التركيز أينما زرعته يثمر

أحمد العرفج
د. أحمد  العرفج
د. أحمد  العرفج

 

في كل صباح أحاول أن أكرر العبارات الإيجابية مثل "الحياة تناديني"، "صباح الأمل والعمل"، "هذا اليوم هدية من الله"، لأن تكرار هذه العبارات بشكل يومي يجعلها تتسرب إلى العقل الباطن، وهناك تتخدر وتتفاعل ومع الوقت تصبح سلوكاً وعادة وممارسة، وقد قال القائد العسكري نابليون بونابرت: "لا يوجد إلا شكل واحد جاد من أشكال البلاغة وهو التكرار".

لذلك؛ حين أردت التغيير ذهبت إلى عقلي الباطن، وبدأت أزرع الأفكار هناك، وكل فكرة هي بذرة يزرعها الإنسان في دماغه، والأفكار بذور تحتاج إلى صبر وإيمان عميق بجدوى زراعتها وقوة تأثيرها، لقد زرعت بذور الأمل والعافية والإيجابية والعمل - بكل صدق - ورعيت وسقيت هذه البذور، وبعد فترة حصدت المحاصيل من نوعية البذور نفسها التي زرعتها.              

عندما يركز الإنسان على ما يريد وليس ما لا يريد، يكون قد قطع نصف المسافة في برمجة العقل الباطن، وهناك قاعدة تقول: "إن ما تركز عليه يزداد، إذن إذا ركزت على الصحة زادت، وإذا ركزت على المرض زاد، ويقول داير وين : "إن كل شيء تركز عليه بأفكارك يتمدد ويزداد"، فإذا ركزت على الثراء جذبت الثراء والغنى، وإذا حولت اهتمامك إلى الفقر والخوف منه زاد فقرك، وإذا ركزت على أفكار النجاح زادت، أما إذا ركزت على علامات الفشل فسوف تتشبع منها وتجدها في كل زاوية وناصية، لذلك ركز على ما تريد وتحب، وتجنب التركيز على الأشياء التي لا تريدها أو تخشاها حتى لا تزداد في دائرة نظرك، لأن العقل الباطن مثل الصندوق الأسود في الطائرة، إنه حافظ أمين حيث لا يُحرّف ولا يؤلف ولا يغيّر، بل هو مترجم صادق لما تُدخله فيه، وفاعل أمين لما تبرمجه عليه، فإن أدخلت فيه الأمل والإيجابية أخرجها لك بكل حيوية ونشاط، وإن أدخلت فيه الكسل والسلبية، أخرجها لك بكل يأس وإحباط.

وقبل عشر سنوات تغيرت حياتي بشكل كامل، والسبب هو استخدام قوى وقوانين العقل الباطن، وأهم هذه القوانين الإيمان بفكرة الخير والجمال والوفرة، وحين آمنت بهذه المفاهيم، بدأ عقلي الباطن يزرعها في طريقي، وبشكل أكثر دقة.. بدأ يلفت نظري إلى مكان وجودها وكيفية الوصول إليها..!

في النهاية أقول:

يا قوم.. أجزمُ أن قوى العقل الباطن مازالت غير مستخدمة عند الكثيرين، أو هي مستخدمة ولكن بشكل مضر ومؤذٍ.