أحب فقرة أن أكون بطلاً للأغنيات التي أسمعها، أضع السماعات في أذني، أختفي من الواقع، أمارس حرية أنشدها، أراهن على أننا جميعاً نمارس هذه الحرية مع أنفسنا، أن نوهبها مهارة التخيل..
يظهر صوت نوال، الصوت المجروح حتى في سعادته، صوتٌ يدعو للبكاء على ما مضى، أغانيها تُوقظ الشوق في قلبي لشخص لا أبوح به، او أخشى الإشارة إليه، فأنا التي اعتدت على أن كل أمور القلب تتم بالسر، لأنه إذا فُضح السر، فًضح القلب، ومن يستر القلب إذا تعرى؟!
أحب عبادي حين يعترف بأن الخطأ عين الصواب، وأصدقه رغم أن من حولي لا يقتنعون بهذا الأمر، عبادي يُصرح أن جميعنا عشاق وهذا شيء لا يختلف عليه سوى قساة القلوب، حتى في جروحنا كلنا نتشابه، بتناولها قلوبنا، يدعو الأحبة لابتلاع المسافات، وتقديم عيوننا مرايا لهم، سؤاله الأخير يُشبه الخيانة.
أسافر عبر الزمن في أغاني طلال، وهو يؤلمني بقوله: سيرًني حنيني إليك، والحنين دوماً واجهة تقودني إلى حيث لا أعلم، ولكن الطريق يدعو للمواصلة.
صوت ماجدة صديق قديم وعزيز، لا تُفاجئني الوجوه مثلما فعل وجهه بكِ، وحده الحب يفعل، لم أرث مهارة الكر والفر من أبي، ورثت الحب فقط من أمي، أما رفاهية الاختيار فلم تُصنع لنا.
من يُمسك القلب ويسهده من دون أن يؤلمه يا ماجدة؟ من يعطي قلبه ليشارك في ركض الحياة غير المنتهي؟
تبرر ذكرى لما في قلبها، فتستغني عن الحب، وتطالبه بأن يكون بعيداً ثم تعود الحيرة وتغتالها، ولكنها لا تريد النار والحب نار.
ما هو العشق من وجه نظر العزيزة ذكرى؟
الحيرة التي تماثلنا لها جميعاً حين وقعت قلوبنا، ولم تسمع ارتطامه أمهاتنا ولم تسمِ عليه!
كيف يجتمع التحذير والرجاء في جملة واحدة وأنت ترددين وهو يخطو نحو قلبك "أحذرك وأرجوك".
ذكرى تروي حكايتنا منذ زمن
كيف نرى الأحبة بعد غياب وخداع؟
أول الحب قلوبنا التي ترى،
ذبحت خاطري حين تساءلت: هذا أنت؟ كنت أشوفك بقلبي!
منذ صغري أسمعهم يقولون الحب أعمى، لم أصدق حتى غنت ذكرى هذه الأغنية، حين رأته بعينها، لا بقلبها، لم تعرفه، لم تحدث الأشياء التي اعتادت أن تحدث في المرة الأولى، لم ترتجف يداها، لم تشعر بالفراشات، بل كبرت أحلامها مقارنة بالآن، ألم تهتز حين سمعتها تقول: إنك أنت إنسان عادي؟!
هل نُخدع في البداية؟ هل سنفيق من غفوة الحب ونتساءل: هل هذا من أحببنا حقاً؟
هل تكبر قلوبنا؟
من تجربة ذاتية حين رأيت حباً قديماً.
من الذي يُسكنْ هذا القلب بعد سماع هذه الأغنيات؟