لا شك أن العمل البدوي مضنٍ وشاق، ويحتاج لفنان من نوع خاص ليتحمّل الأجواء التي يتمّ فيها تصوير مثل هذه الأعمال وخاصة المناخ الصحراوي والملابس الثقيلة والقدرة على تخطّي مصاعب النطق باللهجة البدوية، إضافة لصعوبة التعامل مع الحيوانات التي قد تثور أحياناً، ولا يستطيع أحد تهدئتها سوى المختصّين والخبراء، علاوة على ما قد يتعرّض له الفنان من أذى في جسده جرّاء ركوبه أو سقوطه أحياناً من على ظهرها، وخصوصاً إذا عرفنا أن أبطال مسلسل «فنجان الدم» لم يستعينوا بما يعرف بال «دوبلير» (البديل) الذي يقوم بتنفيذ مشاهد ركوب الخيل والجمال، بل نفّذوا كل المشاهد بأنفسهم. «سيدتي» زارت موقع تصوير «فنجان الدم» والتقت ببطليه جمال سليمان (نوري الهزاع)، ذلك البدوي الأمير والشاعر والمقاتل والعاشق الذي جمعته قصة حب عذري مع الأميرة (علياء) التي تجسّد دورها الفنانة ميساء مغربي، واللذين يتابع الناس قصة حبهما التي تعصف بها رياح الغزو والثأر والكبرياء والأنفة على شاشة الـ mbc وهي قصة حب طويلة. فتعالوا لنستمع لبعض تفاصيلها من خلال الحوار التالي مع بطلي العمل.
(ملاحظة: تمّ هذا اللقاء العام الفائت حين كان يصور العمل، ولكنه لم ينشر بسبب عدم عرض المسلسل وتأجيله بسبب بعض القضايا التي أُثيرت حوله وفضّلنا تأجيله لحين عرضه على الشاشة):
بدأنا حوارنا مع النجم جمال سليمان: ماذا أضافت لك المشاركة في المسلسل البدوي «فنجان الدم»؟
هذه هي التجربة الثالثة لي في هذا المجال. وكنت منذ سنوات عديدة قد شاركت في مسلسل «النار والفرقى»، ومن بعدها في مسلسل «سحر الشرق». وكان لكلا العملين صدى طيّب لدى الناس عند عرضهما. وحالياً عدت للعمل في مسلسل بدوي هو «فنجان الدم». وهذا العمل تنطبق عليه صفة المسلسل البدوي، فهو يعتمد على حقائق تاريخية. ويتحدّث عن قصة تجري في إطار زمني وجغرافي محدّدين، وليس عملاً بدوياً خيالياً. كما يناقش ظروفاً وأحداثاً كثيرة جرت للبدو في فترة معيّنة. فقام كاتب العمل عدنان عودة بجمعها وجمع التراث الشعري البدوي ليوثّقها من خلاله، ووضعها على لسان شخصياته المتخيّلة، وطرح مسلسلاً مهماً جداً. والحقيقة، إن نص العمل قوي جداً، وهذا ما شجّعني للمشاركة فيه.
مصمّمون عالميون
تبدو المعارك التي نفّذت في العمل على درجة عالية من الدقّة، هلّا شرحت لنا تفاصيلها؟
العمل يتحدّث عن قبيلتين متصارعتين في فترة معيّنة. ويحترم كل القبائل التي جسَّد تاريخها وصفاتها العظيمة، ويرسم صورة لهذه الفئة من أمّتنا التي تعيش في الصحراء. والعمل بذلت فيه جهود كبيرة ومخلصة وسويته التقنية عالية، إذ استُقدم لمعاركه مصمّمون من بريطانيا ممّن صمّموا معارك فيلم «هاري بوتر». وهو عمل لم يقدّم فقط للبدو ليشاهدوه، بل هو للجميع، حيث يلقي الضوء على جانب غير معروف ومهم من شعبنا.
