ريهام عبد الغفور ممثلة جميلة، ملامحها طفولية، رومانسية لأبعد الحدود، لديها القدرة أن تضيف إلى رصيدها الفني الكثير نظراً لأدائها البسيط والهادئ. كان حلمها منذ أن بدأت مشوارها الفني من 10 سنوات أن تمثّل مع الفنان محمد صبحي. وبمجرد أن سمعها الفنان الكوميدي في أحد اللقاءات، وعرف أمنيتها ، اتصل بها على الفور، ورشّحها لدور ملك في مسلسل "فارس بلا جواد" الذي كان نقطة انطلاقها بعدما أبكت الناس في مشهد موتها آخر الحلقات. "سيدتي" التقت ريهام عبد الغفور في حوار من القلب كانت خلاله صريحة، وتحدّثت بتلقائية شديدة بعيداً من المبالغة.
• حدّثينا عن تجربتك في مسلسل "وادي الملوك"؟
بدأت تصوير هذا المسلسل قبل "الريان"، لأنه مهم جداً بالنسبة إليّ، وذلك لأنّ التعامل مع المخرج حسني صالح ممتع، فقد سبق لي أن عملت معه في مسلسل "شيخ العرب همام". وعندما أرسل لي سيناريو مسلسل "وادي الملوك"، لم يقل لي ما هو الدور المرشّحة له. ومع ذلك، قبلت، لأنني أحب تكرار التجربة معه. والمفاجأة أنني وجدت الدور رائعاً حيث قمت بتجسيد شخصية "عائشة". وهي فتاة صعيدية. وكل أحداث المسلسل تدور في الصعيد عام 1919 وبالتحديد في بلدة "ابنود"، مسقط رأس الشاعر عبد الرحمن الأبنودي الذي قام بكتابة السيناريو والحوار، وكذلك أغنية "التتر" الخاص بالمسلسل التي غنّاها المطرب محمد منير، ومن تأليف محمد الحفناوي شقيق المنتج أحمد الحفناوي.
• لماذا تعشقين الأدوار الصعيدية؟
الأدوار الصعيدية لها مذاق خاص. فهذه المرة الثالثة التي ألعب فيها دور فتاة صعيدية، حيث كانت أول مرة في مسلسل "مسألة مبدأ" في دور حسن مع المخرج خيري بشارة وبطولة إلهام شاهين وعمرو واكد. ومنذ هذا المسلسل، أحببت جداً الأدوار الصعيدية وتمنيت تكرار التجربة. وبالفعل، بعد 7 سنوات، لعبت دور صعيدية في "شيخ العرب همام"، والعام الفائت في "وادي الملوك". ورغم أنني كنت متردّدة بأن أجسّد دور الصعيدية هذه المرة أيضاً، لكنني رحّبت به لثلاثة أسباب: الأول أن الدور لا يمكن رفضه لجماليته والثاني أن المخرج هو حسني صالح والثالث وجود الممثلة صابرين.
علاقتي بسمية الخشاب
• قرأنا أنكم تعرّضتم لهجوم من الصعايدة؟
لم نتعرّض لهجوم بالمعنى الحقيقي حيث كان هذا حباً منهم، لكن على طريقتهم.
• من صمّم لك أزياء الشخصية؟
مصممة الأزياء ملك ذو الفقار التي تألقت بشكل رائع.
• لماذا لم تضعي الوشم الذي يميّز الفتاة الصعيدية؟
لم أضع وشماً على ذقني، لأن من يضع ذلك هم الغجر فقط. كما أنني لم أستخدم "التاتو" أيضاً. فأنا من عائلة غنية في الصعيد لكنها تنهار اقتصادياً واجتماعياً في سياق الأحداث.
• هل واجهت مشاكل في أداء اللهجة الصعيدية؟
بالعكس. فقد أتقنت هذه اللهجة وأصبحت أُجيدها تماماً، حتى في ارتداء الملابس الصعيدية، لم أجد صعوبة في ذلك، لأن هذا هو العمل الثالث كما ذكرت الذي أؤدي فيه دور صعيدية، بالإضافة إلى أن الأستاذ الأبنودي أرسل لكل فنان منا شريط كاسيت مسجّلاً عليه دوره كي نستمع إليه ونحفظ طريقة نطق الكلام. وكان هناك أيضاً مصحح موجود معنا في التصوير باستمرار، ليصحّح لنا طريقة نطق الكلام.
