شكّلت المظاهرات في العالم العربي التفاتة بارزة لدى الشعوب العربية الذين استطاعوا بإصرارهم على مطالبهم الموحّدة تحقيق أهداف مهمّة. هل تثير التحركات الشعبية حفيظة فناني العالم العربي وتدفعهم إلى التظاهر والمطالبة بحقوقهم؟ لكن، هل مطالبهم واحدة أم لكل منهم مطلب خاص به؟ هل سيتفقون على شعار واحد أم سيبقون مختلفين حتى في رفع شعاراتهم؟ من هذه الزاوية، ارتأت «سيدتي» الوقوف على مطالب الفنانين التي يريدون المناداة بها، وما هي شعاراتهم التي رفعوها؟
نريد التأمين الصحي والتكريم قبل الوفاة
أنقذوا النقابات من الفساد قبل فوات الأوان والفنانات يصرخن: ارفعوا أجورنا
بيروت: نريد التأمين الصحي والتكريم قبل الوفاة
الفنان جورج الراسي رفع شعاراً خاصاً به وليس شعاراً عاماً: "بدّي يحلّلو عني (أن يتركوني بسلام). ولم يصرّح جورج الراسي من يقصد بشعاره إنما اكتفى بكتابة الشعار قائلاً: "هم يعرفون أنفسهم الذين أقصدهم بشعاري".
المخرج سعيد الماروق رفع شعار «لا للعنصرية الفنية» ويشرح قائلاً: «يكفينا التشرذم السياسي، لذلك نريد من الفن أن يكون فناً عربياً لا فناً مناطقياً. فكل فنان عربي خلاّق لا توقفه جنسيته. وأتمنى أن تحتضنه الدول العربية كما هو حاصل في مصر التي احتضنتني كمخرج لبناني وأعطتني الفرصة لإخراج فيلم «365 يوم سعادة». ما قامت به مصر يجب أن يعمّم ويكرّس في العالم العربي ويصبح الفن فناً عربياً».
الرياض : المطالب
قابل الفنان السعودي عبدالرحمن الخطيب سؤالنا باستغراب وقال: "أبعدونا يا "سيدتي" عن الثورات الله يديم علينا نعمة الأمن والأمان في ظل الملك عبدالله أطال الله في عمره"!
ثم تابع: "دعونا نقول مطالب وليست ثورة. وبالتأكيد، سأطالب بضرورة تغيير التلفزيون السعودي لطريقة تعامله مع الأعمال التي تقدّم له، فللأسف التلفزيون يتعامل مع النصوص الدرامية على أساس الأشخاص وليس على أساس جودة العمل، ويجب ألا يصبح التلفزيون السعودي مثل المحطات الفضائية التي تعرض أعمالاً مسفّة معلّلين ذلك بأن هذا ما يطلبه الجمهور، فالفن رسالة ويجب أن يرتقي بذوق الجمهور ويوجهه نحو الصحيح وليس العكس".
الفنانة السعودية ريم عبدالله فقالت: «أتمنى أن يديم الله على شعبنا المحبة ويديم علينا وجود الملك عبدالله معنا «أطال الله في عمره»، وبخصوص سؤالك سأطالب بضرورة فتح المجال أمام جميع المبدعين سواء كانوا نساء أو رجالاً، وزيادة إنتاج الأعمال الدرامية؛ لأنها تثري الساحة الفنية وبالتالي تلبّي مطالب الجمهور. وعموماً، أرى أن الدراما السعودية في تقدّم مستمر طالما أن هناك مبدعين يشرفون على هذا الأمر».
دمشق
النجم دريد لحام يرى ضرورة رفع شعار التطوير وقال: «إن الفن جزء من المجتمع يتطوّر معه ويتراجع بتراجعه. وهو ليس فقط للتسلية ولتمضية الوقت. والتغيير في أساليب العمل شيء جميل ويعود بالخير على الجميع».
