مسعود أمر الله مدير المهرجان
حفلان مميّزان في الافتتاح والختام شحّ فيهما نجوم الخليج والإمارات، وفعاليات كثيرة وعروض أكثر في ما بينهما، وأخيراً تكريم للفائزين من أفضل السينمائيين من كافّة أرجاء المنطقة والعالم بجوائز ومكافآت قيّمة بلغت قيمتها أكثر من نصف مليون درهم. ورغم أنه يعدّ ثالث مهرجان سينمائي ضخم في الإمارات، إلا أنه لم يستطع حتى الآن ترك ذلك الأثر الكبير عند المتلقّي أو الإعلاميين على حدّ سواء. ورغم وجود كمّ كبير من الأفلام، إلا أن غياب المشاهد «رغم تعطّشه للسينما المحلّية» ترك إشارة استفهام كبيرة لدى وسائل الإعلام. كما كان غياب النجوم عن حفل الافتتاح مستغرباً، حيث لم يمرّ على السجادة الحمراء سوى عدد ضئيل من نجوم الصف الأول من الإمارات والخليج، ما دفع بالحضور من الإعلاميين للتهامس حول عدم تواجدهم. بهذه الأسئلة توجّهنا إلى مسعود أمر الله مدير المهرجان لتوضيح النقاط التي أشرنا إليها:
ذكرت خلال الجلسة المفتوحة مع الإعلاميين أن الحضور فاق التوقّعات، لكنني وجدت أن الحضور كان مقتصراً على المهتمّين بالسينما وصنّاعها، بينما غاب الحضور الكبير للجمهور العادي الذي يذهب إلى الصالات ليحضر أفلاماً سينمائية؟
هذا صحيح إلى حدّ ما، ولا تنسي أيضاً أن معظم الأفلام الموجودة هي لأشخاص ما زالوا في مراحل التجريب، وجمهور السينما عادة يبحث عن الأسماء المعروفة والأكثر شهرة، لذلك يحتاج الأمر لوقت حتى نستطيع دفع المتفرّج العادي إلى صالات السينما في هذا المهرجان بشكل تلقائي. لكن، إذا ما أردنا أن نتحدّث بلغة الأرقام، فأعتبر أننا حقّقنا إنجازاً هاماً حيث بلغ الحضور لهذا العام أكثر من خمسة آلاف متفرّج، غصّت فيهم سبع وعشرون صالة سينمائية مقارنة بالعام الماضي حيث امتلأت سبع عشرة صالة فقط.
ماذا عن غياب نجوم الصف الأول من الممثلين الخليجيين، أو على الأقل الإماراتيين؟
مرّ على السجادة الحمراء أكثر من خمسين فناناً من الإمارات والخليج. وأما نجوم الصف الأول كما وصفتهم، فبعضهم كان مرتبطاً بأعمال تنجز خارج الإمارات ومنهم من كان مرتبطاً في «بروفات» مسرحية كالفنان أحمد الجسمي. وفي الحقيقة، جرّبنا كثيراً أن نعدّل تاريخ المهرجان نظراً للفترة التي ينشط فيها التصوير والأعمال الفنية، إلا أننا لم نجد وقتاً آخر.
نلاحظ حضوراً كبيراً من الأفلام السعودية، وهذا يحسب لكم خاصة في وقت نعلم فيه أنها لا تعرض إلا عبر المهرجانات، كما لمس المشاهدون جرأة كبيرة فيها. فكيف تنظر أنت لمسألة العرض وهل كانت الأفلام حقاً جريئة؟
بالنسبة لمسألة العرض، فهناك قنوات تعرض هذه الأفلام بين الفينة والأخرى، لكنني أرفض مبدأ معظم القنوات التي تودّ أن تبخس جهد السينمائي الشاب وإبداعه لمجرّد إيمانها بأنها تقدّم فرصة لهذا الفيلم وصانعه، لذلك لا أقبل أن يذهب فيلم واحد إلا بثمن الجهد الموضوع فيه. وأما مسألة الجرأة فهي أمر نسبي، ربما يجد المجتمع الخليجي أنها جرأة بينما ترين كسورية أنه ليس كذلك، لكنني لم أجد أن الجرأة «إذا ما أردت وصفها كذلك» لم تكن موظّفة بشكل جيد، كل الأفلام التي قدّمت سواء أكانت سعودية أو غيرها كانت تسير ضمن الخطوط الحمراء المتعارف عليها عربياً.
برأيك وحسب خبرتك، كم يلزم الأفلام الخليجية لتصبح مشاهدة كما هي الحال مع الأفلام المصرية إن لم نقل العالمية؟
إذا كانت السينما المصرية قد صنعت نفسها خلال أربعين عاماً، فنحن نشعر أن هناك تطوّراً واضحاً خلال الأربع سنوات التي هي عمر هذا المهرجان. ويكفينا أننا نسير على الطريق الصحيح بدليل تطوّر الأفلام سنوياً منذ الدورة الأولى، فقبل عشر سنوات كنا نواجه بالاستغراب عند تحدّثنا عن السينما الخليجية، بينما نستطيع الآن أن نتحدّث عنها بكل تفاؤل. وبالطبع، هذا جاء نتيجة العمل المتواصل والجاد للارتقاء بهذه السينما.
رئيس المهرجان عبد الحميد جمعة وضيوفه