كان الفنان الهادئ والرومانسي والمثقّف الشاب إياد نصار قبل توجّهه للقاهرة قبل خمس سنوات، النجم الأردني الأبرز عربياً بعد نجاحه بأهم الأعمال الاجتماعية والتاريخية من أشهرها: "الإجتياح" و"أبناء الرشيد الأمين والمأمون" فطُلب بقوة في القاهرة. واستثمرت شركات الإنتاج المصرية نجاحه وموهبته بأعمال ضخمة كان أهمها: "خاص جداً" و"الجماعة" و"المواطن أكس". خلال زيارته الأخيرة لعمان لزيارة ولديه إيثار وآدم، التقته "سيدتي" في حوار اتّسم بالصدق والصراحة. فكشف سر رفضه العمل في الدراما البدوية ووصف "بلقيس" كأسوأ عمل تاريخي وتحوّل صداقته بمنذر رياحنة إلى زمالة بعد صداقة عميقة وسبب انطلاق شائعة حبّه لمنّة شلبي بعد طلاقه مباشرةً وعودة طليقته عهود مع ابنته إيثار وابنه آدم للإقامة في الأردن ونصيحته لزميليه خالد الغويري ومحمد المجالي بعد نجاحهما بدوريّ الإمامين الحسن والحسين وأسرار أخرى كثيرة تقرأونها في مقابلته التالية:
- ما سبب غيابك فترة طويلة عن الأردن؟
ربما فنياً غبت لكن ليس إنسانياً، والسبب أنني لا أستطيع البقاء طويلاً بعيداً عن ابنتي إيثار (سبع سنوات) وابني آدم (خمس سنوات) المقيمين مع والدتهما في عمان. وشوقي الكبير لهما يدفعني لزيارتهما شهرياً مهما كنت مرتبطاً ومشغولاً، لكني غبت آخر مرة لأكثر من شهرين حتى لا أعطّل تصوير فيلمي الجديد "مصور قتيل". ثم صعدت للطائرة قادماً إلى ولديّ قبل ارتباطي بأي عمل جديد قد يؤخّر لقائي بهما.
- هل تتفرّغ لهما كاملاً؟
بالطبع، الأولوية لهما طوال مكوثي في عمان.
- كم تقضي معهما من الوقت؟
حوالي الأسبوع، وخلال زيارتي الأخيرة، لم نستطع الخروج كثيراً جرّاء حالة الطقس وسقوط الأمطار. فقضينا الوقت في المنزل نلعب "البلاي ستيشن" ونتحادث.
- عندما تعود للقاهرة، هل يحزنك بُعدك عنهما؟
أعوّض افتقادي لهما بالاتصال بهما يومياً عدة مرات من الصباح للمساء عبر برنامج "سكايب" على الإنترنت. فأراهما وأسمعهما كأني أعيش معهما لحظة بلحظة.
- هل اعتدت وتأقلمت على جو مصر المختلف نوعاً ما عن جو الأردن؟
جداً، لم أعتد على كل شيء فيها فحسب بل أحببتها أيضاً حيث مضى على إقامتي المتواصلة فيها حوالي خمس سنوات، وصرت رغم كبر مساحة القاهرة، أحفظ كل شوارعها وطرقها، واعتدت على قهر ازدحامها بسيارتي مثل أي مصري.
أحب خالد الصاوي
- أول عمل فني مصري شاركت فيه كان "صرخة أنثى" مع داليا البحيري ثم قدّمت بعده "خاص جداً" مع يسرا. فأيّهما أنت مدين له بنجوميتك في مصر وتشعر بأن "وجهه كان حلواً" عليك قبل بطولتك للمسلسل الكبير "الجماعة"؟
العملان مهمان جداً بالنسبة إليّ، وحين أسئل: أين بدايتك؟ أجيب أن لبداياتي مراحل متعدّدة، فمسلسل "صرخة أنثى" قدّمني للجمهور المصري، ومسلسل "خاص جداً" إلى جانب النجمة المهمة يسرا، عرّف الجمهور المصري والعربي عليّ أكثر من ذي قبل، ثم جاء مسلسل "الجماعة" مع الكاتب المهم وحيد حامد، فرسّخني كفنان وممثل على نطاق عربي أكبر وأوسع، وكان وحيد حامد بترشيحه لي مُقدماً على مغامرة وكلّه ثقة من أنه سيكسبها بي، وهو بهذا ذلّل لي الكثير من الصعوبات وجعلني أختصر الكثير من المسافات للنجاح في مصر، لأنه كما تعلمين النجاح في القاهرة ليس سهلاً أبداً. كل هذه الأعمال مهمة بالنسبة إلي، ولا يوجد عمل أهم عندي من الآخر لأنها كلها أسهمت في نجاحي الفني بمصر، ولها فضل كبير علي. لذا، لا يمكن أن أقلّل من أثرها الإيجابي على مسيرتي الفنية.
