مصطفى كامل يطالب بمنع هيفاء من الغناء في مصر

تكاد لا تنتهي مشكلة للفنانة هيفاء وهبي إلا وتدخل في مشكلة جديدة من نوع آخر، حتى تحوّلت حياتها لمجموعة متراصّة من المشاكل والخلافات. أحدث مشاكل هيفاء وهبي نشبت بينها وبين الشاعر والملحن مصطفى كامل بسبب أغنية «بابا فين 2» التي تعاونا خلالها سوياً للمرّة الأولى في مشوارهما الفني.

 



الأغنية اختارتها هيفاء وهبي منذ أكثر من عامين وانتهت من تسجيلها في ذلك التوقيت تقريباً، تمهيداً لضمّها لألبومها الجديد «بيبي هيفا» الذي قامت بتأجيله أكثر من مرّة.

 

يتّهمها بالتعدّي

وكان مصطفى كامل قد تنازل لها وقتها عن الأغنية، شرط أن تقوم بتصويرها بشكل يليق به وبتاريخه. وبعد مرور عامين، فوجئ مصطفى كامل بالأغنية، وقد تمّ تصويرها بشكل لم يرضه حيث قامت هيفاء بمزج أغنيتين، الأولى بعنوان «لما الشمس تروح» من تأليف بهاء الدين محمد وألحان محمد يحيى، والأغنية الأخرى هي «بابا فين» الجزء الثاني للشاعر والملحن مصطفى كامل والأغنيتان من توزيع توما. هيفاء قامت بمزج الأغنيتين، حيث بدأت بجزء من أغنية «لما الشمس تروح» ثم عرضت أغنية «بابا فين 2» قبل أن تعود لأغنية «لما الشمس تروح» مرّة أخرى. من جهته، تقدّم مصطفى كامل بشكوى في نقابة الموسيقيين يتّهم فيها هيفاء وهبي بتشويه أغنيته، مؤكّداً لـ «سيدتي» أنه فوجئ بما حدث وأنه لن يسمح لأي مطربة بتشويه تاريخه مهما كانت. وأضاف مصطفى كامل أنه في البداية لم يكن راضياً على التعاون مع مطربة مثل هيفاء وهبي، على حدّ قوله معروف عنها أنها تعتمد على جمالها في المقام الأول، لكنه لاحظ مثل الكثيرين أنها بدأت في الفترة الأخيرة تلتفت لفنها وتقدّم نوعيات مختلفة من الأغاني، وهو ما دفعه للموافقة على التعاون معها. ويتابع كامل قائلاً: «لن أكتفي بشكوى النقابة، بل أنوي التقدّم بدعوى قضائية ضدها في المحكمة للمطالبة بمنعها من الغناء في مصر نهائياً. وكذلك أنوي التقدّم بطلب رسمي لكل القنوات الفضائية لمنع عرض الأغنية على شاشاتها». ويكمل: «بمجرّد أن شاهدت الأغنية، إتصلت بالموزّع توما لأسأله عن سبب مزجه بين الأغنيتين بهذا الشكل، فأجابني بأنه لا يعرف شيئاً عمّا حدث وأضاف أنه متضامن معي».

وبعد عدّة أيام، علمت هيفاء وهبي بنيّة مصطفى كامل بالتقدّم بدعوى قضائية ضدها، فدار بينهما اتصال هاتفي أكّدت خلاله لكامل أنها منشغلة بقضية أخرى لاسيما بعد أن طلب منها عدد من النوبيين اعتذاراً رسمياً على جملة وردت ضمن كلمات الأغنية التي كتبها مصطفى كامل وتقول الجملة على لسان الطفل «والقرد النوبي»، إلا أن مصطفى كامل لم يتراجع عن قراره، وأكّد لها أنه سيمنعها من الغناء في مصر إن لم تعد إليه حقّه كاملاً. ويضيف مصطفى كامل قائلاً: «بعد لحظات من انتهاء المكالمة، فوجئت برسالة قصيرة منها على هاتفي المحمول، تتّهمني فيها بأنني أستغلّ شهرتها لأعود للأضواء مرّة أخرى. ومن جهتي، إحتفظت بالرسالة لأضيف قضية سب وقذف للدعاوى القضائية التي أنوي أن أتقدّم بها ضدها». وعن تعليقه على الرسالة يقول مصطفى كامل: «لا أعرف معنى هذه الرسالة التي تسألني في بدايتها هيفاء: «أنا تمنعني من الغناء في مصر؟»، وتكمل في باقي الرسالة تهديدها ووعيدها لي وتضيف أنني أستغلّ شهرتها للعودة للأضواء».

