اعتادت أسرة العرفج السنابية على مصافحتهم كل صباح بالتفاؤل المرتكز على حسن الظن بالله، والانطلاق صباحاً في دروب الإيجابية المعتمدة على معطيات هذا الوطن العظيم والصحة التي تعم البدن والخيرات التي تأتي من كل حدب وصوب، ولو نظرنا إلى الأمن الذي نحن فيه والصحة التي نتمتع بها والطعام الذي نجده في كل زاوية، لكان هذا كافياً لجعل صباحاتنا عامرةً بالحب والأمل والعمل.
لقد اعتادت أسرتي السنابية على قواعد العرفج الصباحية وهي أربع قواعد، لو تدبرها الإنسان كل يوم لانتقل من الحسن للأحسن ومن الجميل للأجمل، ونظراً لأن الناس يطلبون هذه القواعد بين فترة وأخرى، قررت أن أكتبها وأنشرها في مجلة "سيدتي" حتى تبقى في عهدة الشبكة العنكبوتية إلى يوم القيامة، وقد صغتها في هذه الناصية التي أستحضرها في كل صباح:
القاعدة الأولى: هذا اليوم هدية من الله جل وعز لنا، فالحمد لله أننا من الأحياء، لأن آلاف الناس ماتوا هذا الصباح.
القاعدة الثانية: أن أمامنا أربع وعشرون ساعة، ماذا سنصنع بها؟
وتأكدوا أن هذا اليوم محسوب من عمرنا. وقد صدق الإمام الحسن البصري، رحمه الله، حين قال: "إنما أنت أيام مجموعة، كلما مضى يوم مضى بعضك".
القاعدة الثالثة: أن هذا اليوم لهو أول يوم من حياتنا الباقية ولابد أن نفرح به، فلو افترضنا أن كل إنسان بقي له 20 سنة من عمره، فهذا هو أول يوم.
القاعدة الرابعة: هذا اليوم هو يوم جديد لا علاقة له بهموم الأمس ومتاعب البارحة وقلق المستقبل، لذلك علينا أن نعامله كضيف جديد ولا نحمله متاعب الأمس وشجون البارحة، خاصةً أن العمر الذي ذهب قد ولى ولا يحسب من أعمارنا.
في النهاية أقول:
يا قوم؛ من الجيد أن نتعامل مع حياتنا كما يتعامل صاحب العمل ويدفع راتباً يومياً، بحيث نضع خطة لكل يوم ولا نحمل الحاضر ذكريات الماضي الأليمة وقلاقل المستقبل العظيمة، ولقد صدق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حين قال: "يا ابن آدم لا تحمل همّ يومك الّذي لم يأتك على يومك الّذي قد أتاك، فإنّه إن يك من عمرك يأت اللّه فيه برزقك".