كنّا قد استعرضنا في العدد الفائت جزءاً من حفلات عيد الفطر، وفي هذا العدد نستكمل الجزء المتبقّي منها في القاهرة والكويت ودبي وبيروت مع أبرز كواليسها والمشاكل التي رافقت بعضها.
القاهرة ـ أحمد عاشور ـ دبي ـ لانا الجندي ـ الكويت: «سيدتي» ـ بيروت ـ زكريا فحام
تصوير: محمد عمر ـ جوزيف أبي رعد ـ محمد رحمة
معاً للمرّة الأولى
الحفل الأهم هذا العام كان حفل النجمين نانسي عجرم وكاظم الساهر الذي شهد متابعة إعلامية مكثّفة، حيث قام التلفزيون المصري بنقله على الهواء مباشرة بعد أن حصل على حق البثّ الحصري له من الشركة المنظّمة «ميجا ايجنسي». وسبقت ذلك حملة دعائية كبيرة عن التقاء النجمين نظراً لأنها المرّة الأولى التي تلتقي فيها نانسي مع «القيصر» كاظم. كما أنه الحفل الأول لنانسي في مصر، بعد أن وضعت مولودتها ميلا.
أُقيم الحفل بقرية «ستيلا هايتس» في الساحل الشمالي. وسبقه الكثير من التحضيرات، كان أهمها توفير طائرات خاصة لتقلّ كلاً من نانسي وكاظم إلى موقع الحفل.
الأجور بالأرقام
برغم أهمية الحفل، إلا أن الجمهور لم يتجاوز عدده الـ 5000 متفرّج نظراً لأن المسرح الذي أُقيم عليه الحفل
لا يستوعب أكثر من 4000 متفرّج. وتراوحت أسعار التذاكر بين 100 و1000 جنيه (20 ـ 200 دولار).
إفتتحت نانسي الحفل، وكانت في أحسن حالاتها حيث أكّدت أنها تشعر بمتعة في الغناء أمام الجمهور المصري الذي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير نظراً لغيابها الطويل عن الحفلات في مصر.
كاظم استعدّ للحفل بأكثر من 25 أغنية وقصيدة. وكانت مفاجأة كاظم للجمهور المصري تقديمه مجموعة من أغاني ألبومه الجديد الذي يقوم بالتحضير له حالياً.
بلغ أجر نانسي عجرم 70 ألف دولار، بزيادة 20 ألف دولار عن آخر حفلاتها. وتقاضى كاظم 130 ألف دولار بخلاف تكاليف الطائرة التي زادت عن 40 ألف دولار.
في الكويت: فضل شاكر لم يكن حسن المزاج
أحيت المطربة المصرية شيرين عبدالوهـاب والمـطـرب اللبناني فضل شاكر والكويتي مساعد البلوشي الحفل الغنائي الثاني في عيد الفطر السعيد. واستهلّ مساعد البلوشي الحفل، وتميّز خلال تأدية أغنياته بحلاوة صوته، ممّا أكّد أنه يسير بخطى ثابتة على طريق النجاح. ثم قدّم الفنان فضل شاكر أجمل أغنياته. وكان مسك الختام مع نجمة الحفل الفنانة شيرين التي أمتعت الجمهور بحضورها وخفّة دمها وإحساسها العالي بأغنياتها، لدرجة أنها لا تتورع عن التمايل فوق خشبة المسرح اندماجاً مع موسيقى أغنياتها، خاصة وهي تصدح بآهاتها وسط حالة كبيرة من الشجن. غنّت شيرين الكثير من أغنياتها. أما «فاكرني إيه»، فهي الأغنية التي قطعتها أثناء الغناء بعد أن أصابتها «كريزة (نوبة) من الضحك»، فداعبت الجمهور بعفوية ثم أكملت الغناء لتختتم وصلتها بـ «صبري قليل».
ليالي المفاجآت في حفلات دبي
على مدى يومين متتاليين، تدفّق العديد من محبّي الغناء والطرب إلى مسرح «بلاديوم» المغطى في مدينة دبي للإعلام، لحضور مجموعة من كبار الفنانين، حيث أحيت الحفل الأول الفنانة شيرين عبد الوهاب إلى جانب الفنان السعودي رابح صقر والفنان عبد الفتاح الجريني، في حين أحيا الحفل الثاني المطرب صابر الرباعي والفنانة نانسي عجرم ليختتم الحفل المطرب فارس كرم.
وصول متأخّر
وصلت شيرين عبد الوهاب حوالي الساعة العاشرة والنصف، لتبدأ فقرتها الغنائية التي اختارت فيها مجموعة من أجمل أغنياتها القديمة والجديدة بناءً على طلب جمهورها. وجاء ختام الليلة الأولى مع الفنان رابح صقر المعروف بشعبيته الكبيرة لدى الجمهور الخليجي، بدليل أنه انتظره لمدّة خمس وأربعين دقيقة عقب انتهاء فقرة الفنانة شيرين عبد الوهاب، لكن رابح وبمجرّد صعوده إلى خشبة المسرح استقبل هتاف الجمهور وتصفيقه بابتسامة هادئة، واستطاع عبر أغنياته أن ينسي جمهوره ملل الإنتظار.
