بعد طلاقها من المنتج محمد مختار، بدأت الشائعات تحاصرها ولكنها لازمت الصمت لفترة وقرّرت التفرّغ لعملها ورعاية ابنتيها. ثم، فاجأتنا بقرار زواجها من خارج الوسط الفني. لكنّ
هذا الزواج حكّمت فيه عقلها أكثر من قلبها. هي فنانة تعشق المنافسة وترى أنها أصبحت محترفة فنياً. وجودها في أكثر من عمل جعلها تحرص على انتقاء الأدوار والتعلّم من أخطائها. هي الفنانة رانيا يوسف التي تحدّثنا معها عن أعمالها القادمة وعن فيلميها: "واحد صحيح" و"ريكلام" الموجود حالياً في دور العرض. كما تدافع عن النقد الذي وجّه لها وعن أسباب رفضها الوقوف أمام الفنان عادل أمام للمرة الثانية.
*يعرض لك، حالياً، فيلمان في دور العرض هما: "ريكلام" مع غادة عبد الرازق و"واحد صحيح" مع هاني سلامة. فهل تنافسين نفسك؟
لا أرى أن ذلك معناه أنني أنافس نفسي، لأنّ دوري في فيلم "واحد صحيح" مختلف تماماً عن دوري في فيلم "ريكلام". فلم أجسّد نفس الشخصية في الفيلمين حتى يقال إنني أنافس نفسي. وهذا إن دلّ فإنما يدلّ على أنني أستطيع تجسيد أكثر من شخصية في أدوار مختلفة.
*كيف واجهت النقد الذي تعرّضت له في فيلم "واحد صحيح"؟
انتقدني البعض على ارتدائي "المايوه" وحكموا على الفيلم من خلال الإعلانات. وقتها التزمت الصمت، لأنني كنت على يقين أن وجهة نظرهم ستتغيّر بمجرد مشاهدة الفيلم. وهذا بالفعل ما حدث. فمشهد "المايوه" هو واحد من ضمن العديد من المشاهد. فمن ذهب ليشاهد الفيلم لم يعطه أي اهتمام.
*ولكنّ البعض يردّد أنك اتجهت إلى الأدوار الجريئة لتصنعي نجومية جديدة. فما تعليقك؟
أنا أتجه إلى الدور الجيد بغضّ النظر عن الجرأة. فإذا كان الدور صادقاً وحقيقياً، فعليّ أن أقوم بتناوله بالشكل الذي يليق به حتى يصدّقه المشاهد. وهذا ما حدث معي في فيلم "واحد صحيح".
هاني وصورة معاكسة
* تشاركين هاني سلامة بطولة فيلم "واحد صحيح"،الذي اعتذرت عنه أكثر من خمس فنانات، منهن: غادة عادل، دنيا سمير غانم ودرّة. ألم تقلقك المشاركة فيه؟
بداية، الفيلم لم يعرض على درّة حتى تعتذر عنه إنما عرض على غادة عادل و دنيا سمير غانم. لا أعرف سبب رفض غادة عادل للدور. أما عن دنيا سميرغانم، فعندما تحدّثت معها لمعرفة سبب رفضها، أخبرتني بأنها لا ترغب في أداء البطولات الجماعية. لم يقلقني اعتذار الفنانات عن الفيلم، لأن لكل فنانة الأسباب الخاصة بها.
*هل من الممكن أن ترجع هذه الأسباب إلى أن هاني سلامة دائماً يحب فرض سيطرته على فريق العمل؟
هاني سلامة ليس كذلك، بالعكس تماماً. فهو فنان يحترم الآخرين ولا يفرض سيطرته على أحد.
*من المعروف عن هاني سلامة الجرأة الشديدة في أفلامه، وهذا ربما كان سبب رفض غادة عادل للدور، فما تعليقك؟
لا أدري إذا كان ذلك سبب رفضها أم لا. أرى أن هناك فرقاً بين الإغراء أو الجرأة وبين تقديمي للشخصية في الواقع. فطبيعة دوري أنني أقع في غرام مهندس الديكور. ولا بد من وجود مشاهد عاطفية تجمعنا، ولكنها ليست تجارية لأنني ضد المشاهد الجريئة التي تسعى وراء التجارة فقط. أنا أرى أن الإغراء أنواع فمن الممكن أن أؤدي دور إغراء وأنا بكامل ملابسي. وهذا ما حدث معي في مسلسل "حرب الجواسيس". فالمخرج قام بتصويري بطريقة بها إغراء. وبغضّ النظر عن التمثيل، فأنا أرى أن الإغراء هو إحساس. فمن الممكن أن أرتدي الحجاب وأشعر بالإغراء في طريقة الحركة، النظرة، طريقة الكلام والتفكير. كل ذلك من الممكن أن يندرج تحت أنواع الإغراء بدون ارتداء ملابس عارية.
