تتمتّع النجمة جومانا مراد بحضور فني. ولذلك، تحرص بشكل متواصل على التواجد بموضوعات مختلفة تقرّبها من الجمهور، وتجعلها في المقدّمة بصورة دائمة لأنها لا ترضى التراجع، ودائماً ما تصرّ على مواصلة النجاح. وهذا النجاح ليس بالأمر السهل لأنه يتطلّب مجهوداً كبيراً وصفاء ذهن تاماً ودقة في اختيار الموضوعات وجرأة قد تصل إلى حدّ المغامرة.
وهذا ما تؤكّده دائماً في أعمالها، ويتجلّى ذلك في مسلسل «مطلوب رجال» الذي يمثّل نوعية جديدة على الساحة العربية في الدراما وأيضاً فيلمها الجديد «كف القمر» مع المخرج خالد يوسف. التقيناها فتحدّثت عن المسلسل وأسرارها وحكاية تلقّيها لعدد كبير من الخطابات ومواصفات فارس أحلامها.
الحوار مع النجمة جومانا اتّسم بالصراحة الشديدة كعادتها معنا، فحرصت على فتح قلبها لنا وكشفت أدق التفاصيل في هذا اللقاء:
* عرض لك مؤخراً مسلسل "مطلوب رجال"، وقد حقّق انتشاراً كبيراً ونسبة مشاهدة عالية جداً. كيف ترين ذلك؟
- لأول مرّة في الساحة العربية يتمّ عمل مسلسل من 90 حلقة، وبكل هذه اللهجات المختلفة التي تعبّر عن كل الشعوب العربية. وهذا المزج شدّني كثيراً لأنه يعبّر عن الوحدة العربية. ووقع الاختيار على مدينة دبي لأنها تضمّ مغتربين من مختلف الدول العربية والجاليات.
والعمل طرح قضية لم يتم تداولها كثيراً رغم أنها ملحّة وهي قضية المغتربين.
* هذا الكمّ الكبير من الحلقات، هل كان مصدر تعب وإرهاق شديد لك ولاسيما أنك بطلة المسلسل؟
- لا أنكر أنني تعبت جداً في هذا المسلسل. ولم أستطع النوم خلال عملي فيه سوى ساعتين فقط يومياً، بسبب رغبة المخرج حاتم علي إنهاء التصوير في فترة محدّدة. وقد تعرّضت قدمي للكسر. ورغم تعبي الشديد، إلا أنني قمت بالتصوير مع وجود الجبس عليها. فالمسلسل كان متعباً بدنياً من هذا الاتجاه ونفسياً، لأن شخصيتي في المسلسل تتعرّض لضغوط وصراعات شديدة سواء من قبل أسرتها أو باقي الشخصيات في العمل، حيث إن دوري هو الرابط في كل أحداث العمل.
في مواجهة الأعمال المدبلجة
* "مطلوب رجال" ينتمي لنوعية جديدة على الساحة العربية ويدخل في منافسة مع المسلسلات التركية والفنزويلية والمكسيكية المدبلجة، فهل تعتقدين أنه استطاع خوض التحدّي؟
- الحمدلله، ورغم أن هذا المسلسل يمثّل النواة العربية الأولى في مواجهة الأعمال المدبلجة من خارج الوطن العربي، إلا أن الجمهور تقبّله بشكل جيد. وأرى أننا يجب أن نهتم بهذه النوعية وندعمها، بدلاً من الاكتفاء بالمسلسلات التركية التي لا تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا. وهذا المسلسل فنزويلي، وتمّ تعريبه بما يتناسب مع المجتمع العربي.
* تتحدّثين بلهجة فيها انتقاد للمسلسلات التركية، أفهم من ذلك أنك لا تتابعين هذه الأعمال؟
- أتابعها طبعاً، فقد شاهدت مسلسل "العشق الممنوع". ولكن، ما لا يعرفه الكثيرون أن المسلسلات التركية يتمّ تصويرها بطريقة التسلسل، وليس كما نفعل نحن في الأعمال عندنا حيث نصوّر الحلقة الأخيرة في بداية العمل. وهذه الطريقة التي يصوّر بها الأتراك أعمالهم تتيح لهم فرصة معرفة مدى ردود الأفعال تجاه شخصيات المسلسل، والشخصية التي تحظى بإعجاب الجمهور تتمّ زيادة مساحتها.
والأمر المتميّز في أعمالهم أنهم يهتمّون بالجانب الرومانسي بشكل كبير، وهذا الجانب نقدّمه في أعمالنا بشكل سطحي، وننظر له على أنه أمر غير مهم رغم أنه من أهم الأمور، والتركيز على هذا الجانب صنع نجومية هذه الأعمال في العالم العربي. بالإضافة إلى التركيز على الجانب الجمالي في الصورة وإبراز مناطق الجمال عندهم.
* البعض ينظر إلى توقيت عرض المسلسل بأنه غير جيد، لأنه بعيد عن شهر رمضان والآخر يرى أنها فرصة لاستحواذه على أكبر قدر من الجمهور العربي، إلي أي الرأيين تنتمين؟
- أؤيّد الرأي الثاني لأن طبيعة المسلسل لا تتناسب مع شهر رمضان. فالمسلسل يتألّف من 90 حلقة، وأعتقد أن هذا الكمّ من الحلقات لا يتناسب مع الشهر الكريم الذي تتزاحم فيه المسلسلات، لكن التوقيت الذي عرض فيه المسلسل، لا توجد خلاله أعمال كثيرة، وبالتالي فالمسلسل حظي بنسبة مشاهدة عالية والجمهور أنصف أبطاله.
لم تحدث مشكلات
* لماذا حرصت على تقديم الشخصية المصرية في هذا العمل بدلاً عن الشخصية السورية رغم أن العمل يضمّ كل اللهجات؟
- مخرج العمل هو الذي رشّحني لتقديم هذه الشخصية. وهذا لا يعني أنني أرفض تقديم الشخصية السورية، لأنني فنانة أقدّم كل الشخصيات واللهجات. وسبق لي أن قدّمت شخصية الفتاة المصرية في أعمال سورية.
* باعتبارك بطلة المسلسل، كيف كانت العلاقة مع الفنانات الأخريات وهل حدثت أي أزمات أثناء التصوير؟
- لم تكن مفاجأة لي المشاركة في عمل فني يجتمع فيه عدد من الفنانات. فقد سبق أن تعاونت مع عدد منهن في أعمال أخرى، ولكن عندما أشارك في عمل معيّن أحرص على الاهتمام بدوري فيه وتقديمه على أكمل وجه. وهذا كان واضحاً في المسلسل ليس بالنسبة إليّ فقط، ولكن في ما يتعلّق بأداء كل البطلات الموجودات فيه.
لم تحدث بيننا أي مشكلات نهائياً، وأعتقد أنه من الضروري عدم حدوث مشكلات داخل بلاتوهات التصوير لأن الممثلين قدوة للشباب ويجب أن يحافظوا على ظهورهم خلف الكاميرات تماماً مثلما يفعلون أمامها.
هل تلعب اللهجة السورية في دبلجة الأعمال التركية دورا في نجاحها؟ ماذا عن فيلم "كف القمر" وتفاصيل أخرى عن الحب في حياتها كل هذا وأكثر في مجلة سيدتي في المكتبات