اللقافة..  بين الأخذ والرد 

أحمد العرفج
د. أحمد  العرفج

 

لكل منا تجاربه الخاصة في مواقع التواصل من خلال الأخذ والرد مع الجمهور والأسئلة التي تصل منهم، ومن حق كل واحد منكم أن يعرض تجاربه بكل أمانة ووضوح.
اليوم سأتحدث لكم عن إحدى تجاربي التي أواجهها كل صباح، وبالذات في حسابي على سناب شات.
هذه التجربة تقول: إن شريحة كبيرة من المتابعين لا يركزون على الفكرة الأساسية المطروحة أمامهم، وإنما تركيزهم يدور حول انتقاد الشكل الخارجي للشخص أو طرح الأسئلة التي لا فائدة منها، وحتى يتضح المقال إليكم هذا المثال:
أتحدث في سنابة لمدة دقيقتين عن القراءة وفوائدها، وأبيّن أن القراء هم أقل إصابة بالزهايمر وأنهم يستمتعون بحياتهم أكثر من غيرهم، لأن متعة القراءة لا تنتهي، فأنت مثلاً تشبع من الطعام وتمل من السفر وتتشبع من العلاقات ويصيبك الملل من المجالس، أما القراءة فلا يصيبها ما يصيب غيرها من المتع، وهذا مصادق للحديث القائل: "اثنان لا يشبعان طالب علم وطالب مال"، والقراءة هي بوابة طلب العلم.
حين أنشر ذلك على سناب شات يأتي التفاؤل من شريحتين، شريحة تؤكد أهمية القراءة وتتفاعل مع ما قلت ويتحمسون لقراءة الكتب، أما الشريحة الثانية فهي لا تركز على المضمون، وإنما تركز على الأشياء التي لا تمت لفكرة السنابة بصلة.
نعم؛ إنهم يتداخلون معي، ولكن ليس لطرح الأسئلة حول الفكرة، وإنما أسئلتهم تكون على النحو الآتي:
كم عمرك؟
ليش أنت مغرور؟
ليش شوشتك طالعة؟
ويش تقرب لك نعيمة العرفج؟
ليش تجلس في السطوح؟
هل البراء أخوك؟
كم راتب سكرتيرتك نظمية؟

في النهاية أقول: 
يا قوم؛ إن التركيز له اتجاه واحد، فإذا وجهت تركيزك إلى الشكل وطرح مثل هذه الأسئلة، فإنك ستحرم نفسك من استيعاب الفكرة وجماليات مضمونها، لأن التركيز واحد لا يتقسم، فإذا صرفته للفكرة ذهب إليها، وإذا صرفته على الأسئلة التي - مالها داعي - دخلت في – اللقافة -، وكلنا نعرف الحديث القائل: "من حُسنِ إسلام المرءِ تركُهُ ما لا يعنيه".