بمناسبة يوم المرأة الإماراتية ودورها الفعّال في بناء المجتمع واحتراماً لجهودها المبذولة سنخصص حديثنا اليوم عنها ببعض الكلمات البسيطة، علّها توفيها جزءاً من حقّها، فقد تألّقت المرأة الإماراتيّة في كافّة المجالات، وأثبتت جدارتها وكفاءتها على مدى فترة من الزّمن، وهذا ما لمسته الشّيخة فاطمة بنت مبارك بالمرأة الإماراتيّة، فقد رأت التّحدّي والطّموح واضحاً جليّاً عند نسائنا الإماراتيّات، وأنّ المرأة الإماراتيّة تمتلك القدرة على مشاركة الرّجال ميادين العمل المتنوّعة، مع التّنويه إلى أنّ المشاركة لا تعني المساواة معهم، فلكلّ جنسٍ صفاته وخصائصه التي حباه الله بها، إنّما المقصود هو إتاحة الفرصة لكلّ أنثى على إظهار ما لديها من مكنوناتٍ داخليّة وطاقاتٍ كامنة، تستطيع استثمارها بما يعود بالفائدة على نفسها أوّلاً وعلى المجتمع ثانياً، وكما نعلم أنّ القلوب مثل الدّروب مختلفة، فمن النّساء من هي مهتمّة بالطّيران أو الطّبّ أو الهندسة أو الشّرطة أو المجال العسكريّ، فهذه المجالات ليست حكراً على الرّجال فحسب، بل إنّه يحقّ للمرأة الدّخول في هذه المجالات وغيرها.
وهذا ما دفع الشّيخة فاطمة لفتح المجال على مصراعيه للقيادة والقوّة النّسائيّة من أجل الإبحار والخوض في غمار هذه المجالات، حتّى غدا في ذلك الشرف العظيم لكلّ امرأةٍ إماراتيّة، ما دفع هذه المرأة لتكون في تحدّ مع نفسها أولاًً، ومع المجتمع ثانياً، وأنّها تمتلك القدرة للقيام بأعمالٍ، وتبوّء أماكن وصل لها الرّجال.
قد تكون أعدادُ النّساء في مناحي هذه المجالات قليلة ونسبتهنّ ضئيلة، إلّا أنهنّ أثبتن جدارتهنّ، ومن هؤلاء الطيّار مريم المنصوري، التي تُعدّ قدوةً لكلِّ أنثى تسهم في تغيير جيلٍ بأكمله، ولا ننسى قائدة التّغيير، الشّيخة فاطمة، التي يعود لها الفضل في ذلك.
بعودتنا للتّاريخ العظيم نجد أنّ النّساء كنّ قائداتٍ قادراتٍ، ذلك أنّ الرّجال كانوا يغيبون عن المنازل لأوقات طويلة وأشهرٍ عدّة، محوّلين زمام أمور الأسرة للمرأة اللّطيفة القويّة بآن واحد، ابتداءً بأبسط الأمور الحياتيّة وصولاً لاتّخاذ قرارات كبيرة، وقد كان ذلك في أوقات الشّدّةِ والرّخاء مع غيابِ الخدَم والمساعدين في تلك الفترة، أي أنّ مصيرَ الأسرة آنذاك كان بين يدي المرأة، وما زالت المرأة تقوم بمسؤوليّاتها على أكمل وجه حتى وقتنا الحالي.
كل ذلك جعل الشّيخة فاطمة بنت مبارك تؤمن بما تمتلكه المرأة الإماراتيّة من قدرةٍ وتحدٍ، ما دفعها لفتح كلّ المجالات أمامها وفي مختلف القطاعاتّ.
إنّ التّحدّي موجود والاختلاف موجود، وعندما نذكر التّحدّي نقصد ذلك التّحدّي الّذي يقودنا للتّميّز عن الآخرين، علماً أنّ نسبة القوة العاملة في الإمارات تصل إلى 46% من القوّة العاملة في الدّولة، وهذه نسبة طبيعيّة ولا تدعو للاستغراب؛ ذلك أنّ دولة الإمارات سبّاقة دائماً، فقد وصلت الفضاء، وحقّ لكلّ امرأة أن تصل أيضاً إلى الفضاء، فالتّحدّي فينا نحن الإماراتيّات موجود، موجود وبقوّة كبيرة.