من أنصف ناصيف.. الأكاديمية أم الجمهور؟

من أنصف ناصيف.. الأكاديمية أم الجمهور؟

 

فكرة التصويت للبــــرامج المتخصّصة بالمواهب عمرها سبع سنوات، وتباينت الآراء حول الفائزين فيها، هذه البرامج اتّهمت باللعب تارة على الإستدراج العرقي والقومي، للحصول على أعلى درجة تصويت، وهذا يصبّ في خانة الربح لشركات الهاتف، والقنوات المنتجة، وتارة أخرى قدّمت وجبة فنية لنسبة كبيرة من المشاهدين الذين اكتفوا بالمشاهدة والمشاركة بإعطاء الرأي كلجنة تحكيم غير مؤثّرة.

"ستار أكاديمي 7" استفاد هذا العام من غياب المنافسة مع برنامج «سوبر ستار» الذي تميّز في الأعوام الماضية باستدراجه للأصوات الجميلة، بعيداً عن الشكل الذي شكّل معظم نجومية خرّيجي «ستار أكاديمي». ولو دخلنا في مقارنة لوجدنا أن ديانا كرزون بحجمها السابق، وإبراهيم الحكمي كانا من الوزن الثقيل، وأيمن الأعتر من وزن الريشة وغيرهم وغيرهم من نجوم «سوبر ستار» مقارنة مع نجوم الأكاديمية كمحمد عطية من مصر وأحمد الشريف من تونس وهشام عبد الرحمن من السعودية وجوزيف من لبنان وشذى حسون من العراق،  لوجدنا الفرق بين الإثنين. ففي برنامج «سوبر ستار» فازت الموهبة بالدرجة الأولى، وفي «ستار أكاديمي» حلّ الشكل قبل الموهبة في المقدّمة، لكن ما حصل مع ناصيف من سوريا كان مختلفاً، وهنا يصبح السؤال مشروعاً: هل حان الوقت لظهور نجم سوري من الأكاديمية؟ هل التصويت بات بهذا القدر من الشفافية واستطاع المواطن السوري أن يصوّت لنجمه مواجهاً الجمهور السعودي والعراقي والأردني والمغربي؟ أم أن المشاهدين العرب باتوا أكثر موضوعية، وذهبوا مع الصوت والخلق اللذين تميّز بهما ناصيف؟

أسئلة مشروعة، لكن اللعبة باتت واضحة. الفوز مداورة، وناصيف كان يقف بالمكان المناسب في الوقت المناسب، جذب الجمهور بصوته القادر على تنفيذ الأغاني الأقرب إلى سياسة البرنامج وهو اللون اللبناني، وظهر ذلك جليّاً في تنفيذه لأغاني وديع الصافي وزكي ناصيف وغيرهما، متّكئاً على تراث سوري محبّب وهو اللون الحلبي.

إنصافاً للمشاركين المغاربة، فهم من الناحية الطربية كانوا أكثر عمقاً في لفظ الجُمل الطربية، والتفاعل مع بُعدها الموسيقي، وهذا بات معروفاً في الأوساط الفنية بأن التوانسة والمغاربة يتقنون أداء اللون الطربي بتفوّق على المصريين أحياناً أصحاب هذه المدرسة، كما الراحلة ذكرى وصابر الرباعي وأسماء المنور وآخرين.

الساحة مفتوحة الآن أمام هذا الشاب، لكن الماضي يشير إلى «تعثّر» معظم النجوم السوريين الخارجين من البرامج الفنية، فهناك رويدا عطية التي ورغم تمتّعها بصوت له ميزات مهمة ما زالت عالقة في الدرجة الثانية والثالثة، شادي أسود انطفأ نجمه لحظة الذروة، حسام مدنيّة تميّز على المسرح حضوراً وأداءً و«جنوناً» لفت الجمهور لكنه ذاب في زحمة الأسماء. والآن دور ناصيف زيتون: هل ستعمل الـ LBC على متابعة إطلاقه بنفس قوة إعلانه نجماً لبرنامجها السابع؟

 

الغناء الشرقي  في مهب الإنقراض

لو عدنا إلى مقولة: إن العضو الذي لا يعمل يفنى ويموت بمرور الزمن، وهذا واقع نلمسه في يومنا هذا تجاه (المغنى) الشرقي الذي كان يميّز موسيقانا ويجعل لها شخصية استطاعت أن تصمد في أزمنة كانت فيها سطوة للجيوش المحتلّة، وفرض لثقافات أجنبية جاء بها المحتل، إلا أن الأغنية كانت صديقة، وكانت ممرّاً إلى الحرية، فهي تطلق الصوت، وتجسّد موقفاً، وتحمل على رسم صورة لواقع عاشه من قبل أجدادنا.