- تعشق الأدوار التي تشكّل تحدّياً لك حيث قبلت تأدية دور الإمام حسن البنّا فيما رفضه غيرك خوفاً أو عدم ثقة؟
نعم، أعشق جداً الأدوار الصعبة المركّبة لشعوري بأنها تستفزّني داخلياً، وتدخل مناطق جديدة غير مطروقة من قبل في مساحاتي الأدائية غير المكتشفة بعد، مني أو من مخرجين. وآخر هذه النوعية من الأدوار قدّمتها في مسلسل "المواطن أكس" بقيامي بدور الضابط شريف المختلف تماماً عن كل ما قدّم سابقاً من الضباط. أستمتع جداً حينما أغامر بتقديم أداء جديد ومختلف غير متوقّع بطريقتي الخاصة.
- هل كان تحدياً كبيراً لك أن تقدّم دور الضابط شريف بعد النجاح الهائل الذي حقّقه النجم المصري خالد الصاوي بدور الضابط في "أهل كايرو"؟ وهل تأثرت بأدائه إلى حدّ ما؟
شهادتي بالفنان المتألّق خالد الصاوي مجروحة لأنه من أعزّ أصدقائي، وأحبه جداً كإنسان وممثل، واستمتعت بالتمثيل معه في فيلم "أدرينالين"، وأعرف عن قرب مدى اهتمامه بتفاصيل وأبعاد أي دور يسند إليه لأنه فنان مثقّف صاحب مشروع. وأنا شاهدت مسلسله "أهل كايرو" لأني أتابع دائماً أعماله، وأعجبني بالطبع العمل، وأحببت أداءه المبدع فيه، ولما عرض عليّ دور الضابط شريف بعده، وضعت في حسباني أن فناناً كبيراً بفنه وإبداعه سبق وقدمه بأسلوب معين، لهذا ذهبت في أدائي إلى منطقة أخرى جديدة مغايرة حتى لا يقارن الجمهور بيني وبينه. وبالفعل، حقّقت ما أريد حينما أشادت الصحافة بطريقة أدائي قائلة: "إياد نصار أمتعنا بدور الضابط الذي قدّمه بأسلوب مختلف تماماً عن أسلوب خالد الصاوي، وترك بصمته الخاصة فيه". واتّفق رأي الجمهور مع رأي النقاد وتابعوا معاً بحب وشغف أدائي، فنجوت من الوقوع في فخ المقارنة بيني وبين صديقي خالد الصاوي.
- ما كانت أداتك في تغيير أدائك كضابط عمّن سبقك من النجوم خاصةً خالد الصاوي؟
بحثت فقط في تفاصيل دوري بعمق وبصورة مختلفة عن بحث الصاوي حتى توصّلت لطريقة أداء جديدة خاصة بي، لذا لم يقارن أي مشاهد أو ناقد بيني وبينه.
- عرض عليك هذا الدور من البداية؟
اليوم صارت الأدوار تأتيني باسمي ويعرض عليّ العمل الفني كاملاً بكافّة تفاصيله خاصةً وأنني اليوم صاحب مشروع فني، وتترك لي حرية اختيار الشخصية التي أريد حيث لم يكن لديّ علم بالزملاء المرشّحين، القرار أمامي كان مفتوحاً بحرية، فاخترت شخصية الضابط شريف التي استفزّتني بقوة كممثل، ثم تمّ اختيار الممثلين المشاركين بعدي.
