«سيدتي» والسفير حسين الجسمي في مركز راشد لرعاية الطفولة والأمومة

غنّى لهم ورسم بالألوان، إستمع لأغنياتهم وحدّثهم عن أشيائه وشاركهم التفاصيل. وكما استقبلوه ودّعهم بكثير من الحب وبمساحات أمل. ولأن المشاعر الإنسانية الحقيقية لا تفسّر بالكلمات، ننقل إليكم بالصورة تفاصيل زيارة حسين الجسمي لمركز رعاية الطفولة والأمومة في دبي. 

ليست المرة الأولى التي يكون فيها الفنان حسين الجسمي حاضراً في مناسبة إنسانية، فهو وقبل أن يحمل لقب «سفير النوايا الحسنة»، كان سفيراً للحب وحاملاً لتلك النوايا دون منصب رسمي.

في زيارته الأخيرة إلى مركز راشد لرعاية الطفولة والأمومة، قضى الجسمي ساعات طويلة إذا ما قيست بالزمن، وقصيرة نسبة للأجواء التي حملت كثيراً من الفرح والتفاؤل في عيون الأطفال، الذين فاضت عيونهم بالحياة بمجرد ولوج الجسمي مطارحهم. فهنا شاركهم تقطيع السَلَطَة، وهناك أمسك بريشتهم ليشاركهم رسم لوحة لواقعهم، تارة يستمع إلى أغنياته بصوتهم ولتفاصيل حياتهم، وتارة أخرى يغني لهم. لم تغب عين «سيدتي» عن رصد هذه الزيارة بتفاصيلها الإنسانية قبل المادة الصحفية. وللأمانة، كما شاهدنا الجسمي سيداً على مسرح الغناء، كان سيداً على مسرح الحياة، وبقدر ما يوزّع الفرح بأغنياته في عالم الفن، كان الجسمي يوزّع الفرح في قلوب مازالت صغيرة بحاجة لمن يملأ فراغها بالحب. والصورة أفضل من يتكلم.

 

الفن الهادف رسالتي

- بصفتك سفيراً للنوايا الحسنة، إلى أي حدّ تجد أن هذا اللقب يدعم توجّهك الإنساني؟

إن ألقاب سفراء النوايا الحسنة أوجدتها الأمم المتحدة تعميقاً لدور الفنان وتأثيره الإنساني في المجتمعات. والفنان يمارس هذه المهمة بكل أبعادها سواء طلب منه هذا أم لم يطلب.

 

- هل يكون الفن أيضاً منبراً لهذه الأحداث الإنسانية، وكيف يوجّه الجسمي فنه في خدمة هذه القضايا؟

أحرص في كل اللقاءات الجماعية التي أقوم بها أن يكون هناك هدف إنساني من خلالها. وبالتالي، فإن الشق المتعلق بحضوري ومساهمتي في هذه اللقاءات يؤكّد توجّهي لهم وقربي منهم وتفاعل صوتي مع آلامهم وأحلامهم.

 

- منذ بداياتك الفنية وأنت تقرّر مسبقاً قبل أن تصدر أي ألبوم أو أغنية ما هي القضية التي تنوي أن تقدّمها. وقضايانا في العالم العربي كثيرة. ما هي أكثر القضايا العالقة التي يتمنى حسين الجسمي أن يطرحها بالشكل الصحيح لإيجاد الحلول؟

لا أستطيع تحديد هذا. فما هو مهم اليوم قد يتحوّل إلى أقلّ أهمية في الغد، لكل وضع حالة تفرض حضورها وأهميتها. ودعيني أقول لك أمراً إن الفن النظيف والهادف رسالة دائمة ويومية في كل زمان ومكان.

 

- برأيك، إلى أي حدّ سيثمر تواصلك مع أطفال مركز راشد. وما هي النتائج؟

ربما كان سؤالك إلى درجة قد أثمر. وهذا ما يستطيع الآخرون الحديث فيه أكثر مني. أنا أحببتهم ولمست حباً منهم واللقاء كان ممتعاً بالنسبة إلي وتعبيراً حقيقياً عن الفرح.

 

- أخيراً، في الوقت الذي انسحب فيه فنانون كثر من مناصبهم كسفراء للنوايا الحسنة، لأنهم لم يستطيعوا تقديم شيء في الأوقات الحاسمة كأحداث غزة والحروب التي مرت. هل يخطر ببالك اعتزال المنصب عندما تمر في الظروف ذاتها؟

لم أسمع عن انسحابات كثيرة. وفي النهاية، ألقاب سفراء للنوايا الحسنة وجدت لتحسين أوضاع الناس، ولا أحب أن تدخل في حسابات السياسة والسياسيين. فالناس عانت الويلات بسبب السياسة وتفاصيلها المتعبة.