المَحَبَّةِ نَعْبُرُ
هَاتِي يَدَ الإِخْلاصِ وَانْطَلِقي مَعِي
لِذُرى نَسيمُ الصَّيْفِ فِيهَا عَنْبَرُ
بِيَدي إذا عَثَرَتْ خُطَاكِ تَمَسَّكي
فَأَنَا بِعَثْراتِ المَسَالِكِ أخْبَرُ
لَابُدَّ مِنْ نَصْرٍ أَخيرٍ فَاجْمَعِي
صَبْرَ السِّنينِ فَنَحْنُ نَحْنُ الأَصْبَرُ
شَوْقِي إِلَى الجَبَلِ الأَشَمِّ يُعِيدُنِي
طِفْلاً ضَحوكًا وَالكَآبَةُ تُدْبِرُ
كَمْ عَاشِقٍ آوَى إِلَيْهِ وَلَمْ يَعُدْ
لِلسَّفْحِ يَحْكِي عَنْ ذُراهُ وَيُخْبِرُ
يَنْسَى رِفَاقًا كَانَ يَحْملُ هَمَّهُمْ
وَيَقُولُ: لِلكَوْنِ الكَبيرِ مُدَبِّرُ
جَبَلٌ تَخَلَّى عَنْ مآسي عَالَمٍ
وَالصَّمْتُ فِيهِ عَنِ السَّلامِ يُعَبِّرُ
سُكَّانُهُ اخْتَاروهُ دَارًا مَوْطِنًا
مَا كَانَ فِيهِمْ مُرْغَمٌ أَوْ مُجْبَرُ