الساهر وصل القاهرة صباح السبت، قادماً من نيويورك التي سافر إليها قبل أيام قليلة، لإلقاء نظرة الوداع على أمه بعد يوم واحد من وفاتها المفاجئة. واستقبل في المطار بحفاوة من قبل سلطات الأمن المصرية التي سهّلت له إجراءات الوصول في بادرة طيبة لدعمه معنوياً.
قضى المطرب العراقي الشهر الأخير كله في القاهرة دون أن يبلغ أحداً بوجوده، ليكون قريباً من أمه التي كانت تقيم في مصر طيلة العامين الأخيرين وأًدخلت المستشفى أكثر من مرة لعلاجها من مضاعفات حادة للشيخوخة.
تنفيذ الوصية
والدة الساهر أوصت قبل صعود روحها إلى بارئها أن يتمّ نقلها إلى العراق لدفنها هناك، مما أدّى إلى حالة من الإرتباك لدى أسرتها المتفرّقة بين عدد من الدول العربية انتهت باتصالات أجريت مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لترتيب الأمر.
نقلت أم كاظم إلى العراق صبيحة الإثنين، وفوجئ الأهل باستقبال رسمي للجثمان في بغداد ضمّ وزير الداخلية العراقي وعدداً من المسؤولين في الحكومة. بينما لم يتمكّن كاظم من السفر ولم يصدر عنه أو عن أي من المتحدثين بإسمه أي تصريح فيما يخصّ عدم سفره والأسباب الحقيقية وراء ذلك، لا سيما وأنه كان يأمل بشكل كبير في السفر لاصطحاب جثمان أمه إلى مثواها الأخير بعد سنوات طوال من الغياب عن بلده ظلّ خلالها متنقلاً بين أميركا وباريس ودبي والقاهرة.
حالة نفسية سيئة
وكان الساهر قد سافر إلى أميركا لارتباطه بحفلات فنية ضمن جولة غنائية له هناك تضمّ 10 حفلات، قام بإلغائها فور علمه بنبأ وفاة أمه التي توفيت يوم عيد الأم الذي اعتاد أن يقضيه معها كل عام، حتى أنه حضر خصيصاً العام الماضي ليقدّم لها الهدية وعاد في اليوم نفسه، بينما كان غائباً هذا العام مما جعله يعيش حالة نفسية سيئة لوفاتها وهو بعيد عنها رغم أنه حرص خلال الأسابيع الأخيرة على التواجد معها في القاهرة.
وكشف الساهر عن تأخّر صحة أمه قبل أسبوعين فقط عندما أهداها الأغنية الشهيرة «ست الحبايب يا حبيبة» للراحلة فايزة أحمد خلال استضافة الإعلامي محمود سعد له في برنامج «البيت بيتك» بالتلفزيون المصري.
ويصل عدد أخوة الساهر إلى 12 أخاً وأختاً بينهم 5 إناث تقيم إحداهن في القاهرة بشكل دائم وقد كانت ترعى والدتها طيلة أيامها الأخيرة، بينما ظل الساهر طيلة السنوات التي عاش فيها عازباً يردّد أنه يبحث عن زوجة تحمل صفات أمه التي قضى معها أسعد أيام حياته قبل خروجهما من العراق.
وفاة في الوقت ذاته
في اليوم التالي، توفيت والدة المطرب المصري هاني شاكر بعد معاناة قصيرة مع المرض دخلت على إثرها المستشفى لتلفظ أنفاسها الأخيرة وتدفن بمقابر المجاورين الشهيرة بالقاهرة القديمة يوم الأحد. وقد أُقيم عزاؤها في مسجد عمر مكرم مساء الإثنين.
عزاء والدة شاكر شهد حالة واسعة من التضامن المعنوي والوجداني معه من زملائه الفنانين وأصدقائه وعدد من جمهوره الذي توافد على سرادق العزاء لتقديم الواجب لفنان كبير أمتع الملايين على مدار أكثر من ربع قرن من الغناء.
وقال شاكر والدموع تملأ عينيه إن كل ما يستطيع فعله هو الدعاء لها بالرحمة والمغفرة، وأن يسكنها الله فسيح جناته، مضيفاً أنها كانت تعاني في الفترة الأخيرة من بعض المشاكل الصحية نتيجة تقدّمها في السن مضيفاً: «شاء القدر أن أودّع أمي في عيد الأم» مقدّماً الشكر لكل من شاركه أحزانه ولكل من لم تتح له ظروفه المشاركة.
شاكر الذي عاد مؤخراً من جولة غنائية عربية بدأت بحفل في أبو ظبي تلاه حفل في مهرجان مدينة «الداخلة» المغربية السنوي، اعتذر عن تلبية العديد من الحفلات الغنائية داخل وخارج مصر، ومن المتوقّع أن يتم تأجيل صدور ألبومه الجديد «حبيب حياتي» عدة أسابيع بسبب حالته النفسية السيئة.
غياب النجوم
- كان لافتاً غياب المشاهير سواء من الشخصيات الفنية أو العامة عن عزاء والدة الفنان كاظم الساهر، ربما يكون السبب في ذلك لأن ليس لدى كاظم اختلاط كبير في الوسط الفني والإعلامي في مصر، وقد يكون بادله الفنانون والشخصيات بالمثل. علماً أنه جرت العادة أن في مسجد الحامدية الشاذلية في مدينة المهندسين حيث تجرى فيه واجبات العزاء لجميع المشاهير في مصر، ويعدّ هو الثاني بعد مسجد عمر مكرم من حيث إقامة سرادق العزاء فيه، أن يكتظ برجال الأمن ويشهد بروتوكولات شديدة
عندما يتوفى أحد المشاهير نظراً لاستقبال شخصيات هامة، إلا أنه غاب رجال الأمن عن المنطقة في هذا اليوم على غير المتوقع، كما غاب المشاهير عن العزاء باستثناء قلة منهم.