نانسي عجرم: لا للتمثيل
في الليلة الثانية، كان التنظيم أكثر وضوحاً سواء من قبل الفنانين أو حتى المنظمّين. صابر الرباعي الذي افتتح الحفل وصل قبل بدء الحفل بساعة، كما أجرى عدّة لقاءات صحفية.
وما إن انتهى صابر من أداء فقرته الغنائية حتى التقى بنانسي وسلّما على بعضهما البعض، ثم التقطا عدّة صور سوياً وتبادلا كلمات الإعجاب، لتصعد نانسي بعدها إلى جمهورها وتبدأ الغناء. نانسي عبّرت لـ «سيدتي» عن سعادتها بأغنيتها الجديدة «ماشي حدّي» التي لاقت إقبالاً كبيراً من الجمهور، واعتبرتها واحدة من أجمل الأغنيات التي صوّرتها لطرافة الفكرة. كما أكّدت أن مشاركتها الغنائية في مسلسل «إبن الأرندلي» جعلتها تشعر بالفخر لوجود نجوم كبار أمثال الفنان يحيى الفخراني. وعن فكرة دخولها عالم التمثيل، أكّدت نانسي أن عروضاً كثيراً تصلها بشكل دائم لكنها لم تجد نفسها في أي نص حتى الآن، وأنها حالياً مصرّة على التركيز على فنها وعلى بقائها حاضرة على الساحة الغنائية.
فارس كرم: حبيبتي في الغربة
مسك الختام كان فارس كرم الذي وصل بدوره باكراً وحضر جزءاً من حفل نانسي، معبّراً عن حبّه لها ولإطلالتها المميّزة على المسرح. وعندما سألنا فارس عن التحوّل الذي جعله يغنّي «الغربة» بعد التنورة والنسونجي، ضحك كثيراً ثم قال مازحاً: «أحبّ فتاة في الغربة، وهي التي جعلتني أقدّم الأغنية».
أنهى فارس دردشته معنا، ثم خرج إلى المسرح ليغنّي ويلهب الجمهور بأغنياته اللبنانية الفلكلورية والتي ردّدها الجمهور مع فارس. قبيل اختتام الحفل، ترك فارس المسرح وصعد إلى المدرّجات ليغني بين الجماهير التي شاركته كافة أغنياته.
ليلة يارا والوسوف
حفلتان في ليلة واحدة. الأولى أحياها الفنان فضل شاكر، والثانية أحياها سلطان الطرب والفنانة يارا، وكانت ليلة مليئة بالمفاجآت، إذ لم تكتمل فرحة العيد وألغيت فقرة الفنانة شذا حسون، التي كان من المفترض أن تغنّي قبل الفنان فضل شاكر. أما حفل الفنان جورج وسوف، فكان الأكثر تنظيماً لكن الأكثر تعتيماً أيضاً. «سيدتي» كانت في الحفلين وعادت بالتفاصيل التالية.
من استبعد شذا حسون؟
عندئذ توجّهنا إلى أحد منظّمي حفل الفنان فضل شاكر ويدعى سعيد أبو مرعي وسألناه إن كانت شذا حسون ستحضر، وإذ به يهمس: «شذا لن تحضر كفنانة، وإنما كضيفة لحضور حفل الفنان فضل شاكر». وأمام دهشتنا من الخبر، وصلت شذا بعد دقائق وكان يبدو عليها الإنفعال، فاقتربت منها وسألتها إن كان خبر إلغاء فقرتها صحيحاً، لتكون إجابتها واضحة ومبهمة في آن واحد: «والله الخبر صحيح، لكنني لا أعلم من يقف خلف منعي من الغناء في هذا الحفل».
لماذا تعتقدين أن هناك جهة تقف خلف الأمر؟
لأن تصريح الغناء الخاص بي لم يصدر، مع أن الشركة قدّمت طلب التصريح منذ أكثر من أسبوعين، لكنهم رفضوا الطلب بذريعة أنني أحمل جنسيتين «العراقية والمغربية»، وهذا يمنع استصدار تصريح إذا كنت في سن أقل من الثلاثين. تصوّري أنني منعت من الغناء في آخر لحظة قبيل بدء الحفل، وهم يطمئنونني في كل ساعة ويقولون لي: «لا بأس، سيصدر التصريح قبل الحفل». ولكنه لم يصدر، فهل تعتقدين أن الأمر طبيعي؟
فضل شاكر: ممنوع التصوير
تركت شذا لتساؤلها، واتّجهت نحو الفنان فضل شاكر الذي كان يسير بصحبة فرقته الموسيقية نحو كواليس المسرح، وكان وجهه واجماً. وبعد التحية، إعتذر فضل بكل لياقة مؤكّداً أنه ليس في مزاج يسمح له بإجراء أي حوار بسبب الأحداث الأخيرة، حتى أنه منع الكاميرات التلفزيونية من تصويره ولو من بعيد، والإعلام المرئي امتثل لإرادة فضل لأنه فنان محترم ويعرف كيف يتعامل مع الصحفيين.
