الصّدمات ومراحلها

الدكتورة مايا الهواري
الصّدمات ومراحلها
الصّدمات ومراحلها

الحياة مليئة بالصّدمات التي تعترض طريق الإنسان وتؤثّر على حياته الشّخصيّة والعمليّة، وكثيراً ما تكون هذه الصّدمات بمثابة دروس يستفيد منها الإنسان، ولكن يجب عليه العمل  جاهداً للخروج من هذه الحالة والعودة إلى ممارسة الحياة الطّبيعيّة. وتمر الصّدمة بمراحلَ عدّة.

ـ مرحلة إنكار الحدث:
في هذه المرحلة يكون الشّخص غير قادر على إدراك الحدث الذي أدّى إلى هذه الأزمة، فيثور أو يصرخ أو يبكي بشدّة، ويبدأ بإنكار ما حدث، فتبدو ردّة فعله مخيفة وغريبة، ذلك أنّ الصّدمات الشّديدة  قد يصعب فهمها خلال فترة زمنيّةٍ قصيرة.

ـ مرحلة الغضب من الحدث الحاصل:
وهي مرحلة تعقب مرحلة الإنكار، وفيها يحاول الشّخص أن يدرك ما حدث، وتنتابه أحاسيس غريبة وغير متوقعة، لأنّ عقله البشريّ لايزال في مرحلة الإنكار، وقد يتطوّر ذلك ليصل إلى درجة الغضب الشّديد بسبب عدم قدرته على فهم ما يجري.
في هذه المرحلة لا بدّ من منح هذا الشّخص شعور الأمان ومناقشة ما جرى بطريقة هادئة.

ـ مرحلة التّشكيك:
يتشابه شعور معظم النّاس في هذه المرحلة، حيث يبدؤون بالتشكيك بأنفسهم وبقدرتهم للخروج من الأزمة، وتتبادر إلى أذهانهم أسئلة عديدة مثل: "أعتقد أنّني سأصاب بالجنون"، "لا أستطيع الخروج من هذا الموقف الصّعب"، "لن أتمكّن من التّحمّل أكثر".
الكثير من هذه الأسئلة التي تقوم باتهام الذّات بالضّعف وعدم القدرة على مواجهة الموقف.

ـ مرحلة الاكتئاب:
وتكون هذه نتيجة تشكيك الشّخص لنفسه واللّوم والعتب والخوف والقلق وهنا سيتطوّر الأمر ليصل إلى مرحلة الاكتئاب، في هذه المرحلة يحتاج الإنسان إلى توجيهاتٍ ملموسة والدّعم المستمر من قِبل نفسه والأقران، والموازنة لحماية نفسه، ذلك أنّ ذكريات الحادثة تتسلّل لذاكرته خاصّةً أثناء الخلود للنّوم على شكلٍ كابوسٍ مزعج.

ـ مرحلة تقبّل الحدث:
يحتاج الشّخص في هذه المرحلة إلى من يستمع إليه، ويناقشه في الأمر مراراً وتكراراً، لأنّ التّحدّث مع شّخص آخر ومشاركته تلك التجربة يكون بمثابة سلاحٍ فعّالٍ للخروج ممّا هو فيه ويساعد في عمليّة تقبّل ما حدث وبالتّالي الشّفاء من الحالة الرّاهنة، وهنا يبدأ الشّخص باستيعاب ما حدثَ له ويبدأ بالتّحكّم بمشاعره وأفكاره، وبالتّالي الخروج من الأزمة تدريجيّاً والعودة إلى حياته بشكل طبيعي.