بعد سلسلة اتهامات بهدر المال العام بالاتفاق مع أسرة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، تم اصدار بطاقة إيداع في السجن من دائرة الاتهام لدى محكمة الاستئناف في تونس، بحق سامي الفهري (41 عاماً)، أحد اشهر المنتجين التلفزيونيين التونسيين، وأغناهم وصاحب قناة "التونسية" وهي إحدى انجح القنوات التلفزيونية الخاصة اليوم.
وسامي الفهري شخصية أسالت الكثير من الحبر لما كتب من تورطه المالي المشبوه مع بلحسن الطرابلسي، شقيق زوجة الرئيس المخلوع ليلى بن علي، الذي فر على متن يخته الخاص يوم فرار الرئيس في الرابع عشر من كانون الثاني يناير 2011 الى ايطاليا ومنها الى كندا حيث استقر برفقة زوجته وابنائه.
*مبالغ خيالية في فترة قياسية
وكان بلحسن الطرابلسي قد أسّس شركة "كاكتوس " للانتاج التلفزيوني واقام ستديو ضخماً ومبهراً على أرض انتزعها بطرق غير قانونية من أصحابها في مدينة "اوتيك" المتاخمة لتونس العاصمة، قبل أن يفرض على مؤسسة التلفزيون التونسية طيلة أعوام برامج منو عات ومسابقات ومسلسلات يبيعها لها بأسعار خيالية، مع استعماله مجاناً لاجهزة مؤسسة النلفزيون الفنية وغيرها من التجاوزات التي هي اليوم معروضة على القضاء.
اما سامي الفهري، فقد تبين أن بلحسن الطرابلس أدخله كواجهة فمنحه بعض الإسهم في الشركة المذكورة.
وبعد الثورة وفرار بلحسن الطرابلسي إلى كندا، تم استدعاء سامي الفهري اكثر من مرة لاستجوابه، وقد واصل إنتاج البرامج بعد أن أسّس قناته الخاصة، وهي قناة "التونسية" وأظهر ما يفيد انه يملك اسهماً في شركة الانتاج المذكورة.
وتقول مصادر قضائية إن سامي الفهري وبعض كبار المسؤولين في مؤسسة التلفزيون التونسي، متهمون بإبرام عقود إشهارية ضخمة جداً، ومخالفة للقوانين، وقد تم لغاية الآن تقدير المبالغ التي حصل عليها سامي الفهري بغير وجه حق، من خلال بث إنتاج شركة كاكتوس في القناة الوطنية، وعلى امتداد اعوام وبالتواطؤ مع بعض المديرين العامين للتلفزيون التونسي، بستة عشر مليون دينار أي ما يناهز الثلاثة عشر مليون دولار.
*من هو سامي الفهري؟
وكان سامي الفهري قد اكتسب شهرة واسعة بعد تقديمه برامج منوعات ومسابقات، يتم فيها منح مبالغ مالية للمتساقين الفائزين قد تصل الى المليون دولار، في حين أنّ الفهري ومن ورائه شركة كاكتوس وصهر الرئيس المخلوع يغنمون من كل بث للحلقة الواحدة مبالغ مالية خيالية، كان من المفروض ان تعود الى مؤسسة التلفزيون التونسي.
ومن جهة أخرى، تشير بعض المصادر إلى أنّ إيداع سامي الفهري السجن في هذا الظرف بالذات له صلة ببرنامج "اللوجيك السياسي"، وهو برنامج ساخر تظهر فيها الشخصيات السياسية كرئيس الحكومة ورئيس حركة النهضة الحزب الحاكم ورئيس الحمهورية على شكل دمى، ويدور بينهم حوار ساخر، واحيانا يتم اظهارهم وهم يغنون أغان تعكس تمسكهم بالمناصب والكراسي وحبهم للمال والجاه، وهوعلى ما يبدو ما أقلق السلطات الحاكمة نظراً لشعبية مثل هذه البرامج الساخرة ووقعها على الجمهور.
سامي الفهري بدأ مسيرته المهنية مذيعاً في إذاعة تونس الدولية الناطقة باللغة الفرنسية، قبل أن يصبح منذ العام 2003 مقدم برامج مسابقات تلفزيونية، ثم أصبح فجأة مخرجاً لأشهر مسلسل تونسي في الأعوام الأخيرة، وهو مسلسل" مكتوب" الذي تم عرض جزءه الثالث في شهر رمضان الماضي في حين تم عرض الجزئين الاولين في العامين الماضيين.
وقد اثار المسلسل الذي ألّفه الطاهر الفازع، جدلاً كبيراً بسبب تطرقه إلى مواضيع تعتبر من المسكوت عنها اجتماعياً في تونس، كوجود العشيقة في حياة بعض الاثرياء والخيانة الزوجية والمخدرات والعلاقات خارج مؤسسة الزواج وغيرها من المسائل الاجتماعية الحساسة، كما تضمن المسلسل لقطات جريئة رأى بعض المتشددين أنّها تمس قيم المجتمع التقليدية، كل ذلك في ديكور مبهر يشبه المسلسلات التركية المعروفة.
وقد مثلت النجمة التونسية هند صبري في حلقات من المسلسل، ونالت أجراً هو الأعلى في تاريخ الدراما التونسية، ما يؤكد أنّ سامي الفهري كان ينفق بسخاء ويجني ارباحا طائلة.
سجن أشهر مذيعي تونس بتهمة السرقة
- مشاهير العرب
- سيدتي - الطيّب فراد
- 28 أغسطس 2012