بسمة لم تكن موجودة
*ومن من الفنانات اللواتي ينطبق عليهن لقب "فنانة الإغراء"؟
غادة عبد الرازق.
*لماذا قمت بتبديل دورك مع بسمة في فيلم "واحد صحيح"؟
هذا لم يحدث إطلاقاً ،لأن بسمة لم تكن موجودة عندما عرض الدور عليّ. فكيف قمت بتبديل دوري معها؟ كما أنني الفنانة الوحيدة التي تمّ ترشيحي للدور بعد اعتذار غادة عادل.
*قيل من قبل إن وجودك في مهرجان "كان" عطّل تصوير فيلم "واحد صحيح" كثيراّ ما أزعج فريق العمل. فهل هذا صحيح؟
هذا غير صحيح. فالذي عطّل تصوير الفيلم هو اندلاع الثورة بالإضافة إلى اعتذار الفنانات، من ضمنهنّ: غادة عادل ودنيا سمير غانم. فأخذ المخرج وقتاً طويلاً للبحث عن فنانات أخريات، ولكنني لست سبباً في وقف تصوير الفيلم.
*أراك متجهة إلى البطولات النسائية؟
أنا أتجه إلى الدور الجيد.
*لكن، هل ترين أن البطولات النسائية تأخد حقها؟
نعم، بالتأكيد، بدأت تأخذ حقها.
لا أحاسب غادة
* ألا يقلقك الوقوف مع غادة عبد الرازق في "ريكلام" وخاصة أن فيلمها "بون سواريه" لم يحقّق النجاح المطلوب، كما أنها على رأس القائمة السوداء. وهناك العديد قاموا بمقاطعة أعمالها الفنية؟
لا أعرف شيئاً عن عدم نجاح "بون سواريه". فكما ذكرت، سمعت أنه فيلم جيد. فالفيصل بالنسبة إليّ هو الدور والنص. فربما لم يأخذ "بون سواريه" الدعاية الكافية والمناسبة أو حدثت مشكلة في الإنتاج. وهذا أمر وارد. فليس لي علاقة بأعمال غيري ولا أحب النظر للوراء. أما بالنسبة لوجود غادة عبد الرازق في ما يسمّى بالقائمة السوداء، فليس لي الحق أن أحاسبها عن وجهة نظرها الخاصة بها.
*من البطلة في فيلم "ريكلام" أنت أم غادة عبد الرازق؟
الفيلم من بطولتي أنا وغادة عبد الرازق، لأنني قبلت الفيلم على أساس أنه بطولة ثنائية. وانزعجت كثيراً عندما فوجئت بعد ذلك أن المخرج قام بحذف 8 مشاهد لي في الفيلم. وهذا كان دون إرادتي.
سر الرفض
* لماذا رفضت الوقوف أمام عادل إمام للمرة الثانية في مسلسل "فرقة ناجي عطا الله"؟
نعم، هذا ما حدث، لأن الأدوار النسائية مهمّشة في هذا المسلسل. فوجدت أن دوري لن يؤثّر في المسلسل، لذلك اعتذرت.
* تشاركين عبير صبري فيلم "حفلة منتصف الليل". ولكن خلعها للحجاب أثار ضجة حولها وخسرت مساحة عريضة من جمهورها. فما وجهة نظرك؟
خلعها للحجاب حرية شخصية. ليس لأحد الحق في إلقاء اللوم عليها، لأن حسابها مع ربنا. ونحن البشر ليس من حقنا محاسبة أحد على أفعاله. فلمَ التدخّل إذاً في حياة الآخرين؟ عبير ارتدت الحجاب بإرادتها وخلعته بإرادتها. ربنا خلقها حرة.
*هل تمانعين ارتداء الحجاب؟
لا أمانع ارتداءه. فإذا وردت في بالي فكرة ارتداء الحجاب وأنا مقتنعة فسأرتديه. ولا أمانع أيضاً أن ترتديه ابنتاي إذا رغبتا ذلك.