• ماذا عن علاقتك بسمية الخشاب؟
علاقة وطيدة، فقد عملت مع سمية في مسلسل "الحقيقة والسراب" مع الفنانة فيفي عبده. وهي شخصية ظريفة وقوية في أداء الأدوار الصعيدية لأنها هي الأخرى قامت بدور صعيدية في مسلسل "الضوء الشارد" و"حدائق الشيطان". وللعلم، عمري ما عملت مع أي فنانة وكانت هناك مشكلة بيننا ،لأن الحب يجمع بيننا دائماً لكي ينجح المسلسل، لأن هذا هو هدفنا جميعاً.
امرأة متمرّدة
• ننتقل إلى مسلسلك الثاني "الريان" من إخراج شيرين عادل، المعروف أنك تجدّدين دائماً في نوعية أعمالك معها. فماذا فعلت هذه المرة؟
أعترف بأنني أقوم بتغيير جلدي، كما يقولون، في أعمال المخرجة شيرين عادل التي جعلتني أقوم بشخصية فتاة يهودية إسرائيلية صاحبة كباريه في مسلسل "العميل 1001" مع مصطفى شعبان ونيللي كريم. ولا أخفي عليك أنني شعرت بالخجل في هذا الدور. ولولا خجلي وقتها، لكنت أدّيت شخصية راشيل بشكل أفضل.
أما بالنسبة إلى مسلسل "الريان"، فأؤدي شخصية زوجة فيه لئيمة تعاير زوجها (الممثل باسم السمرة) دائماً بأنه أقلّ منها في كل شيء، وتريد أن تكون أفضل منه دائماً.
• كيف تحمّل باسم السمرة كل هذه الإهانة وهو شديد الرجولة؟
هذه هي شيرين عادل. فمعروف عني أنني الفتاة الهادئة والطيبة، فجعلتني أؤدي دور شكرية "النمرودة"، وباسم السمرة القوي يؤدي دور شخصية ضعيفة ومستكينة. ولذلك، قبلت هذا الدور على الفور، رغم أن مساحته ليست بحجم مساحة دوري في "وادي الملوك". وسبب إعجابي به هو التحدي مع نفسي كي أشعر بإمكانياتي كفنانة، و أقدّم شخصية جديدة للجمهور تكون غريبة عن أدواري السابقة.
• سمعنا أنه كانت هناك مشكلة في مسلسل "مش ألف ليلة وليلة" لدرجة أن الجمهور لم يعرف موعد عرضه، أو القناة الفضائية التي ستعرضه، هل هذا صحيح؟
هذا المسلسل تعرّض لمشاكل كثيرة لأنه كان يتناول قضية التوريث ويتحدّث عن الثورة. ولقد تنبّه المسؤولون في النظام السابق لذلك. فتمّ عرضه على محطة أرضية لا يشاهدها سوى عدد قليل جداً وكانت النتيجة أنه تمّ ذبح المسلسل.
ولكن بعد الثورة، عرفوا مضمون رسالته ، وكأنه مكتوب بعد أحداث الثورة، رغم أننا صوّرناه قبلها بعام ونصف العام. ولا أخفي عليك أننا كنا نعرف أنه ستتمّ محاربة هذا المسلسل. وهو ما حدث بالفعل، ولم يعرض مرة ثانية بعد رمضان الماضي مثل باقي المسلسلات. هو يتحدث عن عصر ألف ليلة وليلة ولكن بأحداث كانت تجري في القاهرة الآن.
ملكة الرومانسية
• ريهام عبد الغفور الملقبة بـ"ملكة الرومانسية" التي يفتقدها الناس حالياً، متى سنشاهدك في عمل رومانسي؟
لا شك أنني أعشق المشاهد الرومانسية وأحاول أن أقدّمها مثل مسلسل "أفراح إبليس"، حيث كانت هناك قصة حب تجمع بين زين وعالية، أي أنا والفنان أحمد صفوت. فالناس تعشق الأدوار الرومانسية التي تشبه روميو وجولييت، وأيضاً في مسلسل "علشان ماليش غيرك"، كانت هناك قصة حب بيني وبين أحمد عزمي. ولكن أدواري في رمضان الفائت لم تكن رومانسية، وإن كانت نهاية حلقات عائشة في "وادي الملوك" بها خط رومانسي.
• ملامحك رومانسية. فهل أنت بالفعل كذلك؟
جداً. لست هادئة لكني رومانسية جداً. لذلك، تزوجت شخصاً أحبه للغاية، وهو كذلك، لأنه يشعر برومانسيتي معه.
أمنيتي تحقّقت
• هل كنت تتمنين العمل مع الممثل يحيى الفخراني؟
بالفعل، هذه كانت أمنيتي، لأن الدكتور يحيى الفخراني مدرسة ينهل منها كل فنان لديه مشاعر حساسة ومتدفّقة. والعمل معه متعة فنية كبيرة. ولا أنسى عندما عملت معه لمدة سنتين في مسرحية "الملك لير" عندما جسدت شخصية كوردينيا، كيف كانت دموعه تسيل عليّ في المشهد الأخير وهو يحملني عندما أموت.