- أي أنك كنت أول فنان يعرض عليه العمل، ما السبب؟
ثقة الجهة المنتجة كانت كبيرة بي، خاصةً وأنها قبل اختياري واجهت مشكلة في تسويقه، لكن عندما وقع اختيارها عليّ مستغلّة نجاحي الكبير في "الجماعة"، لاقى العمل قبولاً من الفضائيات العربية خاصةً قناة الـ mbc رغم صعوبات الإنتاج في ظل الأحداث في مصر، وحقّق نسبة مشاهدة عربية عالية أسعدتنا جميعاً.
قرار الاحتجاب المؤقّت
- هل تعتبر مسلسلك الأضخم "الجماعة" بطولة جماعية؟
لا، لم يكن "الجماعة" بطولة جماعية رغم الكمّ الهائل من الممثلين وضيوف الشرف لأن محور العمل كله يدور حول شخصية الإمام حسن البنّا التي أدّيتها.
- ومسلسل "المواطن أكس"؟
كان بطولة جماعية. وفي رمضان القادم أقوم ببطولة مطلقة في عملين معاً، وهذه أول مرّة أقدم على هذه الخطوة المحسوبة من قبلي بدقة، فلم أخترهما بعشوائية حسبما عرض عليّ وإنما قبلتهما لأهميتهما واختلافهما عندي، ولن أقصّر في أحدهما على الإطلاق. وخبرتي السابقة فيما قدّمت من أعمال ستسهّل لي ذلك حيث حقّقت أعمالي "خاص جداً" و"الجماعة" و"المواطن أكس" أعلى نسب مشاهدة في مصر والعالم العربي، ونجاحي هذا، يجعلني أتّخذ قرار الاحتجاب المؤقّت أو تقديم عمل واحد أو عملين حسب ما تستدعيه سياستي الفنية الخاصة أو الحاجة الدرامية.
جديدي لرمضان القادم
- ما هما عملاك القادمان لرمضان 2012 القادم؟
مسلسل مميّز تشاركني بطولته الزميلة غادة عادل ومن تأليف محمد ناير الذي كتب نص مسلسلي السابق "المواطن إكس" وإخراج غادة سليم وإنتاج العدل غروب، ومسلسل "ألف ليلة وليلة" إخراج محمد ياسين.
- ما الذي شجّعك على قبول بطولة مسلسل "ألف ليلة وليلة" العائد بقوة بشهريار عربي هو أنت بعد غيابه الطويل عن مائدة الدراما المصرية والعربية والذي سبق وقدّمه نجوم مصريون كثر. لكن أنجحهما على الإطلاق كان الثنائي: حسين فهمي ونجلاء فتحي وجهاد سعد وسلاف فواخرجي؟
الفكرة مختلفة في مسلسل "ألف ليلة وليلة" المعاصر الجديد الذي نحن بصدد تصويره قريباً لوجود أهم مخرج عربي فيه هو المخرج محمد ياسين القادم من عالم السينما ومن مدارس فنية عريقة، وسيقدّم لنا فيه مستوى عالمياً وليس محلياً أو عربياً، وكتب نصه الكاتب محمد أمين راضي المعروف بتجاربه الدرامية الناجحة.
سأكون شهريار
- حين نشر خبر بطولتك له تساءل الجميع من ستكون شهرزاد إياد نصار في "ألف ليلة وليلة"؟
سأكون شهريار والبطل الشعبي فيه لكني لن أستفيض بالكلام عنه أكثر لأنه غير مصرّح لي أو لغيري بالحديث عنه بعد، فاعذريني رجاءً.
- سأغيّر صيغة السؤال: من المرشّحات لدور شهرزاد فيه؟
صدّقيني لم أعرف بعد من ستؤديه من الفنانات المرشّحات للمشاركة فيه.
- من أقنعتك أكثر بدور شهرزاد نجلاء فتحي أم سلاف فواخرجي؟
نجلاء فتحي أقنعتني أكثر من سلاف فواخرجي بدور شهرزاد لأنها فنانة من طراز خاص إلى جانب سعاد حسني، طراز خاص من الفنانات العربيات لم يعد موجوداً بيننا هذه الأيام، وأداؤها فيه محفور في ذاكرتنا جميعاً.
