عِندي يَقينٌ كَامِلٌ؛ أَنَّ مُمَارَسة الكِتَابَة؛ هي شَكلٌ مِن أَشكَال العِلَاج، وقَد تَرسَّخت هَذه القَنَاعَة لَديَّ؛ مُنذُ زَمنٍ طَويل، وسأَكون صَريحاً أَكثَر، وأُخبركم بقصَّة، تُعدّ سِرّاً مِن الأَسرَار؛ التي أَبُوح بِهَا للمَرَّة الأَولى..!
فِي عَام (2001)، وفِي ذروَة القَلَق تِجَاه أَحدَاث (11) سِبتمبِر، وَصلَتني -عَبر الإيميل- رِسَالَة مِن سيّدة تَقول: إنَّها تَعيش حَالة قَلَق، ولَا يُخفِّف مِن قَلقهَا، إلَّا نَثْر حرُوفهَا عَلَى الوَرَق، وإرسَالهَا إلَى شَخصٍ تَثق بِهِ، فاستَأذَنتنِي بأنْ تُرسل لِي إيميلاً، كُلَّما زَارهَا القَلَق، لكَي أَقرَأه فَقَط، ولَيس مَطلوباً مِنِّي الرَّد عَليه، وهي تَستَأذن بأنْ تُمَارِس عَادة الإرسَال لِي، بحَيثُ لَا أَتضَايَق، أَو أُصَاب بالإحرَاج، فقُلتُ لَهَا: عَلَى الرَّحِب والسِّعَة، وأَهلاً بِكِ، ولَكن لَا تَتوقَّعي أَنْ أَردّ، فقَالت: وهو كَذلك. فاتَّفقنَا اتّفَاق "جِنتلمَان"، ومُنذُ ذَلك الحِين، وهي تَكتب عَن القَلَق كُلَّما زَارهَا، وتُعبِّر عَن الهمُوم والهَواجِس، كَي لَا تَبقَى حَبيسَة دَاخلهَا، وكُلَّما كَتَبَتْ وأَرْسَلَت، كَانت تُبشّرني بأنَّ حَالتهَا قَد تَحسَّنَت، ومِن الغَريب أَنَّ قَلقها وهمُومهَا كَونيَّة، فأَنَا لَا أَعرف عَنهَا ولَا عَن أُسرتهَا أَي شَيء، بَل كُلّ الذي أَعرفه؛ أَنَّهَا قَلِقَة عَلَى مُستَقبل البَشريَّة، وأَنَّ الدُّنيَا فِي آخر أيَّامهَا، وأَنَّ الطّيبين رَحلُوا، ولَم يَبقَ إلَّا المُتردّية والنَّطيحَة، والقَليل مِن أَهل الخَير والنَّصيحَة..!
في النهاية أقول:
إنَّ الأَدلَّة والبَراهين كُلُّها؛ تُؤكِّد أَنَّ الكِتَابَة أَدَاة -لَا يُستهَان بِهَا- مِن أَدوَات العِلَاج، ومَحطَّة مِن مَحطَّات تَخفيف التَّوتُر، وتَهدئة الأعصَاب، وقَد أَكَّدتُ ذَلك فِي وَصفَة طبيَّة، أَلقيتُ بِهَا، واستَودعتُها معدة الطَّائِر الأَزرَق "تويتر"، ليُلقيهَا عَلَى أَقرَب نَاصيَة ... حيث أقول:
"كِتَابة الهمُوم والآلَام، والمَتَاعِب والمَصَاعب، هي بمَثَابة نَقل العَفْش الزَّائِد، مِن مَنطقة الصّدور إلَى الوَرَق والسّطُور"..!!