 

لا مبرّر للمنع

من جهته، أوضح الشاعر بهاء الدين محمد أن مصطفى كامل لا يحقّ له أن يطالب بمنع هيفاء وهبي من الغناء في مصر، مؤكداً أن الموضوع كلّه لا يخرج عن كونه قضية بسيطة لا معنى لها. فهذه رؤية المخرج ووجهة نظره التي لا يحقّ لأحد التدخّل فيها. وتساءل بهاء الدين محمد: «لماذا لم أغضب إذاً مع أنني طرف في هذه القضية، ولماذا لم أخرج معلناً غضبي عندما قامت هيفاء بضمّ جزء من أغنيتي «نوتي» في بداية «الكليب»؟ هذا حقّها كمطربة ولا يحقّ لي التدخّل في اختياراتها. وأظن أن مصطفى كامل لن يستمرّ في دعواه القضائية كثيراً لأنه سيتفهّم الموقف بعد ذلك، ويعرف أنه ليس من حقّه أن يطالب بمنعها من الغناء في مصر».



مصطفى كامل

 

نظرة قانونية

بينما أكّد المحامي علاء وهبة الشاذلي المحامي الخاص بمصطفى كامل أنه لن يسكت عن حق موكّله الذي يكفله له قانون الملكية الفكرية.

 

جلسة ودّية

أما منير الوسيمي نقيب الموسيقيين فقال لـ «سيدتي»: «لقد تلقّيت بالفعل شكوى من مصطفى كامل يطالب فيها بتحقيق رسمي في القضية، لكنني طلبت منه ومن هيفاء وهبي أن يعقدا جلسة ودّية لحلّ النزاع قبل اللجوء للقضاء. ومن المقرّر أن تتم ّهذه الجلسة في النقابة خلال الأيام المقبلة». وعن إمكانية منع هيفاء وهبي من الغناء في مصر كما فعل من قبل مع كارول سماحة، قال منير الوسيمي إنه لن يتّخذ قراراً إلا بعد الجلوس مع الطرفين والإستماع للمشكلة كاملة.

 

المسؤول  عن المزج

من جهته، أكّد هاني محروس مهندس الصوت الذي قام بمزج الأغنيتين أنه المسؤول عن مزج الأغنيتين صوتياً. وقال إنه لا يحقّ لمصطفى كامل أو غيره التحدّث في مثل هذه التفاصيل. وأضاف: «ألا يكفي أنه يقدّم لهيفاء أغنية مباعة من قبل لنصر محروس منذ سنوات طويلة»! ويكمل هاني محروس قائلاً إنه لا يحقّ لكامل أو غيره الإعتراض على عمله كمهندس صوت. كما لا يحقّ لأحد أن يطالب بمنع أي مطرب أو مطربة من الغناء في مصر، ولاسيما إذا كان السبب لا قيمة له مثل الذي يتكلّم عنه مصطفى كامل.

 

ردّ هيفاء

من جهتها، أكّدت هيفاء وهبي لـ «سيدتي» أن هذا الكلام غير صحيح لأن اللحن لم يتمّ تشويهه، ومصطفى كامل حصل على أجره عن الأغنية كاملاً منذ عامين. لذا، لا يحقّ له التدخّل في ما لا يعنيه. وأضافت هيفاء أنها فوجئت بهذه المهاترات والضجة التي يثيرها مصطفى كامل. وكانت تتمنى أن يتصل بها ليهنّئها على نجاح «الكليب»، لكنها فوجئت به يهاجمها. وذكرت أن جماهيريتها في مصر أكبر منها في أي مكان آخر. وبالتالي، لا يحقّ لأحد أن يمنعها من الغناء في مصر طالما أنها ملتزمة بكل واجباتها من ضرائب وغيرها.

 

هل أساءت إلى النوبيين؟

يبدو أن هيفاء وهبي لم تواجه فقط المشاكل مع مصطفى كامل، حيث يسعى بعض النوبيين لتكليف محامين نوبيين لمقاضاتها أيضاً بتهمة الإساءة إليهم. وكانت عبارة «القرد النوبي» التي وردت في الأغنية قد اعتبرها النوبيون «إساءة لا يمكن قبولها».

 وقال موقعهم الرسمي http://www.alnobaa.com/vb/showthread.php?p=413184: «إننا لن نصمت على إهانة النوبيين التي تتمّ عن عمد، أو عن جهل»، مشيراً إلى استمرار تداول الألفاظ المهينة. وكانت هيفاء وهبي قد نفت تعمّدها الإساءة إلى النوبيين في أغنيتها الجديدة «بابا فين» والتي تبثّ حالياً على الإذاعات ومواقع الانترنت، حيث قالت وهبي في بيان أصدره مكتبها إن الأغنية لا تحمل أية إساءة للنوبيين.

وأشارت في بيانها إلى أن هناك سوء فهم حدث من أحد المنتديات لكلمات الأغنية وهو ما اعتبر إساءة للنوبيين، متسائلة: «لماذا أُسيء للنوبيين وماذا يدفعني لذلك؟».

