لم يكن غريباً أن يقع الاختيار عليها لتجسّد شخصية الفنانة صباح في عمل درامي يروي سيرتها الذاتية ومشوارها الفني الطويل. ورغم صعوبة التجربة، فقد قبلتها الفنانة كارول سماحة، مؤكّدة أنّ حجم وتأثير وشهرة الصبوحة لن يحول دون إثبات موهبتها في التمثيل، حيث كانت لها تجارب سابقة في هذا المجال، ما جعلها تعيش الآن مرحلة جديدة من حياتها الفنية. "سيدتي" التقت كارول سماحة وأجرت معها حواراً من القلب أجابت فيه عن كل الأسئلة التي طرحت بصراحة ودون "رتوش".
•ما كان انطباعك عن مسلسل "الشحرورة" الذي لعبت بطولته؟
العمل لم يكن سهلاً، لأنه ولأول مرة يتمّ تنفيذ مسلسل يتناول سيرة ذاتية عن شخصية ما زالت على قيد الحياة، وتعتبر من أهم فنانات الوطن العربي، لأن صباح تركت بصمة فنية في تاريخ السينما المصرية خاصة والعربية بصفة عامة. وبالتالي، فإن المسلسل يعيد لنا فترة من فترات زمن الفن الجميل. لذلك، عندما وقعت عقد بطولته كنت قلقة جداً؛ لأن شخصية صباح ليست سهلة. من هنا، التقيت بها عدة مرات. ولا أنكر أنها ساعدتني في أداء مفتاح شخصيتها.
•بعد لقائك بها أكثر من مرة، ما رأيك في شخصية صباح؟
هي فنانة عقلانية جداً. ولولا ذلك لما حقّقت النجاح تلو الآخر، وما كانت استطاعت تخطّي العقبات التي واجهتها في حياتها. ولن أنسى مقولتها لي: "أنا افترض أني أعيش حياتي اليومية كأني أعيش سيناريو فيلم. وعندما ينتهي اليوم أعتبر نفسي انتهيت من تصوير الفيلم".
•هل شعرت بإرهاق أثناء تصوير المسلسل؟
جداً. فلا تتصوّري إنسانة تقف من أول النهار لآخر الليل لمدة شهور متواصلة. لذلك، لم أكن أرى والدتي أو حتى أستطيع التحدّث إليها هاتفياً يومياً، رغم أنني بالأصل درست التمثيل، وهذه ليست المرة الأولى التي أقف فيها أمام كاميرا. لقد كانت المسألة مرهقة جداً. ولكن، كل هذا زال بعد انتهاء المسلسل ومعرفة ردود أفعال الناس.
•ما أصعب مشهد شعرت فيه بإرهاق؟
في آخر حلقة، وتحديداً مشهد صباح وحدها وهي تتأمل وحدتها وعمرها فوق الثمانين. كان هذا المشهد مرهقاً جداً جسدياً ومعنوياً، خاصة في هذه السن التي تتطلب حركة وصوتاً بطريقة معينة. ولا أخفيك أنني شعرت بعدها بحالة إحباط. وكنا متفقين بعد انتهاء التصوير أن نحتفل. لكني اعتذرت مؤقتاً. وطلبت التأجيل يومين وذهبت إلى المنزل وملأت الحوض مياهاً ساخنة وغسلت نفسي من الشخصية. بعدها، شعرت بالراحة واستغرقت في النوم كالطفلة.
متجدّدة دائماً
•هل كارول سماحة تقليدية أم تبحث عن التجديد؟
أنا أعمل بالفن لأنني أحبه. فأنا فنانة أجمع بين الغناء والتمثيل. وهذا يجعلني دائماً متجدّدة وغير تقليدية. في أول حياتي، كرّست وقتي للتمثيل وركّزت على المسرح. وعندما دخلت المجال الفني، كنت أعرف جيداً ماذا أريد. وكان هدفي الأساسي هو الغناء، إلا أنّ التمثيل والمسرح سرقاني منه. بعدها، تركت المسرح بكامل إرادتي وانتقلت إلى الغناء. وعندما وجدت مسلسل "الشحرورة" الذي أثبتّ من خلاله موهبتي في التمثيل، قبلت التجربة رغم صعوبتها، لأن التجديد يعطيني الاندفاع والقوة والدعم مع طاقة هائلة.
