ما أسرع ما مرَّت أيامُ الشهر الفضيل، فها نحن نودِّعه، ونستقبلُ عيدَ الفطر السعيد، الذي تهوِّن علينا أجواؤه المبهجة فراقَ رمضان. وهذا حال الدنيا، يرحلُ الضيفُ العزيز، وتبقى جواهره مدفونةً داخل النفوس.
العيد فرحةٌ للصغار والكبار، ونعمةٌ عظيمةٌ لمَن أعانهم الله على إتمام الصيام، وفرصةٌ جميلةٌ للتسامح والعفو، وبابٌ كبيرٌ للخير والصدقات، وإدخال السرور على نفوس المحتاجين والمتعفِّفين.
في هذه المناسبة، نسعدُ بصلة الرحم، وزيارة الأقارب، وإكرام الضيوف، وارتداء ثيابٍ جميلةٍ، نختارها بعنايةٍ فائقة، لتكون كسوةً أنيقةً ومريحةً في يومٍ طويلٍ ومزدحم، تسوده عبارات التهنئة والتبريكات.
تجدون ضمن صفحات العدد جلسةَ تصويرٍ خاصة بإطلالات العيد المحتشمة ذات الألوان الزاهية، والقصَّات الفريدة، بما يناسب كافة الأذواق.
ولأن الجواهر من المصوغات، ولها حضورٌ بارزٌ في العيد بين مهدٍ ومتلقٍّ، لذا أعددنا لكم في بابَي المجوهرات والساعات موضوعاتٍ متنوعة عن أحدث التوجُّهات في هذا العالم البرَّاق.
وقبل وداع رمضان، سُعدنا بتنظيم أمسية سحورٍ جميلة، جمعتنا مع دائرةٍ صغيرةٍ من أصدقاء مجلة "سيدتي"، بالتعاون مع مجوهرات "فيري فيرنزي" الإيطالية الراقية. تحدَّثنا خلال اللقاء الحميم مع ضيفاتنا من الرائدات في الخليج العربي عن مسيرتهن الملهمة، وخطواتهن السبَّاقة في مجالاتٍ مختلفة، مثل المحاماة، وهندسة الطيران، والفروسية، والعقارات، كما ناقشنا دورَ المجلة ومنصَّاتها في مواكبة المتغيّرات بحياة الأسرة والمرأة العربية.
واستكمالاً لأجواء العيد، التي تغنَّى بها الشعراء، نقدم ملفاً عن الشعر وثباته الخجول على الرغم من التقلُّبات في عالم الأدب العربي. شاركتنا شخصياتٌ شعريةٌ رأيها عن دور الشعر في ثقافة الفرد والمجتمع، والتحديات التي تواجهه في عالمنا العربي، والمبادرات التي تحييه، في مقدمتها مبادرة وزارة الثقافة السعودية التي أعلنت عن تسمية العام الجاري بـ "عام الشعر العربي" احتفاءً بمكانته وتطور إبداعاته.
ونختم بأبيات شعرٍ عن العيد، صاغ أحرفها الشاعر الراحل محمد بن سعد المشعان:
والـعـيد أقـبل مـزهـواً بـطلعـتـه كأنه فـارس في حلة رفـلا
والمسلمون أشاعوا فيه فرحتهم كما أشاعوا التحايا فيه والقبلا
فليهنأ الصـائم المنهي تـعـبده بمقدم العيد إن الصوم قد كملا.