"إملأ الفراغ بالكلمة المناسبة: اعتزال الفنّان فضل شاكر للمرّة ...".
جملة انتشرت منذ يومين عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ، في إشارة إلى قرارات الاعتزال التي اتّخذها الفنّان فضل شاكر منذ سنوات، وعاد عنها، ثمّ عاد واتّخذها وعاد عنها مجدّداً، ليصبح أيّ قرار بالاعتزال يتّخذه الفنّان هو بمثابة موقف عاطفيّ ما يلبث أن يتراجع عنه، ما أن يتلقّى عرضاً من مهرجان غنائيّ، كما حصل معه أخيراً في مهرجان "موازين" المغربيّ، إذ لم يكتف باعتلاء المسرح والغناء، بل اصطحب معه ابنه الذي شاركه الغناء، في ما بدا أنّه تحضير من فضل لابنه لخلافته على عرش الغناء، الذي بدا يشعر أنّه يشكّل عبئاً عليه.
متى ينتهي مسلسل الاعتزال؟
مسلسل الاعتزال ليس جديداً على الفنّان، الذي صرّح قبل سنوات أنّه يفكّر في الاعتزال، من دون أن يقدّم توقيتاً يُلزمه. ثمّ أعلن العام الماضي أنّه اعتزل، ليظهر في تظاهرة مناهضة للنظام السوريّ في بيروت في الشتاء الماضي، ويقدّم أغنية "سوف نبقى هنا" دعماً للشعب السوري في ثورته. ولم يكتف فضل بالغناء، بل أطلق تصريحات مضادّة للرئيس السوري بشار الأسد وعددٍ من القيادات اللبنانيّة، وهو الذي ظهر أمام الحشد بشعر أشعث ولحية غير غير مشذّبة، قبل أن يُغادر في اليوم التالي لبنان إلى قطر، حيث استقرّ هناك. وقد تردّد أنّ استقراره في الدوحة سببه مجموعة تهديدات تلقاها من قبل مؤيّدين لنظام الأسد، إلا أنّه فاجأ الجميع بعودته إلى لبنان، حيث شارك مساء الجمعة الماضية في تظاهرة أقيمت وسط بيروت، تنديداً بالفيلم المسيء إلى الرسول الكريم.
هفوة فضل
فضل الذي كان عنوان التظاهرة في وسط بيروت، والتي دعا الشيخ مناصريه إلى الالتحاق بها معلناً مشاركة "الأستاذ فضل شاكر" فيها، ما أثار استياء الكثيرين ممّن رأوا أنّ المشاركة في تظاهرة شاجبة للفيلم المسيء يجب أن يكون عنوانها النبيّ محمّد، وليس فضل شاكر الذي يبدو أنّه وقع ـ أو أوقع ـ في هفوة كان ينبغي التنبّه لها.
فضل ظهر في التظاهرة بلحيته الطويلة الكثّة، وغنّى أغنية "محمّد يا رسول الله" للفنّانة ياسمين الخيّام، في حين كان متوقّعاً أن يُطلق أغنية دينيّة من وحي المناسبة، كما سبق وأطلق أغنيته الداعمة للشعب السوريّ.
ولأنّ تصريحاته في التظاهرة الأولى انعكست عليه سلباً، اختار فضل شاكر هذه المرّة الصّمت، رافضاً الإدلاء بأيّ تصريح. لكنّه بعد ساعات قليلة، أكّدت الصّفحة الرسمية للشيخ أحمد الأسير، عبر موقع "فايسبوك"، أنّ الفنّان فضل شاكر أخبره شخصيّاً أنّه قرّر اعتزال الغناء نهائيّاً.
جواب نهائيّ؟
وجاء في رسالة الأسير: "إخواني.. بارك الله فيكم. أنا ADMIN الصّفحة، أزفّ إليكم خبر اعتزال الأخ البطل فضل شاكر. ولقد علمت منه شخصيّاً هذا الكلام بعد التحدّث معه على الهاتف. اللهم يا أرحم الراحمين، ويا غفّار ويا ودود، اغفر له ذنوبه وأبدل سيئاته حسنات".
ولم يكذّب فضل الخبر، فأعلنه عبر موقعه على "تويتر"، في رسالة جاء فيها: "انتصاراً لنبيّ الإسلام صلّى الله عليه وسلّم، واعتذاراً منا لتقصيرنا بحقّه، أعلن اعتزالي من دون تردّد أو رجوع، وذلك قربةًً إلى الله عزّ وجلّ".
وكان فضل قد أعلن قبل أشهر قليلة، أنّه سيستمرّ في الغناء، وسيذهب ريع حفلاته لنصرة الثوار السوريين، وقال إنّه سيعتزل بعد سقوط نظام الأسد، ثمّ قام بعدها بإطلاق فيديو كليب جديد أبعد ما يكون عن كليب يُطلقه فنّان استحقّ على مواقع التواصل الاجتماعيّ لقب "الفنّان الشيخ".
التعليقات انهالت على قرار فضل القديم الجديد، وكان أظرفها تعليق (كلام نهائيّ) المستنسخ من جملة الإعلاميّ جورج قرداحي الشهيرة في برنامج "من سيربح المليون".
ويبدو أنّ فضل الذي أعلن أنّ الاعتزال الفعليّ سيكون فور سقوط النظام السوريّ، أدرك أنّ حلّ الأزمة في المنطقة سيطول، وأنّ ما يحصل في العالم العربيّ انعكس على الفنّ، حيث باتت المهرجانات عملة نادرة، وبات مزاج الجمهور في مكان بعيد عن الفنّ، فضلاً عن التصريحات المتناقضة عن اعتزاله ما أبعد عنه متعهّدي الحفلات، وجعل من اعتزاله قراراً لا مفرّ منه.
الأسباب الحقيقيّة لاعتزال فضل شاكر
- مشاهير العرب
- سيدتي - إيمان إبراهيم
- 25 سبتمبر 2012