تكوين العادات

أحمد العرفج
د. أحمد  العرفج
د. أحمد  العرفج


أثبتت الدراسات والتجارب والخبرات، أن أفضل طريقة لتنمية الذات، وصقل الشخصية، هي التزام الإنسان بعادات وسلوكيات حسنة محددة وصغيرة.
خذوا هذا المثال؛ إذا كنت لا تحب القراءة، أو لا تجد الوقت لتقرأ، فحاول أن تلتزم بعادة صغيرة وبسيطة، وهي أن تقرأ كل يوم لمدة ربع ساعة، وهكذا مع الوقت تبني عادة القراءة، وعلى هذا المثال، قس "عادة المشي"، و"عادة إدمان مواقع التواصل الاجتماعي"، و"عادة السهر"، فالحياة في نهايتها هي مجموعة من العادات.
كل الأمور -تقريباً- مع استمرار الممارسة، تتحول إلى "عادات"، حتى الحب، حين تألف الحبيب ولا تستطيع أن تتركه وتذهب إلى غيره، لأنك تعودت عليه..!
يقول خالد الفيصل:
طال السفر والمنتظر مل صبره
والشوق يا محبوب في ناظري شاب
رد النظر خليت بالكف جمره
لهيبها في داخل القلب شباب
يوم وشهر عزاه والعمر مره
والناس واجد لكن الولف غلاب
ومن قبل خالد الفيصل الشاعر أبو تمام حيث يقول:
تَعَوَّدتُ الهَوى طِفلًا وَكَهلًا ... وَعاداتُ الفَتَى بَعضُ الطِّباعِ
لذلك من الجميل أن يعتاد الإنسان ويتعود على العادات الحسنة، التي تسر ولا تضر، كما قال جرير:
تَعَوَّد صالِحَ الأَعمالِ إِنّي
رَأَيتُ المَرءَ يَلزَمُ ما استَعادا
وكما قال شاعرنا المعري:
الطَبعُ شَيءٌ قَديمٌ لا يُحَسُّ بِه
وَعادَةُ المَرءِ تُدعى طَبعَهُ الثاني
في النهاية أقول:
يا قوم؛ الإنسان هو عبارة عن مجموعة من العادات.