- بماذا تتميّز نجلاء فتحي؟
ب"ستايلها" المختلف عن "ستايل" ممثلات اليوم اللواتي كلهنّ نموذج بنت البلد الذي أصبح هو المطلوب فنياً في الدراما، فافتقدنا جميعاً شكل و"ستايل" نجلاء فتحي وسعاد حسني وميرفت أمين. ونحن في الساحة الفنية بحاجة لـ"ستايل" أولئك الفنانات الرائعات، وبحاجة أيضاً لـ"ستايل" وشكل وأداء النجوم الذين تألقوا معهنّ وبالأخص رشدي أباظة.
وما زالت نجلاء فتحي رغم مضي أكثر من 20 سنة على "ألف ليلة وليلة" الذي قدّمته الأرسخ في ذاكرتنا بدور شهرزاد من غيرها من الممثلات اللواتي لعبن الدور نفسه.
لا تستهويني الأعمال البدوية
- ما سر تعمّدك البعد عن الدراما الأردنية منذ نجحت وتألقت في مصر، وهل قلّة الأجر التي يتقاضاها الفنان من المنتج المحلي أحد الأسباب؟
لم أتلقَ مشروع عمل فنياً يغريني مضمونه على العمل فيه، والأعمال البدوية لا تستهويني ولا أحب تقديمها حيث شاركت في عمل بدوي واحد مع المخرج السوري نجدت أنزور هو "آخر الفرسان". ولم أستمتع به وأعتبره تجربة سيّئة في مسيرتي الفنية.
- والسبب؟
مرور نجدت أنزور بمشاكل سيئة مع الشركة المنتجة، انعكست سلباً علينا نحن الممثلين. فلم نكن مرتاحين تماماً في العمل فيه، ولم أحس من يومها بأني جزء من الدراما البدوية.
- ألم يعجبك أي عمل بدوي كفنان أو كمشاهد؟
المسلسل البدوي الوحيد الذي أعجبني كان مسلسل "فنجان الدم" للمخرج الرائع الليث حجو الذي أحب رؤيته وأحب أعماله، ودائماً نتحادث هاتفياً لكي نعمل سوياً لكن ظروفنا لا تتوافق، فحين تتاح الفرصة له أكون مرتبطاً، وحين تتاح الفرصة لي يكون مرتبطاً هو الآخر.
- ألن تلتقيا في عمل قادم؟
أتمنى ذلك لكني متعاقد على أعمال لغاية نهاية عام 2013، فلقد مضى زمن التعاقد وبدء التصوير في آخر لحظة ما قبل رمضان.
- ما هي الأدوار التي رفضت قبولها في أعمال أردنية؟
لا أحب ذكر طبيعة الأدوار احتراماً مني للزملاء الذين أدّوها، لكني اعتذرت عن بطولة أعمال عديدة من بينها: "بلقيس" و"بيارق العربا".
اعتذرت عن "بلقيس"
لماذا اعتذرت عن بطولة المسلسل التاريخي "بلقيس" للمخرج باسل الخطيب مع أنك لم تقدّم معه أي عمل فني حتى اليوم؟
لا أحب أسلوبه في الإخراج.
- صرّحت في لقاء إذاعي في راديو صوت الغد الأردن مع الزميل مازن دياب بأن "نمر بن عدوان" أجمل وأنجح عمل بدوي وبأن "بلقيس" أسوأ عمل تاريخي لماذا؟
المخرج السبب لأنه كان متساهلاً. لقد أُعجبت جداً بأداء الزميل الفنان أحمد العمري والمجهود الذي بذلته صبا مبارك فيه، ومعرفتي بها جعلتني أشعر أنها بذلت أقصى جهدها في ظلّ غياب رؤية إخراجية فيه، وأيضاً في ظل غياب آخر للرؤية الإنتاجية.
- حمدت الله أنك لم تشارك به بعدما لاقاه من فتور وفشل؟
اعتذرت عنه من البداية هاتفياً دون أي نقاش في التفاصيل وبعد أن عرفت أسماء المشاركين فيه.
- ما كان الدور المعروض عليك في "بلقيس"؟
احتراماً مني للزميل الذي أدّاه أتحفّظ عن الإجابة.
تابعوا المزيد من التفاصيل في العدد 1623 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الاسواق..وشاركونا بآرائكم من خلال مساحة التعليقات