حملت الفنانة نبيلة عبيد من الماضي الكثير من الذكريات الطيّبة عن لبنان، ولكنها ندمت مع مرور الوقت على عدم شرائها بيتاً خاصاً لها في إحدى مناطقه. حبّها للحياة وللأماكن جعلها أكثر شفافية، فلا ترضى على نفسها الخسارة. ولذلك، فهي ترفض كتابة قصة حياتها أو إعادة أحد تمثيل أي فيلم سبق لها ولعبت بطولته. صريحة، لكنها دائماً خائفة على نفسها ومن الزمن الآتي. إستقبلت «سيدتي» برحابة صدر في صالة فندق «الفورسيزنز» حيث تقيم أثناء وجودها في بيروت. وتكلّمت عن سبب عدم إنجابها للأطفال وعن تعلّقها بالأماكن والأشياء وعن سبب ضعفها في الحياة الناتج عن عاطفتها الشفّافة.
- كيف تنظر الفنانة نبيلة عبيد كونها نجمة مخضرمة إلى الجيل الجديد من ممثلي السينما؟
لكل زمن أناسه. فعصرنا السينمائي كان عصراً ذهبياً والذين سبقونا أيضاً كان لهم عصرهم الذهبي. ونحن كجيل سينمائي، تسلّمنا السينما من أجيال سبقونا كممثلين، وأكملنا المسيرة من بعدهم مع الجيل نفسه من الكتّاب والمخرجين. لكن، لم يتمّ بيننا وبين الجيل الجديد أي تسلّم وتسليم سينمائي، فهم بدأوا مسيرتهم السينمائية مع منتجين ومخرجين جدد لهم رؤيتهم الخاصة بالسينما.
- هل تتأسّفين على عدم التواصل بين جيلكم السينمائي وجيل السينما اليوم أسوة بالجيل الذي سبقكم؟
فعلاً، أنا آسفة على عدم تواصلنا مع الجيل الجديد وبالتالي عدم تواصلهم معنا. وأتمنى أن تكون اختيارات الجيل الجديد للموضوعات السينمائية اختيارات صحيحة.
- لماذا لم يلقَ المسلسل الأخير الذي قدّمته «البوابة الثانية» والذي تناول القضية الفلسطينية، النجاح نفسه الذي حازه مسلسل «هدوء نسبي» والذي تناول القضية العراقية؟
(تلقّت السؤال بشفافية وتكلّمت بصراحة تامة قائلة) مسلسل «البوابة الثانية» تمّ عرضه على قناة فضائية واحدة فقط، وبالتالي لم يأخذ حقه، لكن تمّ تكريمنا على تناولنا القضية الفلسطينية من قبل القناة نفسها.
- قيل إن الفنانة غادة عبد الرازق تأثّرت بشخصيتك التمثيلية وبشخصية الفنانة ناديا الجندي، ما رأيك بتمثيلها؟
إن غيابنا ناديا الجندي وأنا عن الساحة الفنية كان سبباً وجيهاً لنجاح غادة عبد الرازق. وأنا سعيدة لأنها استطاعت أن تسدّ الفراغ الذي كان قائماً، ثم حقّقت تباعاً لنفسها شخصية خاصة نجحت من خلالها.
- ما القاسم المشترك بينك وبين غادة عبد الرازق؟
لا شبه بيننا، فغادة لها شخصيتها المستقلّة. ولكن، قد تكون الأدوار التي لعبتها مشابهة للأدوار التي لعبتها أنا. وإذا كانت تشبهني في الشكل، فهذا يسعدني. وعندما يشبّهونها بالغير، فهذا دليل على أن شخصيتها لم تأتِ من فراغ.
