في حين ينتظر الشاب أو الفتاة لحظة التخرج لبدء مرحلة جديدة أكثر حرية وانطلاقًا من قيود التعليم، ربما يصاب البعض بحالة من الحزن والترقب وربما حتى الضياع.
بحسب خبراء علم النفس، فإن الخوف المقترن بالتخرج من الجامعة، يمكن القول أنه أمر طبيعي بل وصحي، يمر الفرد في هذه الفترة بمراحل شعورية يُطلق عليها مراحل الحزن الخمس، حتى يتمكن الشاب أو الفتاة من التعامل مع مشاعرهم وإيجاد الطريق.
ما هو حزن ما بعد التخرج؟
وفقًا لمجلة young minds البريطانية، يرتبط حزن ما بعد التخرج بفقدان الروتين اليومي الذي اعتاد عليه الشخص لأكثر من ستة عشر عامًا، وانتهى بنهاية الحياة الجامعية، كما أن هذه المرحلة تشهد انفصالًا عن شبكة الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والأساتذة، كما يأتي القلق الأكبر وهو المستقبل المهني وتبعاته على الحياة. يُعتبر هذا الحزن جزءًا طبيعيًا من التغيرات الكبرى في الحياة، لكنه غالبًا ما يتم تجاهله أو التقليل من شأنه.
الدكتورة مارثا بيكرمان، أخصائية علم النفس السريري، تشرح أن "الجامعة تقدم بيئة متكاملة مليئة بالتحديات والإنجازات، ومع انتهاء هذه المرحلة، يشعر العديد من الخريجين بأنهم فقدوا هويتهم أو مكانتهم الاجتماعية".
أعراض حزن ما بعد التخرج
صحيح أن حزن ما بعد التخرج ربما يصيب البعض فقط، لكنه حالة مزعجة ترتبط ببعض الأعراض حددها موقع Psychology Today كالتالي:
الشعور بالضياع
قد يجد الشباب أنفسهم أمام تساؤلات عدة تخص الخطوات القادمة في المستقبل، اختيارات عديدة على مستوى الصعيد المهني أو الشخصي وجميعها قد تصيب بالقلق.
القلق والتوتر
يرتبط التخرج بالقلق و التوتر، فكما سبق وذكرنا الشاب في هذه المرحلة قد ينتابه الخوف من المجهول وعدم اليقين بشأن المستقبل المهني أو المادي.
الحنين
قد يظل الشاب أو الفتاة في انتظار لحظة الانتهاء من مرحلة التعليم، حتى يأتي التخرج بمشاعر حنين للأيام الجامعية وروتينها المريح.
فقدان الحافز
صعوبة في البدء بمشاريع جديدة أو التقدم لوظائف بسبب مشاعر الإحباط أو عدم اليقين.
مراحل الحزن الخمس بعد التخرج
مراحل الحزن الخمسة لا تنطبق على مرحلة ما بعد الجامعة فحسب، بينما هي شرح أشمل لمشاعر الحزن بشكل عام وفقًا لـJournal of Counseling Psychology.
الإنكار
في البداية، قد يكون من الصعب تقبل أن المرحلة الجامعية قد انتهت. تجد نفسك تفكر في كل المتع المرتبطة بهذه المرحلة مثل الخوف من فقدان دوائر الأمان والراحة.
الغضب
قد تشعر بأن الحياة لن تعطيك ما تستحق، خلال هذه المرحلة يشعر الشباب بفقدان السيطرة على روتين الحياة.
التردد
بدلًا من أن يخطو الشباب خطواتهم الأولى نحو المستقبل، قد يصابون بحالة من التردد و التشكك في كل قرار، وتبدأ الشكوك تساور مخيلتهم والأسئلة التي تعيق أي خطوة. هذه الأفكار و الشكوك ربما تدفع الشخص نحو التفكير النقدي لكن المبالغة تأتي بنتائج عكسية.
الاكتئاب
قد تشعر بفقدان الحافز أو بالحنين المؤلم للأيام الماضية. التعليم، الذي كان بمثابة مركز الحياة، لم يعد موجودًا. ومع ذلك، كل هذه المشاعر جزء طبيعي من عملية التكيف مع الحياة الجديدة. وإذا شعر الشاب أو الفتاة بالاكتئاب بشكل يفوق قدرتهم على التحمل، يجب استشارة مختص.
التقبل
في هذه المرحلة، يدرك الشخص أن الجامعة قد انتهت وأن الحياة قد تغيرت. يبدأ هنا في التكيف مع الوضع الجديد، ويدرك أن هذه الفترة مؤقتة، ولديه خيارات تشكل المستقبل.
يمكنك الاطلاع على مفاتيح ذهبية تساعدك على التفوق في الحياة
كيف تتغلبون على حزن ما بعد التخرج؟
هناك استراتيجيات فعالة للتعامل مع هذه المرحلة الانتقالية. يستند العديد من هذه النصائح إلى أبحاث نفسية موثوقة.
تقبلوا مشاعركم
لا تخجلوا من الشعور بالحزن أو القلق. وفقًا لموقع Verywell Mind، الاعتراف بمشاعركم هو الخطوة الأولى للتعامل معها. يمكن أن يساعدكم التحدث مع صديق أو مستشار نفسي في فهم مشاعركم و السيطرة عليها بشكل أفضل.
ضعوا أهدافًا صغيرة وقابلة للتحقيق
يشعر الكثيرون بالإرهاق عند محاولة التخطيط لمستقبلهم في خطوة واحدة، لذلك، حاولوا تقسيم أهدافكم إلى خطوات صغيرة، مثل البدء في كتابة السيرة الذاتية، التقديم على وظيفة واحدة يوميًا، أو تعلم مهارة جديدة عبر الإنترنت.
بناء روتين جديد
أحد أكبر التحديات في مرحلة ما بعد التخرج هو فقدان الروتين اليومي. قوموا بتحديد جدول يومي لأنشطتكم، مثل البحث عن عمل، ممارسة الرياضة، أو حتى قراءة كتاب، الروتين يمكن أن يعيد الشعور بالاستقرار إلى حياتكم.
ما رأيك بمتابعة الفرق بين الصداقة الحقيقية والعلاقات السطحية
استمروا في التعلم
لا يعني التخرج نهاية التعلم. يمكن أن يساعدكم اكتساب مهارات جديدة على تعزيز ثقتك بنفسك. وفقًا لموقع Coursera، الالتحاق بدورات تعليمية عبر الإنترنت يُمكن أن يكون طريقة ممتازة لتطوير مهاراتكم.
اعتنوا بصحتكم النفسية والجسدية
الحفاظ على صحتكم النفسية يتطلب منكم الاهتمام بالجسد أولًا، لذا ينصح الخبراء بتناول غذاء متوازن وممارسة الرياضة بانتظام، كما يجب الحصول على قسط كافٍ من النوم، فهذا يساعد على تحسين المزاج والحد من القلق.