•ما رأيك في التطوير؟
منذ دخولي مجال الفن، وأنا في حالة تطوير دائم. ففي الغناء عرفني الناس أولاً في الإطار الكلاسيكي، رغم أن معظم الفنانين يبدأون بالغناء الشعبي ثم ينطلقون إلى الكلاسيكي.
ثم، كانت النقلة والتطوّر إلى الإطار الشعبي وهي نقلة ليست سهلة، لأنها عكست المتعارف عليه. بعدها، سعيت إلى تقديم لون غنائي جديد وشكل استعراضي. وهذا الأمر تطلّب مني بعض الوقت لأنه كان لابدّ أن تكون الخطوة مدروسة، وأن أختار أعمالاً فنية لا تشبه السوق اليوم. لذا، كنت قلقة بعض الشيء،لأنها الخطوات الأصعب في حياتي.
وبعد هذا التطور، أصبح الوضع أسهل بالنسبة إليّ خصوصاً بعدما تقبّلني الناس في جديدي. وبهذا التطوير أكون قد أنجزت خطوات كبيرة في حياتي الفنية.
•هل بالفعل لديك جرأة غير تقليدية في فنك؟
نعم. فقد قررت خوض تجربة كتابة الأغاني وقلت: "لماذا لا أكتب لنفسي، خاصة بعد شعوري بأنني أكتب بطريقة مختلفة عن مشاعر المرأة؟ وبالفعل، كتبت أربع أغان باللهجة اللبنانية وأغنيتين بالمصرية بالإضافة لأغنية "مش طايقاك" وهي من كلماتي ومن ألحان محمد يحيى.
مستمتعة بشكلي الطبيعي
•هل قمت بعمليات تجميل لعمل "نيولوك"؟
أنا لم أقم بإجراء أي عمليات تجميل، وكل ما فعلته هو حقن إبرة في شفاهي فقط.
•لكن، لا أحد يصدق أن هناك فنانة لم تقم بعد بخطوة تجميل سواء على وجهها أو جسدها؟
أنا ضد أي شيء يغيّر الشكل، وصوري كلها واحدة منذ ظهوري حتى الآن. ووجهي ليس فيه أي تغيير، وأنا مستمتعة بشكلي كما هو على طبيعته.
•ما الذي تغيّر في شكلك؟
شعري. لقد كان لونه أحمر ما كان يجعلني أبدو أكبر سناً. ثم اعتمدت اللون الفاتح. والآن، أنا معجبة جداً بلونه الغامق ولا أريد تغييره. فهو لوني المفضل والمناسب لي.
•لكن، قالوا إنك غيّرت في شكل حاجبيك. وقمت بتكثيفهما عن طريق "التاتو"؟
أرفض "التاتو" (الوشم) تماماً. ولا أطيقه على الوجه ولا الجسم.
ممكن أن أعمل "تاتو" في ظهري لمدة أسبوعين. ولكن لا أعمل "تاتو" يبقى طول العمر، أنا لا أحب أن يضع أحد شيئاً على جسمي أو على وجهي أو على شكلي طول العمر. مستحيل. أما بالنسبة لحاجبيّ فهما طبيعيان وأنا معجبة بهما على هذا الشكل. لذلك تركتهما على طبيعتهما العريضة مثلما أطللت في المسلسل. أنا راضية 100 %. وأحب أن أتطلع إلى شكلي وأشعر في نفسي بالانتعاش والانطلاق مع أنني لست سعيدة.
•لست سعيدة بعد كل هذا النجاح فنياً؟!
