يشهد العالم حالياً ثورة تكنولوجية هائلة طالت كافة المجالات: العلم، الطب، الاكتشافات والفن.... "سيدتي" ومواكبةً للعصر، تعمد من فترة لأخرى إلى إجراء تطوّر نوعي على صفحاتها، إرضاء لطموحاتها بالتجدّد من جهة وتلبية لرغبات القرّاء وتوجّهاتهم من جهة أخرى. الفنانة ميريام فارس نجمة غلاف العدد التطويري لـ "سيدتي" ما رأيها بالتطوير؟ وما هي المساحة التي يحتلّها في حياتها كفنانة وإنسانة عادية؟ هل هي تقليدية أم تبحث دائماً عن التجدّد؟ ولأن التطوّر يحتلّ حيّزاً مهمّاً في الحياة، أردنا أن تتركّز أسئلتنا بأكملها على جوانب التطوّر في شخصية ميريام التي بدت متشجّعة جداً ، مثنيةً على هذا الحوار الذي ارتأت "سيدتي" إجراءه بهذا الشكل، ووصفته بأنه يدخل أيضاً في مجال التطوّر والحداثة البعيد عن اللقاءات التقليدية:
بين الفترة والأخرى، ترتدي "سيدتي" حلّة التطوير من خلال إدخال زوايا جديدة وألوان مختلفة، فماذا يعني لك التطوير؟
التطوّر بحدّ ذاته يعني لي الكثير. فمنذ بدايتي الفنية، جرّبت أن تختصر شخصيتي الفنية عاداتنا الشرقية. وفي الوقت ذاته، أنا أحب التطوّر والانفتاح على العالم. لذلك، جمعت كل الحضارات في فني، وصاروا عندما يريدون التعريف بي، يقولون: "هذه الصبية تجمع بين حضارة الشرق وحداثة الغرب في فنها".
ما أول شيء تحبّين تطويره بشكلك؟
أحب أن أزيّن شكلي بالملابس الجميلة والأكسسوارات اللائقة بي. أما عمليات التجميل فلا أفكّر بها في هذه المرحلة، ربما عندما أبلغ سناً متقدّمة أبدأ بالتفكير بالخضوع لها. ولكنني الآن سعيدة بشكلي، لأنني ما زلت بعمر الربيع، وأستطيع التمتّع بشكلي كما هو. ولكن أطوّره بالموضة المناسبة لي من مزج الألوان والأكسسوارات...
لماذا يشملك الناس بالفنانات اللواتي خضعن لعمليات تجميل، ولا يصدّقون أن هناك فنانة لم تقم بهذه الخطوة ؟
هذه مشكلتهم (ضاحكة) ولم تعد مشكلتي. أنا أعرف نفسي جيداً، وإن كنت خضعت لعمليات تجميل أم لا.
ماذا طوّرت بشكلك الخارجي: ابتسامتك، أسنانك، حاجبيك....؟
هذه أنا، منذ بدايتي الفنية إلى الآن لم أغيّر بشكلي قط. وأمامي سنوات طويلة لأطوّر بشكلي من خلال عمليات التجميل. حالياً، فتّحت لون شعري وهذا أعتبره تطوّراً بشكلي، ربما لأنني أصدرت مؤخراً ألبوماً جديداً فأقدمت على تفتيح لون شعري كلياً.
هل تعتبرين أن الفنانين والفنانات الذين تشكّل عمليات التجميل هاجساً لديهم، يخضعون لها من مبدأ التطوير بالشكل؟
ربما يحبّون إجراء تغيير ما في حياتهم. وهذا ينطبق ليس فقط على الفنانين إنما على الإنسان العادي الذي يحب تعديل أنفه أو أي شيء بشكله، فهو يهوى التغيير من الداخل قبل الخارج لرغبته أن يريح نفسه أكثر، ليرى نفسه أجمل. أنا لست ضد عمليات التجميل إنما ضد الإنسان الذي يغيّر شكله لدرجة تغيير شخصيته.
هل أقدمت مرة على إجراء تطوير بشكلك وندمت؟
مرة، منذ 5 سنوات، طلبت من مزيّن الشعر إدخال خصل شقراء فاتحة على شعري، وبنفس اللحظة بعد رؤيتي للنتيجة، طلبت منه تغيير اللون كلياً، لأن النتيجة لم تكن مرضية لي.
تطوّر فني
إذا كنت صاحبة مدرسة ينتسب إليها طلاب الفنون، ماذا تطلبين منهم أن يطوّروا في فن الزمن الحالي؟
أنصحهم بالعودة إلى الفن القديم وأن يقدّموه بتطوّر. أنا أعتمد أسلوب البحث في الفلكلور. وهذا سر نجاحي (ضاحكة) ربما هذه أكبر غلطة أنني أفشي خطتي الفنية الآن. لكل فنان نصيحة، بحسب أسلوبه الغنائي. وما شاءالله كلهم أساتذة. ولكنني ذكرت هذه النصيحة لأنني ألمس النجاح بكل أغنية أو "كليب" أقدّمهما بعد أن أكون مزجت فيهما بين القديم والحديث. مثلاً أغنية "اتلاح" بمقدار ما تحمل كلماتها من حداثة، ويستعملها هذا الجيل في عصرنا هذا، بمقدار ما هي أغنية مميّزة بموسيقاها المسمّاة "القناوة" التي تعود إلى مئات السنين، والمعروفة في منطقة اسمها "الصاورة" في جنوب المغرب. فأنا جلبت هذا الفن القديم وغنيّته وأضفت إليه الكلمات الجديدة.
ولكن، الفنانة المغربية صوفيا المريخ انتقدتك على استعمال كلمة "اتلاح" في أغنيتك، وذكرت أن الكلمة سوقية نوعاً ما، ولا يجوز استعمالها.
(ضاحكة) "مهضومة" (خفيفة الظل) صوفيا. فطالما أن هذه الأغنية أعجبت الملايين من الناس واحتلّت المراتب الأولى في كل الإذاعات المغربية والخليجية واللبنانية، فلن أردّ عليها. وبما أنها الوحيدة التي انتقدت الأغنية في مقابل الملايين الذين أعجبوا بها، فلن أعطيها من وقتي للردّ عليها. كل ما أستطيع أن أقوله لها (ضاحكة) "اتلاحي".
ماذا تقول ميريام عن راغب علامة؟ ولماذا لا تتابع المسلسلات؟ ولماذا ترفض حمل البلاك بيري؟ وأين تقضي عطلتها ولماذا تلجأ إلى العزلة أحياناً؟ هذه التفاصيل وغيرها تابعوها في العدد الجديد من مجلة "سيدتي" المتوفر في الأسواق.