يعيد مسلسل «الخربة» في رمضان 2011 الفنان السوري دريد لحام إلى الدراما التلفزيونية بعد غياب لثلاثة مواسم متتالية. العمل ينتمي إلى الكوميديا التي طالما رسمت أعمال لحام منذ انطلاقته الأولى في السبعينات عبر شخصية «غوار». تدور أحداث العمل في قرية الخربة المجاورة لمحافظة السويداء جنوب دمشق، ويسلّط الضوء على حياة عائلتين تعيشان في القرية ضمن إطار كوميدي، وهو من تأليف ممدوح حمادة وإخراج الليث حجو. تضمّ بـطولة المسلسل مجموعة من نجوم الدراما السورية، ووقّعت شركة «سورية الدولية» (المنتجة للعمل) مع رشيد عساف ونضال سيجري عقدين للمشاركة فيه.
دريد لحام الذي كانت آخر مشاركاته في الدرامـا السورية عبر مسلسل "أيام الولدنة"، علماً أنـه سجّل أيـضاً في عام 2011 عـودة جـديدة إلى المسرح السياسي، إذ يواصل تقديم مسرحية «السقـوط» التي بدأت من قطر، سيطلّ في «الخربة» من خلال «كراكتير» تلفزيوني يفترض أن يوازي تأثيراً الشخصيات التي قدّمها الممثل مثل «غوار الطوشة» التي أطلّ بها بالأسود والأبيض على الشاشة الصغيرة
و«أبو الهنا»..... خاصة وأن شخصية «غوار الطوشة» لا تزال تلازم الممثل السوري الذي يبحث جمهوره عنها في كل عمل يقدّمه.
ولا شك أن جودة نص «الخربة» أعاد لحام إلى الشاشة الصغيرة، إضافة إلى النجاح الباهر الذي حقّقه التعاون بين ممدوح حمادة والليث حجو في مسلسل «ضيعة ضايعة» بجزءيه.
وفي الإطار نفسه، يتردّد أن عرضاً تقدّمت به أسرة مسلسل «طالع الفضة» للفنان دريد لحام للمشاركة فيه، ليجسّد شخصية إشكالية في العمل الذي كتبه الفنان عباس النوري وزوجته الكاتبة عنود الخالد. ويتناول المسلسل النسيج الاجتماعي لمدينة دمشق من خلال حيّ «طالع الفضة» الذي يوجد في قلب أحياء دمشق القديمة، حيث يسكن في هذا الحي جميع طوائف المجتمع المسلم إلى جانب المسيحي واليهودي. كما يطرح مفردات الحياة الدينية بكل جوانبها. فالعمل يتطرّق إلى الحياة الاجتماعية الدمشقية، بعيداً عن السياسة وتفاصيلها. وتبقى الأيام المقبلة كفيلة بمعرفة ما إذا كان سيوافق دريد لحام على هذه الإطلالة.
وكان دريد لحام تعرّض خلال الفترة الماضية لحملة شرسة ضده على خلفية «فيديو» تمّ تسريبه على مواقع الانترنت، تحت عنوان «جلسة حميمة بين غوار والقذافي» في حفلة خاصة أُقيمت في منزل الكوميديان السوري عام 2008. وحضر الجلسة كل من الراحل ناجي جبر، وسلمى المصري، وعلي الديك، ووفيق حبيب، لكن الحملة استهدفت على نحو مباشر لحام وحده، خاصة وأن العقيد الليبي كان ضيفاً في منزله الخاص. بيد أن غوار لم يتأثّر بالحملة، بل استنكرها، مؤكّداً أنه يفضّل عدم الردّ على هذه «التفاهات» كما وصفها، كي لا ينحدر إلى مستوى الذين يسوّقون لها، مشيراً أن ظروف هذا اللقاء مع القذافي تعود للعام 2008، يوم انعقاد القمة العربية في دمشق، وكان معمّر القذافي أحد المدعوّين إليها، وقد استقبلته الحكومة السورية بحفاوة شديدة. وأعلن أن الزعيم الليبي ألقى وقتها خطاباً نال استحسان الجميع. وبعد انتهاء القمة، أقام أياماً في سوريا وطلب زيارة الممثل في منزله عن طريق السلطات السورية لكونه معجباً بأعماله... وأعلن دريد لحام أنّه لا يحبّذ الردّ على هذه التفاهات التي يسوّق لها بعض «صبية الفايسبوك» الذين لم يقولوا كلمة وقتها. إذ لو فعلوا حينها، لكان وصفهم بالشجعان.
لا بدّ من الإشارة إلى أن الممثل السوري كانت له الكثير من المواقف السياسية الناقدة من خلال مسرحه «الكباريه السياسي»، وأيضاً خلال احتفالية «الدوحة عاصمة الثقافة العربية» وعرضه لمسرحية «السقوط». كما سجّل سابقاً موقفاً عندما زار غزة تحت الحصار، واعتذر عن منصب سفير النوايا الحسنة لاعتراض
«الأمم المتحدة» على هذه الزيارة. ومع اندلاع ثورة مصر، كتب قصيدة شعبية يدعم فيها شباب الثورة، ونشرها في جريدة «الوطن» السورية. كما أعلن إدانته لقمع المتظاهرين الذين خرجوا للتعبير عن آرائهم في ليبيا وقال:
«لا يمكن أي لإنسان يملك ذرة إنسانية واحدة أن يقبل ما يحصل في ليبيا».