نعم ،لأنني لم أستقر عاطفياً .وأشعر بصراحة أنني في حاجة للحب وهذا الموضوع يقلقني.
•كيف وأنا قرأت على "اليوتيوب" خبر زواجك من المخرج فادي حداد؟
لا، غير صحيح. هو فعلاً تزوّج من صبية اسمها كارول سماحة، لكن لست أنا. فهذا تشابه أسماء وسأقوم بالاتصال بالموقع لتصحيح الخبر.
فلسفة كارول
•في بداية مشوارك الفني، قمت ببطولة أوبريت "ليلة سقوط سقراط" مع الرحابنة. وسقراط من الفلاسفة المهمين. لذلك، ما رأيك فيما قاله أحد الحكماء "العقول لا تكبر بالعمر ولكن بالتجارب"؟
صحيح العمر يكبر بالتجارب. فهناك تجارب تعود بك للشباب وهناك تجارب تجعلك عجوزاً. إذا تعاملتم مع التجارب السيئة بأسى سوف تتأثرون وتنكسرون بسرعة وإذا تعاملتم معها بتسامح، سوف تحافظون على جمالكم ورشاقتكم وسعادتكم وتفاؤلكم.
• ما هو الصعب لكارول: بكاء العين أم بكاء القلب؟
عمري لم يبك قلبي من دون أن تبكي عيناي. لابد أن يبكي الاثنان في وقت واحد. فعندما يبكي قلبي يظهر ذلك في عينيّ اللتين تدمعان بشدة، حتى لو كنت في وسط الناس أحاول الاختفاء في مكان آخر. وهناك عدة أسباب تجعل الإنسان يبكي وليس من الضروري أن يكون له علاقة بالحب والخيانة، فمن الممكن أن يبكي من الظلم.
•قال أحد الفلاسفة "وجع القلب لا يأتي إلا من الحبيب". ما رأيك؟
طبعاً. رغم أن وجع القلب له طعم خاص لأن الإنسان يعيش مرحلة عذاب بينه وبين نفسه عندما تنتهي العلاقة، حتى مع الحب يعاني القلب من الوجع اللذيذ الذي يتعوّد عليه مع الوقت. وهذا يختلف عن أوجاع الحياة مثل الظلم والغدر والخيانة لكنها أشدّ عذاباً. وهناك فرق شاسع بين عذاب الحب بصفة خاصة وعذاب الحياة بصفة عامة.
"ديو" مع إليسا
•ماذا عن رحلتك إلى جزر البهاماس؟
رحلتي للبهاماس كانت تجربة جيدة ضمّت بعض نجوم الغناء العربي وهي أول تجربة من نوعها. وهي عبارة عن قيامنا برحلة يطلقون عليها اسمSTARS ON BOARD مدتها أربعة أيام في البحر حيث بدأت من ميامي حتى البهاماس وكان معي إليسا، وائل كفوري وملحم زين.
•هل صحيح أنك تقابلت مع إليسا في رحلة أميركا وتناولتما العشاء سوياً؟
هذا صحيح. تقابلنا على الباخرة وغنينا سوياً، حيث تجمعنا صداقة طيبة. والاتصالات لم تنقطع بيننا. وكنا نزور بعضنا في الغرف. وكانت معي والدتي. إن صداقتي بإليسا طبيعية ومخلصة بعيدة عن التصنع. فكل منا تقول رأيها بصراحة في الأخرى دون "رتوش" أو تجميل.
•معنى ذلك أنه من الممكن أن تقدّما "ديو" سوياً؟
ممكن جداً. هذا شيء جميل ويسعدني ذلك، ولو أن فكرة "ديو" بين صوتين نسائيين لم تخطر على بالي قبل ذلك. فهذه فكرة ممتازة لم تحدث تقريباً في العالم العربي. وهذا هو التطوير أو الـ "نيولوك" الفني الجديد. فأنا أحب إليسا وصوتها الجميل وهذا سيكون سبباً في نجاح "الديو".