رانيا وسعاد وتحية
*بالنسبة إلى مسلسل "الزوجة الثانية" وهو نسخة من فيلم "الزوجة الثانية" للفنانة سعاد حسني. ألا ترين أنها مجازفة منك أن تقبلي هذا العمل، مع الأخذ في الاعتبار أن المقارنة بينك وبين سعاد حسني لن تكون في صالحك إطلاقاً؟
أرى أن الحياة كلها مجازفة. وأنا لا أفكّر في المقارنة، لأن ذلك الزمن جاء بكل شيء جميل ولن يعوَّض. وليست هناك فنانة تستطيع أن تكون مثل "السندريلا" سعاد حسني. وموافقتي على المسلسل سببها أن النص ممتاز، إذاً ما المانع بأن نذكّر الجمهور بالفيلم؟ ولكن ليس بطريقة الأبيض والأسود. لنجعلها تجربة نستعيد بها هذا العمل في عمل درامي يذكّر الجمهور بهذا الزمن الجميل الذي أحببنا الفن من أجله ،وخاصة أن ذلك يحدث في العالم كله.
*ولكنك تعيدين تجسيد شخصية تألقت فيها سعاد حسني، ألا يقلقك رفض الجمهور لك كشبيهة لها؟
لا أريد أن أكون شبيهة لها في المسلسل، لأنني إذا سعيت وراء تقليدها فسأكون ممثلة فاشلة. سوف أؤدي الدور بطريقتي في التمثيل "بطريقة رانيا يوسف".
*ذكرت من قبل أنك رفضت تخفيض أجرك لأن أجرك ليس فلكياً. فما تعليقك؟
سمعت ذلك من قبل. ولكنني بالفعل خفّضت أجري للنصف مثل ما فعل العديد من الفنانين.
*ما السر وراء رفضك لمسلسل "شباب امرأة" الذي تألقت فيه أيضاً الممثلة تحية كاريوكا على الرغم من قبولك لمسلسل "الزوجة الثانية"، وهو أيضاً من التراث القديم؟
ببساطة، لم تعجبني طريقة كتابة مسلسل "شباب امرأة"، لذلك اعتذرت عنه. فكما ذكرت الفيصل في النهاية هو النص وطريقة الكتابة.
*ألم تضعي في اعتبارك أن نجاح مسلسل "شباب امرأة" من الممكن أن يتأثّر بالسيرة الذاتية التي تقدّمها وفاء عامر عن تحية كاريوكا في مسلسل "كاريوكا". لذلك تعمّدت الاعتذار؟
لم أفكّر في ذلك إطلاقاً. لو كانت طريقة الكتابة جيدة لوافقت عليه على الفور. فتجسيد سيرة ذاتية لتحية كاريوكا لن يؤثّر على أي عمل آخر. كما أنني أحب المنافسة في العمل.
*هل تتعلمين من أدوارك؟
بالتأكيد. وأتعلّم أيضاً من أخطائي. أحب أن أعمل على تقوية مناطق الضعف عندي في كل عمل أبدأ فيه.
تزوّجت بعقلي
*زواجك كان بمثابة مفاجأه للجميع، وخاصة بعد طلاقك بفترة قصيرة من المنتج محمد مختار وتصريحاتك بأنك لا تفكرين في الزواج مرة أخرى. فما الذي تغيّر؟ فهل جاء هذا الزواج السريع بعد تفكير طويل؟
بالتأكيد، فكرت كثيراً قبل اتخاذ قرار الزواج. لقد تزوّجت بعقلي وليس بقلبي لأنني امرأة وعندي ابنتان وأخاف على سمعتي وسمعتهما. فلا أحب العلاقات "السريعة". كريم شاب محترم تخرّج من كلية الطب ولديه أعماله الحرة. نحن متقاربان سناً ومتفاهمان في أشياء كثيرة. تعرّفت عليه عندما أردت شراء شقة وكان هو صاحب العقار. ومنذ هذه اللحظة أصبح الإعجاب متبادلاً حتى بدأت علاقتنا.
* ولماذا تأخرت عن إعلان قرار زواجك؟
تعمّدت ذلك، لأنني أردت أن تتحدث الصحافة عن أعمالي أكثر من حياتي الشخصية.
*وكيف استقبل زوجك السابق المنتج محمد مختار خبر زواجك؟
كان سعيداً بقرار زواجي وهنأني به، معبّراً عن إعجابه بـ كريم لأنه يرى أنه شاب طموح ومتفاهم.
*وما هي حالياً طبيعة العلاقة بينك وبين زوجك السابق محمد مختار؟
علاقة جيدة جداً، لأنه مازال أباً لابنتيّ. فهو رجل محترم ولم يحدث بيننا أي مشاجرات طوال العشر سنوات التي هي عمر زواجنا.
*ولكن زواجك السابق من منتج مهم مثله، هل سرّع من نجوميتك؟
لم يسرّع من نجوميتي، ولم يضف لي فنياً، لأنني كنت أتجنّب العمل معه حتى أتجنّب "القيل والقال". ولكن، من الممكن أن يكون أضاف لي عاطفياً أو اجتماعياً ليس أكثر.