تجسّد شخصية نوري الهزاع الشاعر والبطل العاشق. هلّا تحدّثنا أكثر عن صفات هذه الشخصية التي جذبتك لأدائها؟
شخصية نوري الهزاع شخصية جميلة. تحبّ بقوة وتكره بقوة، وترحم بفيض من العواطف وتقسو بفيض من الحقد أحياناً. ونوري الهزاع هو الشخص البدوي الذي ليس لديه حلول وسط لأي شيء. وهو ذو شخصية مليئة بالتناقضات نتيجة الحياة التي يعيشها، ولكن الزمن يدور دورته العجيبة، ويحصل له ما لم يكن في الحسبان.
رأيي بميساء مغربي
لماذا اخترت الفنانة ميساء مغربي للوقوف أمامك في مسلسل «فنجان الدم»؟
كنّا ذات مرّة جالسين في حلقة نقاش حول من ستجسّد دور علياء في العمل، فكان اتّفاق جماعي على اختيار هذه الفنانة المتميّزة. فميساء لديها المقوّمات لأداء هذه الشخصية الهامة والحسّاسة في العمل والتي لا تستطيع أن تقوم بها فنانة عادية أو «دلّوعة»، لأن الدور لديه متطلّبات كثيرة، وظروف العمل فيه صعبة وشاقة للغاية ويحتاج لفنانة خاصة. وهي تكبّدت عناءً كبيراً في أدائها للدور، وبرأيي نجحت فيه.
هل حدث انسجام فني بينك وبين الفنانة ميساء مغربي أثناء تصويركما لدوري العاشقين في العمل؟
جداً. فميساء فنانة ممتازة وهي إنسانة حسّاسة، وقد قرأت نص العمل بشكل ممتاز وشخصيتها قوية جداً. وهي شديدة الإصغاء لكل من حولها. كما إنها متواضعة وليس لديها أي غرور يجعلها تنزعج من أي ملاحظة قد توجّه لها من قبل المخرج أو زملائها. وتحرص على أن تقدّم الأجود دائماً في عملها. هناك شخصان تعرّفت إليهما في هذا العمل وكنت سعيداً بالتعامل معهما، وهما ميساء المغربي والفنان عبد المحسن النمر. وهو فنان وإنسان بكل ما في الكلمة من معنى، كما أنه مهذّب وخلوق وملتزم بعمله. وبالفعل، أدّى دوراً من أهم الأدوار في «فنجان الدم».
زوجتي لا تغار
ماذا تقول لك زوجتك رنا سلمان عندما ترى المشاهد الرومانسية التي تجمعك بميساء مغربي؟
لا تقول شيئاً لأنها تتفهّم طبيعة عملي. وزوجتي والفنانة ميساء تعرّفتا على بعضهما. وبرأي زوجتي، من الجيد أن تقوم ميساء بأداء هذا الدور. وعندما أكون مشاركاً في مسلسل تجمعني فيه قصة حب، يهمّ زوجتي أن تكون الفتاة التي أحبّها مقنعة للجمهور. فهي تفكّر بالعمل الفني على أنه عمل فني فقط
ولا تفكّر فيه على أساس الزوجة الغيورة. وقصة حبنا في العمل غريبة من نوعها، ففيها مزيج من الحب والأنفة والكبرياء والتحدي. وهذان الحبيبان يضيّعان عمرهما بأكمله بسبب ما لديهما من الأنفة والكبرياء والتحدي ونتيجة تبعات العداء بين القبيلتين التي انعكست عليهما.