هيفاء وإليسا ونجوى
- منذ فترة، شاركت في حفل إطلاق مجموعة اختصاصي التجميل بسام فتوح لمستحضرات التجميل الخاصة به، وكان في الحفل عدد كبير من الفنانات اللبنانيات. من هي الفنانة التي شاركتك الجلسة؟
الفنانة هيفاء وهبي هي من شاركتني الجلوس على الطاولة نفسها. والحقيقة، هي مثال للجمال وربّنا يحميها، فهي جميلة من الداخل والخارج. وهيفاء كانت قد وصلت متأخّرة قادمة من أميركا، كما قالت لي. كما التقيت بالفنانة نجوى كرم، وهي مطربة لها شخصيتها الخاصة التي تدفع المرء إلى احترامها، ولقد سبق والتقينا ذات مرّة.
- بمَ تحدّثتما نجوى وأنتِ؟
لم نتحدّث حينها لأنها كانت على عجلة من أمرها بسبب سفرها، لكن سبق وتابعت لها مقابلة ذات مرّة مع الإعلامية هالة سرحان في برنامجها الرمضاني «قناة 5 نجوم» على «روتانا» وقد لفتني حديثها. فهي إنسانة جميلة وتقول كلاماً جميلاً، وقد أحببتها جداً. وقد لفتتني أيضاً في حفل بسام فتوح الفنانة إليسا، وشعرت حقيقة أنني أمام شخصية لها وزنها ولها حضور «كلاس»، تشدّ المرء إلى النظر إليها بكل وقارٍ واحترام.
- ماذا قلت لهيفاء في جلستكما؟
لقد وجّهت لها نصيحة بأن تنجب طفلاً، فقالت لي إنها تفكّر بذلك لكن الشهرة والأضواء يخطفان الفنان من نفسه. ولكن، هيفاء واعية ومدركة لهذا الأمر.
- هل نصيحتك لهيفاء ناتجة عن تجربتك بعدم الإنجاب؟
لا... بالعكس، أنا أصررت على عدم الإنجاب.
- لماذا أصررت على عدم الإنجاب؟
كنت خائفة من اكتساب وزن إضافي. ولم أكن أريد أن يعطّلني الإنجاب عن عملي. وقراري هذا سبّب خلافاً بيني وبين والدتي.
- هل أنت نادمة على قرارك بعدم الإنجاب؟
لا، لست نادمة على قراري، لكنني ألوم نفسي أحياناً لأني حرمت والدتي من سعادتها بأن يكون لي طفل.
- هل قرارك هذا دليل واضح على أنك تحبّين نفسك كثيراً؟
سأقول لك سراً، لديّ خوف كبير من الإنجاب. فأختي الكبرى توفّيت وهي تلد، وأختي الثانية تعذّبت كثيراً مع أولادها. وكنت أخاف كلّما قمت بزيارة الطبيب النسائي.
- ما هو برجك؟
الدلو.
- يقال إن أصحاب برج الدلو يخافون على أنفسهم كثيراً من أن يصابوا بأي مكروه. ما تعليقك أنت على هذا القول؟
كلامك صحيح، لكنهم طيّبون ومشكلتهم الأساسية سببها العاطفة. (قاصدة بكلامها أنها عانت الكثير بسبب عاطفتها).
خسارتي الكبرى
- هل عانيت الكثير كونك إنسانة عاطفية؟
طبعاً، كنت أتمنى ألا أكون عاطفية وأن أكون قوية. بطبيعتي، أتعلّق بالأشياء والأماكن والأشخاص وأكره الخسارة، لا سيما خسارة أصدقائي. حاولت مراراً تغيير بعض من طباعي، لكن دون جدوى.
- ما هي أكبر خسارة مُنيت بها؟
أمي طبعاً.... قالت كلمتها واغرورقت عيناها بالدمع، (مضيفة) والله أمي «وحشاني» كثيراً. لقد كانت غرفتها إلى جانب غرفتي. ولمّا رحلت، غابت البركة معها. لكن، هذه هي الحياة ولا اعتراض على مشيئة الله.
لمتابعة بقية المقابلة اقرأوا العدد رقم 1529 من مجلة "سيدتي"