صحيح أن الموسيقى في زمان الأمويين والعباسيين كانت صورة لتلك العصور، فخرج في تلك الحقبة كتَّاب ونظريات موسيقية أكاديمية، ما زالت مراجع يعتمد عليها حتى يومنا هذا، في علم الإيقاع وكيفية النقر، والمدد الزمنية المعمول بها للحصول على شكل مزخرف للأغنية أو النشيد أو الموشح. فكان للكندي والأصفهاني وحتى إبن سينا الذي اشتهر عنه علومه الطبية  وله شروح في علم الموسيقى.

ما وصل إلينا من مادة مسجّلة على أسطوانات، كان في بدايات العشرينيات من القرن الماضي، وهي مجموعة أعمال لمطربين مصريين، غنّى معظمهم حالات عاطفية وإنسانية شتى، إلا أن جزءاً من هذه الأغاني كان مجرّد وسيلة للملاهي آنذاك، لذا نجد الكثير من الموشحات والأدوار تغنّي للخمر وللملاح ولسهر الليالي، وهناك موشحات عدّة تناولت هذه المواضيع، وإن بدت اليوم غاية في الكلاسيكية «ملا الكاسات» و«هات أيها الساقي» وغيرها الكثير.. لكن هذا

لا يمنع من وجود مدرسة غنائية تستطيع أن تشكّل حالة موسيقية فذّة، فالأصول والأعراف الموسيقية موجودة في كل شطر من الأشعار الغنائية التي لا تتعدّى أحياناً العشرة أسطر، إنما يمكن أن تستمع من خلال هذه القصيدة أو الأغنية إلى طقوس موسيقية عدّة ومنوّعة، وانتقال سلس للمقامات الموسيقية التي تبعث على «المتعة» السمعية. وتجسّد ذلك في غناء «الدور» الذي يبرز صوت وقدرة المطرب على الغناء، فهو الإمتحان الحقيقي للمغنّي، وأيضاً للملحن، ولعلّ صيت سيد درويش الذي ساهم في صنع مجموعة من الأدوار الغنائية التي كانت بمثابة مجموعة محاضرات، لا بدّ للمغني أن يتقن واحداً منها لكي يصبح مطرباً في الإذاعة أو حتى في مقهى (زروب) صغير في حي من أحياء القاهرة.

الدور يلزم المطرب الشرقي بأداء وصلات فيها عرض لإمكانية الصوت، واستعراض لقدرته على الإرتجال في وسط الأغنية، وهنا يكمن سر شراكة المطرب في أداء اللحن، بحيث يضيف من إحساسه إلى الأغنية بارتجال نغمات من صوته، قد تكون «يا ليل يا عين» أو مقطعاً من ذات الأغنية يجود به صعوداً ونزولاً واستقراراً في مناطق لحنية تبعث على الطرب.

قد تكون هذه المقدّمة لحالة ليست «حيّة» اليوم وهي من الماضي، إلا أن العلوم يجب ألا تموت، فهي مصدر للتطوّر في شتى المجالات، كما هو الحال في كتب الطب القديمة وعلوم الرياضيات التي تعتبر الموسيقى جزءاً منها، فهي مادة هندسية بحتة تعتمد علم المسافة والزمن وسرعاته المتفاوتة.

 

عصابة جو أشقر تخطف وتربط والد العروس!

بالرغم من الشهرة التي يحظى بها الفنان جو أشقر، إلا أنه لم يستطع أن يخرج من مربعه الليلي في بيروت الذي يكيل من خلاله التحيّات لمن يرغب أن يعلن اسمه على الملأ، مقابل حفنة من الدولارات. فمنذ بدأ بالعمل (كمطرب)، لم يشارك في أي مهرجان غنائي له قيمة فنية.

الموهبة عند أشقر تعتمد  بالدرجة الأولى على عدد «الموديلز» اللواتي يلبسن ما قلّ ودل في كليباته «الفاضحة»، وهذا  ما تبثّه قناة  فضائية متخصّصة بهذا اللون «الغنائي»!! فبعد أغنيته «الغنوج» وبصراحة كانت هناك مجموعة من «الغنانيج»، يعود أشقر بفكرة سطّرها له مخرج «كليبات»   يدعى سمير عبد المسيح يروي قصة عشق من أول نظرة من طرف المطرب الذي يلحق بالجميلة إلى باب الدار، فيهبّ والد الجميلة  أبو الشنب  ويطلق النار على العريس المفترض.

ليعود هذا العريس مع زمرة من الشبّان، فيدخلوا بيت والد العروس «أبو الشنب» ويربطوه إلى كرسي. وبسريالية عجيبة، تطلق والدة العروس الزغاريد،  ثم يتحاضن العروسان، وعندها يفكّ قيد الوالد المربوط إلى الكرسي، ليبدأ بالرقص فور إطلاق سراحه. هذا ما شاهدته على الشاشة..!   فلا أرى ضرورة للتعليق فالقصة مؤثّرة حتى الغضب.