إكسترا
شعر بصعوبة
هل وجدت صعوبة في تقمص دور نوري الهزاع ذلك البدوي الذي يتحدث لهجة قبلية خاصة ؟
بالتأكيد هناك صعوبة في البداية ولكن هذا العمل ومن حسن حظنا كان مؤلفه قريباً منا وهو بدوي وأكاديمي في نفس الوقت جمع بين الطرفين. فهو شخص واعي للتاريخ وليست لديه نظرة قبيلة مغلقة للوقائع. وبنفس الوقت هو شخص بدوي عايش هؤلاء الناس ويمكنه الحديث عنهم من داخلهم وليس من الخارج كمن يلقي نظرة سريعة ويكوّن فكرة عابرة فهو كتب عن العمل بعمق ومن الداخل وبالتالي وجوده إلى جانبنا كان مهماً لنا وكنت أستشيره بالكثير من الأشياء وكان يرافقنا كذلك مدقق لغوي للهجة البدوية وهذا ساعدنا كثيراً بأن نؤدي اللهجه بطريقة مناسبة كأهلها تماماً.
بعدها إنتقلنا إلى الفنانة ميساء مغربي التي تحدّثت في هذا الحوار عن دور علياء البدوية العاشقة والأميرة الأبية:
بداية، كيف تعاملت مع الدور الشاق في مسلسل «فنجان الدم»؟
أنا أحبّ الأعمال البدوية التي تعيد الناس لحياة البداوة الحقيقية. و«فنجان الدم» عمل كبير، أعادنا للحياة الحقيقية للبدو. وبالنسبة لهذا العمل، فقد توفّرت فيه ظروف العمل الجيد من طاقم فني مميّز إلى كادر تمثيلي كبير إلى مخرج متألّق إلى ظروف إنتاج ممتازة. وهذا كلّه ساعد في تألّق الجميع في أدوارهم، وسهّل علينا كثيراً ظروف الطقس الصعبة التي كنّا نصوّر فيها. وفي الحقيقة الجميع شكّل فريق عمل متكاملاً، همّه فقط الوصول إلى الأفضل. ومن أهم معوّقات العمل، الزوابع الرملية التي اعترضت عملنا أحياناً. وكذلك في عمل ضخم كهذا، لا تستطيع دائماً السيطرة على قطعان الجمال والخيول، في الوقت الذي يجمعنا معها مشاهد كثيرة، فهي أحياناً تتسبّب في إيقاف تصوير العمل.
بكيت في غرفتي
هل تشعرين بأنك تورّطت في هذا العمل كونك تعملين في أجواء صعبة ومع نجوم كبار؟
لا أخفيك وللأمانة، كنت سعيدة جداً عندما تمّ قبولي للمشاركة في هذا العمل. ولكن، بعد أن صوّرت في أول يوم عدت للغرفة وبدأت بالبكاء. وهذه الرهبة زالت بعد تعوّدي على أجواء العمل. والحقيقة أن النجوم الذين عملت معهم كبار بالفعل، فهم محترفون وفنانون بكل معنى الكلمة. ويعملون بإنسانية بالغة وإخلاص لعملهم. كما ساهموا في إزالة الرهبة من النفوس وتحوّل الخوف إلى متعة. في الواقع، إن العمل ملحمة كبيرة وليس فقط مسلسلاً بدوياً. وفي أحد المشاهد، إصطدم بي أحد الأحصنة وداس قدمي. ولكن، الحمدلله لم أصب بأذى وربنا ستر. إضافة إلى أنني لا أخاف من العوامل البيئية، لأنها ستعوقني من الوصول للنجاح لو خفت منها. أنا إنسانة مغامرة جداً ومندفعة في الفن.
في الأجزاء المقبلة
هل يفيدك جمالك في أدائك لهذا الدور؟
الجمال ليس فقط ما رشّحني للدور، فهناك فنانات سوريات أكثر جمالاً مني. ولو كان قصد الشركة الإتيان بفتاة جميلة، لوجدوا ذلك في سوريا ولم يأتوا بي من الخليج. ودور علياء يتطلّب فتاة جميلة في المرحلة الأولى فقط، ثم هو بحاجة لأدائها الجيد بعد تقدّمها في السن.
