علي العلياني: هدفي ليس تشويه صورة الضيف بل تحري الحقيقة

علي العلياني، مذيع سعودي مثير للجدل، البعض يشيد بأدائه المتميز وبجرأته في المواجهة، والبعض ينتقده بدعوى تضخيم السلبيات وإحراج الضيوف. لكنه وبكل الأحوال متمسك بالحقيقة، ويرفع شعار «المواطن أولاً وعاشراً»، وهو محاور مشاكس ولا يقتنع بسهولة. «سيدتي» تحاوره وتنشر آراءه بحيادية تامة، حتى خلال مهاجمته لمنتقديه، فالعلياني يطمح أن يكون برنامجه «يا هلا» على «روتانا خليجية»، رقم واحد عربياً. 


رأى العلياني أن "مرحلة «تعبئة وقت البرنامج بأي كلام» قد انتهت، لأن المشاهد أصبح لديه الوعي لكي يدرك إن كنت أدير الحوار بطريقة مقنعة أم لا، فهو من يحاكمني". وقال "حين يصرّ الضيف على إجابة دبلوماسية، ظناً منه أن قبولها في برنامج مشابه يعني قبولها كما هي، فإن ظنه لن يتحقق. ولو تعاملنا بالطريقة نفسها لصار المذيعون يشبهون بعضهم بعضاً، والحقيقة إن هدفي ليس إحراج الضيف بقدر ما هو تحري الحقيقة".

ولفت إلى أن صفة المخابراتية لن تضره في حواراته لأنه ينتمي إلى المدرسة الصحفية التي تهتمّ بالبحث وبالتحقق من المعلومة، وفال "ن أخطأت أعتذر مباشرة، وأنا في الأغلب لا أخطئ، مع أن الخطأ وارد لكل إنسان".

وتابع "لا أدير العمل بطريقة العلاقات العامة، ولا يمكنني تجميل الصورة، فإن كان هناك فساد إداري أو خطأ أو تضليل، فإن مهمتي هي كشف هذه التجاوزات، وأنا أستمتع بتعرية الممارسات الغلط، ومن لديه قصور في موقع ما، لن يأتي إلى البرنامج حتى لا نكشفه".

وأشار إلى أن تأثر جداً لحالة مواطن سعودي من جدة، أصيب بفيروس الإيدز بالخطأ، وقاوم المرض وتزوّج وأنجب، ولكن المشهد العام لوضعه كان محزناً من حيث عدم نظافة المكان الذي يعيش فيه، وطريقة الناس في التعامل معه. وآخر هذه الحالات كانت للطفل السعودي مشاري الذي تعرّض لحروق شديدة.

ونفى أن يكون هناك تضحيم في حلقاته اللتي تتناول المجتمع السعودي، وقال "لدينا مجتمع معين وفيه مشاكل، وأنا من مدرسة مهنية تعرف كيف تختار المواضيع دون تهويل ولا تضخيم، نحن نعرض كل الآراء، وكل شيء موثّق ولا مجال للإدعاء أو التمثيل".

وأوضح أنه يحب "التغيير بصفة مستمرة، ولدينا تغيير شامل في الشكل والمضمون مع مطلع 2010، وسيكون البعد العربي موجوداً في البرنامج مع التركيز على الشأن السعودي، وأطمح أن يكون برنامج «يا هلا» رقم واحد عربياً".

 



إكسترا

وقال العلياني إن "«محاكمة وزير» قدمت على ست حلقات، وقد حاكمنا فيها ستة أو سبعة وزراء، ذكرناهم بأسمائهم، وأجرينا جردة لأعمالهم في الوزارات التي كانوا يتولون إداراتها، وأذكر أن أحد الوزراء اتصل بي قبل إذاعة الحلقة وطلب تأجيلها لأسبوع لاحق، مؤكّداً أنه سيظهر إلى جانبي في البرنامج في حال تأجلت، لكني عرفت أن هدف التأجيل كان محاولة للتأثير علي كي أغضّ النظر عن الموضوع، فرفضت وأذعت الحلقة تنفيذاً للوعد الذي قطعته للجمهور. فمصداقيتي تجاه المشاهدين أهم عندي من إرضاء أي وزير. ولو كنت واثقاً أن الوزير سيفي بوعده ويأتي للمشاركة في البرنامج، لكنت اعتذرت من المشاهدين وأجلت الحلقة، ولكن عدم اقتناعي بالتأجيل كان مبرراً كافياً لترجيح كفة الجمهور. أما فيما يتعلق بالضغوط، فإنني أقول إنه ليس شرطاً أن يقوم الإعلام بطرح الحلول، بل المهم أن ينبّه المسؤول إلى وجود خطأ ما في مكان ما".

وحول إنتقادات الكتاب، أجاب العلياني "بعضهم يكتب نقداً موضوعياً أستفيد منه بالفعل، فأشكرهم وأراجع نفسي، ولكن بعضهم، وأنا صريح في هذا الخصوص. %75 مما يكتبونه عني في الصحف مخالف للحقيقة والواقع، وقد يكون الدافع للكتابة لدى البعض أنه يحقد علي، أو أنه ينفّذ أجندة خاصة تصب في مصلحة آخرين منافسين، لا يهمني من يكتب بهكذا طريقة، أما لو صدر النقد عن كاتب مهم يقيّم بموضوعية فلا يزعجني ذلك"