 

إكسترا

وكان عدد من ناشطي النوبة أعربوا عن استيائهم من عبارة وصفوها بالمسيئة وردت في أغنية الفنانة «بابا فين»، وطالبوا هيفاء التي وصفوها بأنها «مدّعية الفن، وحاملة راية الهبوط» بالإعتذار عمّا احتوته كلمات الأغنية من إساءة متعمّدة لأهل النوبة، ووقف إذاعة الأغنية في وسائل الإعلام. وجاء فى بيان صادر عن منتدى صوت النوبة أن المنتدى يعلن عن استيائه البالغ من التدنّي في لغة البعض وسوء الفهم عند البعض الآخر عند تعاملهم مع أي شأن نوبي، ويهيب بالفنانين والإعلاميين الشرفاء بضرورة التصدّي لما جاء على لسان بعض زملائهم من الذين ينطقون بما لا يفهمون ويسيئون إلى أهل النوبة عن قصد وسوء بصيرة. وذكر البيان أن أهل النوبة ستكون لهم وقفة حازمة لمن تسوّل له نفسه إهانة شعب له حضارته وتاريخه، وأن منتدى صوت النوبة لن يتوقّف عن مطالبه باعتذار رسمي وإعلامي. وذكر وردي عبد النعيم مدير عام منتدى صوت النوبة، أنه في حالة عدم استجابة هيفاء وهبي لمطالبهم بالإعتذار، فسوف يرفعون دعوى سب وقذف بحقها، مشيراً إلى أن عبارة «القرد النوبي» التي وردت فى أغنيتها تعبّر عن إساءة لا يمكن قبولها بأي حال، وقال: «لن نصمت على إهانة النوبيين التي تتمّ عن عمد، أو عن جهل»، مشيراً إلى أن استمرار تداول الألفاظ المهينة في وسائل الإعلام ضد النوبيين سببها عدم مواجهتهم لها بحزم. 

وكان تقدّم مؤخراً النائب محمد العمدة عن دائرة كوم امبو– نصر النوبة بطلب إحاطة لوزيري الإعلام والثقافة، على خلفية غضب النوبيين من عبارة «القرد النوبي» التي وردت في أغنية «بابا فين» لهيفاء وهبي. وذكر العمدة في طلبه أن سماح وزارة الإعلام بالسخرية من أبناء الصعيد والنوبة هو الذي شجّع هيفاء وهبي، وغيرها للسير على هذا النهج. وطالب النائب تحديد جلسة عاجلة أمام لجنة الإعلام والثقافة لمناقشة كافة الآثار السلبية التي ألمّت بالمجتمع المصري، وفئاته الإجتماعية.

 

 

أغنية «بابا فين»

«بابا فين» الأغنية التي كتبها الشاعر مصطفى كامل والتي تعتبر واحدة من أرشيفه الفني، كانت عرفت انتشاراً واسعاً منذ سنوات بحيث ردّدها الكبار كما الصغار، وتسابقت الفضائيات على عرضها خاصة بعد تقديمها في «فيديو كليب» طريف ضاحك يبعث على الضحك و«الفرفشة».

هذه الأغنية كان قد استوحاها الشاعر من واقعة حقيقية عندما اتصل به أحد أصدقائه وردّ طفله الصغير. وقد انتشرت الأغنية بشكل سريع، أكان بفعل إيقاعها الراقص المسلّي أو بفعل «الفيديو كليب» الطريف الذي شارك فيه 15 طفلاً وأستاذ موسيقى، أو بفعل كلماتها البسيطة والخفيفة في إطار كوميدي لتعبّر عن عالم الطفولة بكل براءته وشقاوته.

والغريب أنها المرّة الأولى التي تقدّم فيها أغنية للأطفال ويلعب فيها الأطفال دور البطولة الحقيقية ليكتسحوا بألبومهم الذي قدّمته حينها «شركة فري ميوزك» ألبومات كبار نجوم الغناء. ولا يزال سبب نجاح العمل غامضاً حتى اليوم  ليطرح أكثر من علامة استفهام حول «إكسيره».  كما أن البعض استغلّوا انتشار الأغنية وقدّموا أغاني أخرى منها أغنية «بابا أبح» التي كتبها عنتر هلال واستلهمها كما قال من عبارات لابنه الرضيع، وغنّاها نجمان من نجوم الكوميديا والطرب المحمدان هنيدي وفؤاد.

 

إكسترا

حمل انتشار المونولوج الراقص "بابا فين" والشهرة التي حقّقها الأطفال الذين ظهروا في "الفيديو كليب" المصوّر، فقرّر المنتجون استثمارهم  بتكوين فرقة تقدّم أغاني الأطفال، وقدّموا أغنية أخرى كتبها عبد المنعم طه هي "كوكو واوا" تمشي في نفس الإتجاه، إيقاع الرقص البلدي، ولكنها حملت الأطفال إلى الإنتفاضة وعدم احترام معلمتهم والعملية التعليمية ككل في المقاطع التي تقول: "عايزين في المدرسة مصاريف، ندفعها مرّة تانية، علشان حيركّبوا تكييف، في أوضة أبلة سامية، وتبرّعات للحمامات، وبارفانات للمدرسات، أم بابا زعق في، وقال لي لأ يا حلاوة".

واستمرّ سحر أغنية "بابا فين" التي كتبت في العام 2002، ولم يستطع أي عمل أن يطفئ جاذبيتها ونجاحها، الأمر الذي حمل الفنانة هيفاء المعروفة بذكائها إلى إعادة إحياء الأغنية لضمّها ضمن ألبوم غنائي سيطرح قريباً من قبل شركة "روتانا للصوتيات والمرئيات".