ثم، بعد ذلك، عملت معه في "شيخ العرب همام". وأتذكر أنه عندما اتصل بي ليعرض عليّ الدور، فرحت جداً وضحكت معه وقلت له: "كل مرة ترسل لي دور ابنتك، أما الآن زوجتك فهذا كثير عليّ". فضحك وعملت معه في المسلسل وكنت زوجته التي تحبه جداً. وكانت هناك كيمياء فيما بيننا لأنه مثل والدي ومعلمي وأستاذي وكل شيء لي في الدنيا. لذلك، نجح المسلسل وحصل الفخراني على جائزة أحسن ممثل وصابرين أحسن ممثلة وأنا على جائزة أحسن وجه شاب.
• وما رأيك في العمل مع الفنان جمال سليمان؟
العمل مع الفنان جمال سليمان ممتع حقاً ويضفي على الجو روح المرح والدعابة، كذلك مع الفنانة عبلة كامل التي كانت تصرّ على إحضار الطعام لنا في كل يوم تصوير. ولذلك، كان "أفراح إبليس" مليئاً بالبهجة لدرجة أنه في آخر يوم تصوير، قال جمال سليمان لنا جميعاً: "عارفين إيه مفاجأة هذا الديكور؟ هي ريهام عبد الغفور". وهذا أسعدني جداً لأن الديكور الذي كنا نصوّر فيه في الاستوديو عبارة عن ديكور منزلنا في المسلسل.
الإحساس أولاً
• ما معايير اختيارك لأعمالك الفنية؟
الإحساس، فعندما أقرأ السيناريو أشعر سريعاً بإحساس إما أن أقبله أو أرفضه، لأنني أحب أن يكون دوري هو عصب المسلسل.
• ما هي طموحاتك الفنية؟
أن أجد دائماً أعمالاً فنية ذات قيمة ومتنوّعة، ويكون هناك إنتاج ضخم ينفق على هذه الأعمال ومخرجون يجيدون توجيه الممثل.
• من أي جامعة تخرجت؟
كلية التجارة- القسم الإنجليزي.
• أنت قارئة للأدب العالمي، فما الشخصية التي كنت تتمنين تمثيلها؟
كنت أتمنى تقديم "مثّلث أدوار". والحمد لله، عملت ضلعين منه والثالث عملته بشكل مباشر، بمعنى كنت أريد تجسيد دور "كوردينيا" في "الملك لير" وقد أدّيته في المسرح مع د. يحيى الفخراني. وكنت أتمنى دور "أوفيليا" في "هاملت"، وتحقّقت الأمنية. والآن، أريد "جولييت" وإن كنت جسّدت الدور لكن من خلال الأدوار الرومانسية. هذا هو المثلث الذي تمنّيت تقديمه.
• ما هو الدور الذي كان نقطة تحوّل في حياة ريهام عبد الغفور؟
في المسرح "الملك لير" والسينما "حريم كريم" و"جعلتني مجرماً"، وفي التلفزيون "فارس بلا جواد"، "مسألة مبدأ"، "شيخ العرب همام".
أقرب صديقاتي
• ما هو برج ريهام؟
العذراء.
• من هي أقرب صديقاتك من الوسط الفني؟
حنان مطاوع. فهي شخصية محترمة وإنسانة مثالية في كل شيء، بالإضافة إلى أنها بنت بلد.
• ومن مثلك الأعلى فنياً؟
صابرين.
• ومن مستشارك الذي تثقين في رأيه؟
والداي وزوجي لأنهم أكثر الناس حباً لي ويريدون مصلحتي.
• ما هو الدور الذي ترفضينه؟
لا أرفض أي دور، لأنني أؤدّي كل دور بطريقتي، والناس الآن لديها وعي وتعلم أن هذا تمثيل.
• وأكثر فنان تشعرين أن بينكما ألفة؟
أحمد صفوت، لأن الصدفة جمعتنا في أعمال كثيرة، فأصبحت هناك كيمياء بيننا لدرجة أنني قلت له: إذا لم نعمل معاً كل عام فسوف أتشاءم.
• هل اشتركت مع والدك الممثل ونقيب الممثلين أشرف عبد الغفور في أي أعمال فنية؟
اشتركنا في عدة أعمال. ولكن، لم تجمعنا مشاهد مشتركة. وبالطبع، أمنيتي أن أقف أمامه كممثلة.
• ما أسعد لحظات حياتك؟
كل ما هو متعلّق بابني وزوجي ووالديّ. فأمنيتي أن يرضوا عني جميعاً.
• نقطة ضعفك؟
.