هل سيستمرّ دور علياء في الأجزاء المقبلة التي تعدّ لها الشركة المنتجة؟
لا أبداً، علياء العمارية ونوري الهزاع سوف يموتان في نهاية هذا الجزء المسمّى بـ «فنجان الدم».
هل تتزوّج علياء من النوري في نهاية العمل؟
لا شك بأن الزواج من الشخص الذي تحبّه الفتاة شيء جميل وحلم وردي، ولكنني لن أقول لك من ستتزوّج علياء ولكنها ستتزوّج حتماً.
إكسترا
جمال سليمان ساندني
وقوفك أمام فنانين مثل جمال سليمان وغسان مسعود، ألم يشعرك بالرهبة؟
خفت بالتأكيد، فالفنان غسان مسعود نجم عالمي يشرّف الفن العربي. وهو أستاذي، درست على يديه الفن في دبي. أما جمال سليمان فهو فنان كبير، ومثال للنجم العربي المشرّف. وهو يحتضن كل من يعمل معه ويساهم في انتشاره ليشاركه النجاح في الأداء.
أنت إعلامية وفنانة أيضاً. فهل ستسرقك الدراما من العمل الإعلامي؟
لا علم لي بما سيحدث، لكن الفن هو غذاء الروح بالنسبة لي. ولن أتخلّى عنه أبداً. أما التقديم، فهو يعتمد على الفكرة ومدى كونها جديدة ومناسبة. وإذا لم أجد فكرة مناسبة، فلن أستمرّ في تواجدي على شاشة التلفزيون لمجرّد الظهور الإعلامي فقط.
لم أقلّد حليمة
هل سعيت لتلقيد حليمة بولند من خلال تقديمك للفوازير، لاسيما وأنها صرّحت بأنها أول من فتحت الباب لتقديم الخليجيات للفوازير؟
لا أقلّدها أبداً، هي جميلة وأنا أحبّ "ستايلها"، ولكنني قدّمت الفوازير بطريقة مختلفة، ولن أقلّدها والميدان سيثبت ذلك. والعتب أساساً على حليمة أنها لم تقدّم استعراضاً في فوازيرها بسبب المجتمع وتقاليده، ولكنني قدّمت الإستعراض في فوزاير "وراها وراها". وهي تجربة في مجال "الفرفشة" للإبتعاد عن الأعمال الدرامية الخليجية التي تحوي في مضمونها الكثير من الحزن والبكاء. فحاولنا من خلال هذه الفوازير تقديم شيء جديد، نحن بحاجة له. وهي فوازير خفيفة ولكنها تحتوي على الثقافة وليست فارغة المضمون.
هدوؤك الكبير في برنامج "موعد في الخيران"، هل يعتبر سلبياً أم لصالح البرنامج؟
هذه هي طريقتي في تقديم البرنامج. وأنا أكره أسلوب الهجوم في مثل هذه البرامج، فضيف البرنامج هو ضيفي وأعامله وكأنه في منزلي. فلا أستطيع ابتزار مشاعره أو الإساءة له، كما يحدث في برامج أخرى.
هل تشاهدين الأعمال التركية التي تقدّمها بعض القنوات العربية؟
لا أشاهدها أبداً، وهي فقّاعة صابون نجحت في مجتمعنا العربي لأننا بحاجة للحب والرومانسية وللمشاعر الإنسانية نظراً لأوضاعنا العامة السيئة، وهذه الأعمال تفتقر للعمق الفني.
لماذا إختار جمال سليمان الفنانة ميساء مغربي لتجسيد دور علياء؟ وما هي التجربة المرعبة التي مرّ بها أثناء التصوير؟ وماذا دار في الكواليس أثناء وجود «سيدتي»؟ وما أسباب منع عرض المسلسل العام الماضي؟ هذا والمزيد من التفاصيل تجدونه في العدد 1498 من مجلة «سيدتي» المتوفر في الأسواق..