أكثر من علامة إستفهام يطرحها المراقبون على الساحة الفنية في الكويت مع إقتراب شهر فبراير المقبل، حيث يهمس البعض حول ما ستؤول اليه الأوضاع بين مهرجاني «هلا فبراير» الذي كان يُعتبر الأضخم لا بل المهرجان الوحيد في البلاد، وبين «ليالي فبراير» وهو المهرجان الذي ولد حديثاً في العام الماضي وعرف نجاحاً كبيراً. ولكن قراراً اتخذ بعد سلسلة من الإجتماعات السرّية المطوّلة ينص على أن العام 2010 سيشهد قيام مهرجان واحد موحّد، والذي من المتوقع أن يحمل اسم «ليالي الوطن».
أسماء ثابتة في المهرجان
انطلق مهرجان "هلا فبراير" لأول مرة عام 1999 في الفترة الممتدة بين 3 فبراير وحتى 24 منه. ويعود اختيار اسم «هلا فبراير»، واختيار شهر فبراير تحديداً، للاحتفال بالمهرجان، إلى وقوع عيدي الاستقلال والتحرير في هذا الشهر أي في 25 و26 فبراير.
وكان تنظيم الحفلات الغنائية المصاحبة للمهرجان قد أُسند رسمياً في العام 2007، إلى «مركز عبدالله الرويشد»، وتمكّن الرويشد بالتنسيق مع «روتانا» للصوتيات والمرئيات من تأمين إحياء كبار النجوم العرب لحفلات مهرجان «هلا فبراير».
بيد أنه، ومع شراء قناة «الراي» للسنة الثانية على التوالي، الحقوق الخاصة للبثّ الحصري بنقل حفلات «هلا فبراير» مباشرة على شاشتها، وعدم حصول قناة «الوطن» على تلك الحقوق، بدأت المشاكل تظهر بين الطرفين.
بلبل الخليج
لكن الأكيد أن «هلا فبراير» لم يستطع كما فعل في الأعوام السابقة، أن يغرّد وحده في شهر فبراير الماضي، حيث تفاجأ القيّمون عليه بإعلان تلفزيون «الوطن» وبالتعاون مع شركة «روتانا»، عن الإتفاق على إقامة مهرجان «ليالي فبراير» كثاني مهرجان غنائي يقام في دولة الكويت بعد مهرجان «هلا فبراير». ولاشك أن الخطة البديلة بإقامة « ليالي فبراير» جاءت لتؤثّر على «الراي» و«هلا فبراير» على حدّ سواء، خاصة وأن «روتانا» هي الشركة الأضخم عربياً، والتي تضمّ كبار أهل الفن العرب الذين طالما أحيوا «هلا فبراير» خلال السنوات الماضية ومنذ انطلاقته عام 1999 وحتى العام 2009 وهو تاريخ انطلاق «ليالي فبراير». وجد فنانو «روتانا» أنفسهم إلى جانب شركتهم يحيون «ليالي فبراير» ومبتعدين عن «هلا فبراير»، في الوقت الذي قاطعه تلفزيون «الراي».
وأعلن سالم الهندي مدير «روتانا»، في خطوة ذكية، إعطاء كامل الحق مجاناً لتلفزيون الكويت في نقل كل الحفلات والفعاليات والأنشطة. لكن «هلا فبراير» تمّ إلغاؤه بسبب التضامن مع أحداث غزة.
من المفترض أن ينطلق المهرجان في 11 فبراير المقبل وسيمتد لفترة ست ليالٍ، بمعدل حفلتين لكل أسبوع. أما تواجد شركة «روتانا» فسيكون أساسياً في المهرجان، خاصة أن الشركة تضمّ كبار الأسماء الفنية. لكن لن يكون لـ«روتانا»، بحسب معلومات خاصة بـ «سيدتي»، دور تنظيمي كالذي كان لها في العام الفائت.
من الأسماء المتداولة للفنانين الذين سيشاركون في مهرجان الكويت 2010: أحلام، وشيرين عبد الوهاب، وحسين الجسمي، ونجوى كرم، وفضل شاكر، وعمرو دياب، ورابح صقر، وصابر الرباعي، وعاصي الحلاني، وكاظم الساهر، وماجد المهندس، وإليسا، وأبو بكر سالم ووردة... وبالطبع سيكون لإدارة المهرجان حرية استقطاب النجوم من خارج الشركة أيضاً. وتؤكد معلوماتنا أن إدارة المهرجان ستقدم لجمهورها حفلات غنائية ذات مستوى لجهة الخدمات التقنية والاضاءة والإبهار، على مسرح سيضاهي المسرح الضخم الذي تم إنشاؤه العام الفائت من قبل «ليالي فبراير».
ودعا عبد الله الرويشد عبر سيدتي الى التوفيق بين المهرجانين لأن المهرجان هو عمل وطني، وفي حال تمّ التوافق على الدمج، يجب أن يكون المهرجان بالمستوى عينه الذي عرفناه، أو بمستوى أعلى منه. وقال "أنا محايد في موقفي، وأعمل على نجاح المهرجانين. فأنا من مؤسسي «هلا فبراير»". وقال إن المفاوضات الجارية ستؤدي إلى إقامة مهرجان واحد وهذا لا يعني بالضرورة إتفاق "الراي" و"الوطن".