تعمل التكنولوجيا على تغيير عالمنا إلى حد أن غالبية الأطفال في المدرسة اليوم يقومون بوظائف لن تصبح موجودة في المستقبل. وحتى بالنسبة للشباب العاملين، فإن الوظائف التي يشغلونها سيتطور الكثير منها، وسيصبح الكثير منها غير متوفر، حيث ستظهر العديد من الوظائف الجديدة.
لذلك، عندما نفكر في المهارات الأساسية للنجاح في مكان العمل، نحتاج إلى النظر ليس فقط في الوظائف الموجودة اليوم، ولكن في أنواع الوظائف التي قد تكون موجودة في المستقبل.
المعالجة النفسية أورانيا ضاهر تحدثت لـ"سيدتي" حول أهم المهارات التي يجب أن يتقنها الشباب للتأقلم مع الحياة الرقمية.
تأثير التكنولوجيا على حياة الشباب
من وجهة نظر أورانيا، "تؤثر التكنولوجيا على حياة الشباب بشكل سلبي وإيجابي. فالذكاء الاصطناعي يلعب دوراً مهماً في تولي مهامهم حيث إنّ في المستقبل سيشغل الرجل الآلي عدة وظائف بمساعدة الذكاء الاصطناعي. ومن هنا تقدّم ضاهر النصائح التالية:
على الشباب أن يدركوا أهمية الركائز الأساسية للتأقلم مع العالم الرقمي والتماشي مع التكنولوجيا المتقدمة بشكل سريع في ظلّ التطور الزمني الجذري بوقت قصير.
من المهم أن يعرف الجيل الصاعد الوظائف التي ستبقى شاغرة، والأخرى التي سيتم استبدالها بالذكاء الاصطناعي، وذلك لاختيار التخصص المناسب الذي سيضمن لهم سوق العمل.
وتستند ضاهر على كتاب "مهارات المستقبل: المهارات والكفاءات العشرون" الذي سيساعد الشباب اعتماد المهارات للنجاح في العالم الرقمي.
محو الأمية الرقمية
تشمل المهارات الرقمية اللازمة للتعلم والعمل والتنقل في الحياة اليومية في عالمنا الرقمي. لذلك، نحن نتحدث عن أشياء مثل استخدام الأجهزة والبرامج والتطبيقات بثقة. التواصل والتعاون عبر الأدوات الرقمية، التعامل مع البيانات بطريقة مناسبة وآمنة،مواكبة التقنيات الجديدة، والبقاء آمناً عبر الإنترنت.
قد يعجبكِ ما المقصود بالفضاء السيبراني؟
الاعتناء بالنفس وحب النفس
الحفاظ على صحتنا العقلية والجسدية والنفسية هو أمر أساسي، وأن نتحكّم بالوقت كي لا نخسر حياتنا من خلال العيش بطريقة سليمة وصحية.
المهارات التقنية
تتناول مجموعة كبيرة ومتنوعة من المهارات "الصعبة" الضرورية للعديد من الوظائف. إذا كنت محاسباً، على سبيل المثال، فإن مهاراتك المحاسبية المهنية هي مهارات تقنية. الشيء نفسه ينطبق على السباك، الممرضة، سائق شاحنة، المحامي، المدرس، مصفف شعر، مدير مشروع، النجار، مطور برامج... مهما كانت المهارات التقنية المطلوبة في مجالك، استثمر في تحديث هذه المهارات باستمرار.
الذكاء العاطفي والتعاطف
لأننا بشر نتميز عن سائر الكائنات، من المهم في ظل تطور التكنولوجيا ألا نفقد ذكاءنا العاطفي وهذا ما سيميّزنا عن الآخرين. وفي حال فقدان ذكائنا العاطفي تتغيّر رؤيتنا للعالم. الذكاء العاطفي يتيح لنا فرصة السير قدماً بطريقة صحيحة والتحكم بمشاعرنا وعدم التخلي عن إنسانيتنا.
التفكير النقدي
في هذا العصر من الأخبار المزيفة، وصيحات وسائل التواصل الاجتماعي، والحمل الزائد للمعلومات، يعد التفكير النقدي موجوداً كواحد من أكثر المهارات الشخصية حيوية التي يجب زراعتها لتحقيق النجاح. التفكير النقدي هو التفكير بموضوعية، أي تحليل القضايا أو المواقف بناء على الأدلة (بدلاً من الآراء الشخصية، والتحيزات، وما إلى ذلك). عندها فقط يمكنك بناء فهم شامل لما يحدث بالفعل، وبالتالي اتخاذ قرارات أفضل.
التواصل بين الأشخاص
من المهم الحفاظ على التواصل بين الأشخاص بطريقة صحية وسليمة من خلال المراسلة أو المحادثة للتواصل والحدّ من المشاكل في مكان العمل أو أي مكان نتواجد فيها. الإدراك أن التواصل مهم بين الناس وألا تكون حياتنا عبارة عن البقاء أمام شاشة الحاسوب.
الحكم واتخاذ القرارات المعقدة
أصبح العالم الآن سريع الخطى في ظل التحول الرقمي، مما يتطلب منا التفكير والتصرف بشكل أسرع من أي وقت مضى، ولدينا معلومات أكثر من أي وقت مضى، مما يجعلنا عرضة للحمل الزائد للمعلومات. كل ذلك يعقد قدرتنا على اتخاذ قرارات جيدة. لهذا السبب يجب أن نستثمر في مهارات صنع القرار لدينا. بالنسبة لي، يتضمن هذا أيضاً إدراك تأثير التفضيلات والقيم والمعتقدات الشخصية على الحكم.
الانفتاح على الآخر
بسبب التطور الرقمي أصبحت نسبة الانفتاح على الآخر مرتفعة، وأصبحنا نتقبّل الآخر بما هو عليه، ولم تعد هناك طبقية أو فوقية من خلال وجود الذكاء الثقافي والوعي والتنوّع.
الإبداع
فعل تحويل الأفكار الخيالية إلى حقيقة ينتمي تماماً إلى مكان العمل، خصوصاً وأننا نعطي المزيد من المهام الروتينية للآلات. الإبداع هو ما يمكن التفكير الإبداعي (أي الخروج بأفكار جديدة، والتخيل خارج الوضع الراهن)، وحلّ المشكلات كتنفيذ الأفكار لإصلاح المشكلات أو تحسين الأمور.
يمكنكِ الاطلاع على لماذا تتزايد أهمية الاستشارات الإدارية في الشركات والمؤسسات؟
وتختم أورانيا مؤكدةً أنه "من المهم لكل شاب تطوير نفسه وأن يتقبّل التغيير واحتضان الآخر كي لا يُنبذ من المجتمع والتكيّف مع الواقع. كل إنسان يجب أن يعتني بنفسه وبصحته الجسدية والعقلية، وتنظيم وقته وإدارته بشكل صحيح".