جمال سليمان رفع شعار «كلنا مع تطوّر الفن ليكون عنصراً مساهماً في تطوّر المجتمع العربي»
عمان
الدكتورة ريم سعادة ممثلة وأكاديمية قالت: "قلبي مليء بالأسى على حال الفنانين في بلدي، وثورتي كلها أصبّها على إدارات التلفزيون الأردني المتعاقبة والإذاعة الأردنية لتوقفهما عن إنتاج المسلسلات التلفزيونية والإذاعية، والتي على أثرها تمّ حرمان عشرات الفنانين من منبر إعلامي وإبداعي مهم، مع أن الدولة تقتطع من المواطن ديناراً شهرياً لميزانية هذا الجهاز عبر فاتورة الكهرباء، وأتساءل أين تذهب هذه الملايين وهو لا ينتج أعمالاً فنية أو برامج ذات قيمة؟ وكفنانة، أنا ثائرة على وزارة الثقافة التي حصرت دعمها للأعمال المسرحية في الأعمال المعروضة في مهرجان المسرح الأردني الذي يقام لمدة عشرة أيام فقط في السنة، ما يجمّد الإبداع المسرحي طوال العام، وأثور على قرارها غير المبرر بإلغاء مهرجاني أغنية ومسرح الطفل، وقرارها بتجميد نشاط الفرقة الوطنية الفلكلورية الأردنية، وأثور أيضاً على صناع القرار لتأخّرهم عن إنشاء صندوق دعم الثقافة والفنون بما فيها الدراما الأردنية المهدّدة رغم تميّزها بالتوقف. ومطلبي العام هو أن أعود وأطلّ كفنانة في أعمال درامية ذات قيمة ومستوى على شاشتي المحلية مثلما أطلّ على الشاشات العربية الأخرى"
القاهرة: لا للادعاء
قال الفنان محمود عبد المغني: «أعلن ثورتي على الزحام الذي يضيّع وقتاً ومجهوداً كبيرين ويكلفنا أموالاً طائلة».
ونادى محمود بضرورة التزام الجميع بقواعد المرور واحترام الآخر حتى لا يتزايد الزحام بهذه الصورة المرعبة حيث قال: «حياناً، أظلّ بالطريق لأكثر من 3 ساعات. فكيف أكون ملتزماً بمواعيدي في ظل هذه الظروف الخانقة»؟
الفنان أحمد عز رفع شعار "لا للادّعاء" ما قصده أحمد عز هو أن هناك العديد من الفنانين الذين إذا قاموا بعمل ما، يبدأون بالتباهي والادّعاء، وهذا أمر مرفوض.
المغرب
الممثلة المغربية لطيفة أحرار قالت: «يجب أن يكون الشعب برمّته ممثَّلاً في التلفزيون من خلال تقديم جميع أشكال الفنون والثقافة بأنواعها المختلفة، بما في ذلك الفنون والثقافة المغربية الأمازيغية. وبعد عرضها جميع القنوات الإذاعية والتلفزيونية تترك فرصة الاختيار للمشاهد بدلاً من أن يصبح التلفزيون حكراً على فئة دون غيرها».
المخرج المغربي عباس فوراق قال: «منتوجنا الفني وصل إلى الحضيض، ولم يعد يتجاوب مع تطلعات المستمع والمشاهد معاً بما في ذلك المنتوج الفني والثقافي حيث أن وزارة الثقافة عزلت الحركة الفنية عن المجتمع ولم يعد المنتوج الدرامي ولا المسرحي يعكس واقع الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشه الناس، كما أن منح الدعم في المسرح وملايين الدراهم التي يخصّصها التلفزيون لتصوير الأعمال الدرامية، أصبحت حكراً على الأقلية المحظوظة من المنتجين».
الكويت بحاجة لمخرجين
عزا الفنان عبد الرحمن العقل أسباب الفقر المدقع للأعمال الكوميدية الكويتية في الوقت الحالي إلى عدم وجود مخرج حقيقي لديه القدرة على الغوص في أعماق المواهب الشابة واستخراج ما بداخلها من درر فنية أصيلة، رافعاً شعار «الوسط الفني الكويتي بحاجة إلى مخرج مهم»، بحجم المخرج حمدي فريد الذي أثرى الحركة الفنية الكويتية بأعمال كوميدية مهمة منها «درب الزلق» و»خالتي قماشة» و»على الدنيا السلام». أما الآن، فلا عزاء للكوميديا الخليجية التي تعاني من شحّ المخرجين المهمين. ولم يبق فيها سوى بعض الهواة ممّن يعملون «على البركة» ويقدّمون كوميديا خالية من الضحك».
من جهتها، رفعت الفنانة مها محمد شعاراً خاصاً للمنتجين الكويتيين لرفع أجور الفنانين، وبخاصة الفنانات حيث أن جميع الفساتين والاكسسوارات التي يظهرن بها في الأعمال الفنية باهظة الأثمان والتي كما قالت: "نبتاعها من حسابنا الخاص ما يؤدي إلى انهيار كبير في الميزانية المالية، وأطالب أن يلتفت المنتجون نحو هذه المعضلة التي باتت تؤرّق معظم الفنانات".
للمزيد والتعرف على المطالب التي رفعها فنانون آخرون اقرأوا العدد الجديد من مجلة سيدتي في المكتبات