أكدت جمعة أن الأغنية الإماراتية غزت السوق الخليجي منذ الستينات، لكنها للأسف باتت في الآونة الأخيرة لوناً واحداً، وصارت قلة من الفنانين يحلقون خارج إطار الرتابة. ورأى أن عدداً من الملحنين يتسم بهم خيراً مثل خالد ناصر وموسى محمد، لكن فليحظوا بالفرصة. وقال إن "المشكلة أننا لا نملك مؤسسة للإنتاج تدعم الجيل الجديد من الشباب، وصار الفن عندنا «شللية»، والفنان الإماراتي بحاجة لمن يتبنّاه ويصقله".
وتابع "ليست هناك لجنة أكاديمية وإنما قطاع خاص «تاجر» لا يهمّه الكيف وإنما الكمّ. وهؤلاء الفنانون بعد تفوّقهم في البرامج الغنائية نتساءل إلى أين يذهبون؟ هم بحاجة لمؤسسة تحتضنهم وتتبناهم مثل «روتانا» وغيرها. باختصار، نحن بحاجة لمؤسسة وطنية للإنتاج والتوزيع تخدم الفنان الإماراتي".
وإعتقد أن الفنانَين الوحيدين اللذين استوعبا نفسيهما ويديران «بروفاتهما» بشكل صحيح، واستطاعا في أي لقاء أن يوصلا المادة الموسيقية إلى المستمع، هما حسين الجسمي وعبدالله بالخير.
وأكد أن حسين الجسمي هو أهم فنان إماراتي في الوقت الراهن ثم عبدالله بالخير وعبدالمنعم العامري والوسمي. لكن، هناك صوتان واعدان هما محمد المزروعي ومنصور زايد، ولا بد من الاهتمام بهما وصقل موهبتهما صقلاً مواكباً للعصر. أما من الفنانات فهي ببساطة أحلام إذ لا توجد هناك مطربة إماراتية بمستوى أحلام فنياً.
ورداً على سؤال "هل أنت مع محاسبة الفنانين؟"، أجاب جمعة "يجب عدم محاسبة الفنان إنما معاتبة من أجازه ومن صنّفه فناناً حتى تجرّأ ووقف على المسرح، فلو كانت هناك لجنة حقيقية تجيز الأصوات لكان 70% من فنانينا الموجودين سقطوا وأُلغوا كلياً. لكن، بات كل من لديه الآن بعض المال ينتج أغنية".
ورأى جمعة أن "الصوت الخليجي «انقرض» وصار لدينا الشامي والعربي و«المروبع». لذلك أقول إن عبدالله هو الصوت الخليجي الوحيد كونه «تشرّب» الكويت بإطارها التراثي الذي يؤديه بسهولة وبراعة، ولديه مساحة صوتية نادرة. لكنه أيضاً عليه أن يختار بشكل أدق".
وتحدث عن الوسمي، فقال "قبل أن يبهرني بصوته، بهرني بأخلاقياته لأنه شخص قنوع وكريم، والكرم من شهامة الرجال. الوسمي خجول وهو ليس «خوّاف» وهذا هو التعبير الأدق، أما ميحد حمد فله طابعه الخاص وهو باختصار «صحراء» الإمارات، وأنا ضد أي شخص يخشى الإنفتاح على الفن العربي. وأذكّرهم بالجسمي الذي حقّق نجاحاً عربياً نفتخر به".
وأوضح أن "هيفاء ليست مطربة. ولكن هذا لا يلغي أنها نجمة ولها جمهورها. هذا رأيي، ولا أعمّمه على الجميع، وفي الإستعراض هي ناجحة، أفضّل نانسي عجرم. وأفضّل عليهن كلهن المطربة كارول سماحة. لكنني أريد أن أسألها لماذا لا تخرج إلى النور كما هو مفترض".
تفاصيل أوسع عن هذا اللقاء الصريح مع ابراهيم جمعة تابعوها في العدد 1515 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الاسواق.