يارا: وائل لم ينفِ
بدأ الحفل مع فقرة الفنانة يارا التي حضرت برفقة مدير أعمالها طارق أبو جودة. يارا قدّمت باقة من أجمل أغنياتها، وقد شاركها الحضور في تأدية معظم أغنياتها، وبشكل خاص عندما غنّت من ألبومها الخليجي «صدفة» التي أشعلت حماس الحضور تصفيقاً وهتافاً.
ما إن انتهت فقرة يارا حتى بدأ الحضور يهتف «أبو وديع»، فما كان من يارا إلا أن تهتف هي مع الجمهور مطالبين ببدء فقرة الوسوف. وما إن نزلت يارا عن المسرح حتى التقيناها في دردشة على هامش الحفل:
يارا، هل استأت من الجمهور وهو يردّد «أبو وديع»؟
بالطبع لا، فأنا طالبت معهم بأبو وديع. أنا أحبّه، ومستحيل أن أستاء من هكذا طلب.
سبق أن صرّحت بأن أغنية «ديو» ستجمعك مع الفنان وائل كفوري، لكنه سرعان ما نفى الخبر، فما قصة «الديو»؟
وائل لم ينفِ الخبر وإنما قال إنه مؤجّل إلى وقت معيّن. والأمر ما زال قيد الدراسة، لكننا ضد أن نقدّم فكرة مستهلكة وغير جديرة بأذن المستمع.
الوسوف يفرض مزاجه
في الصالة كان هناك 600 شخص من عشاق الوسوف يردّدون «أبو وديع»، وما إن علا صوت موسيقى أغنية «حد ينسى قلبه» حتى ضجّت الصالة بالهتافات والتصفيق. هستيريا حقيقية هدأت ما إن وقف السلطان على المسرح منذراً ببدء فقرته.
قدّم الوسوف مجموعة من أغنياته القديمة والجديدة التي أحبّها الجمهور وردّدها معه طوال فترة الحفل، لكنه كان قد منع التصوير نهائياً خلال الحفل بما فيه فقرة الفنانة يارا، وحتى الكواليس كان يمنع على أي مصوّر دخولها، ما جعلنا نمتثل لسياسة «التعتيم» التي فرضها «السلطان» على جميع الإعلاميين.
كلمة فصل
نحن نحترم نجومنا ونحبّهم، ونحترم طلبهم في الخصوصية، لكننا أيضاً مطالبون كإعلاميين بنقل صورة للقارئ الذي لم يستطع أن يحضر الحفل لأي سبب كان. ونحن نعتذر من قرّائنا لعدم استطاعتنا نقل صور حفل الفنان جورج وسوف.
حفل عاصي وميريام في بيروت
اليوم الثالث من عيد الفطر السعيد، وضمن سلسلة حفلات لبنان، أحيا النجمان ميريام فارس وعاصي الحلاني سهرة في «الموفنبيك» بحضور حشد جماهيري من مختلف الدول العربية والمناطق اللبنانية تجاوز عددهم الـ 800 شخص.
ميريام لم تلتزم بالوقت
على أنغام موسيقى «سواح»، إعتلت ميريام المسرح بكامل أناقتها حيث كانت ترتدي زيّاً شبيهاً بالزيّ الذي ارتدته في «كليبها» الأخير.
بعد أن انتهت من أغنية «سواح»، أدّت بعضاً من أغانيها الشهيرة. وبناءً على طلب الجمهور أدّت أغنية «إنت بتقول إيه». كما غنّت من بعدها أغنية «مكانه وين». أجواء من المرح عاشها الجمهور مع الفنانة ميريام حيث لم يتوقف لدقيقة واحدة عن التصفيق ومشاركتها بترداد أغانيها. «الصبوحة» والفنان طوني حنا لم يغيبا عن السهرة حيث تواجدا بأغانيهما بصوت ميريام.
الجمهور يفقد سيطرته
توجّه عاصي إلى الصالة مع عدد كبير من المرافقين منهم الخاص بأمن الفندق والبعض الآخر خاص به، وحشد من الجمهور الذين رافقوه إلى المسرح. وكانت في استقباله فرقة الدبكة اللبنانية ليفتتح وصلته على إيقاع أغنية «لبناني» التي هزّت أرجاء المكان ولم يبق شخص من الحضور جالساً على كرسيه أو في مكانه. فمنهم من توجّه إلى المسرح ليلقي التحية أو يلتقط صورة مع عاصي ومنهم من عبّر بصوته المرتفع مردّداً «بيكفي إنك لبناني». بهذه الأغنية الوطنية اللبنانية جمع عاصي الدول العربية كافة دون أن يستثني أحداً فازداد الحماس أكثر فأكثر. قدّم عاصي باقة من الأغاني المنوّعة خلال السهرة، ولم ينس العودة إلى الوراء بأغانيه القديمة حيث غنّى «يا ميمة» وغيرها الكثير من الأغاني.
تفاصيل أوسع والمزيد من الصور تابعوها في العدد 1492 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الأسواق.