العملُ على العدد الخاص بمناسبة "يوم الأم" من أجمل وأنبل المهام في مهنتنا، لذا نتشوَّقُ كل عامٍ لأداء هذا الواجب على أكمل وجه.
ولأننا لا نزالُ نسبرُ، حتى يومنا هذا، أغوار عاطفة الأم المذهلة، ونبحثُ في أسرارها حتى نكتشف آفاقاً جديدةً من المشاعر المتدفِّقة التي وضعها الخالق في قلبها، فقد أعددنا لكم موضوعاتٍ متنوِّعة، نستعرض فيها نماذج مختلفة من الأمهات.
تجدون على صفحاتنا فرحةَ "أم العروس" الملكة رانيا في أجواءٍ مبهجةٍ، اكتملت بالتقاليد الأردنية الأصيلة، احتفاءً بـ "ليلة الحناء" في زفاف الأميرة إيمان، ابنة الملك عبدالله الثاني.
وفي تاريخ عباقرة الفن التشكيلي، مثل بيكاسو وآندي وارهول، كان للأم دورٌ كبيرٌ في نضوج قدراتهم الفنية، وامتدَّ أثرها الإبداعي ليشمل العالم بأسره. مضينا في هذا السياق بإعداد ملفٍّ، أجرينا فيه لقاءاتٍ مع أربع تشكيلياتٍ من العالم العربي، تحدَّثن بشفافيةٍ عن علاقتهن بأمهاتهن، حيث ألهمتنا التشكيلية المغربية صابرين لحرش، التي تستحضر في رسوماتها كفاح والدتها ودعمها موهبتها منذ الصغر على الرغم من شظف العيش، بتفاصيل من عملها، إذ كانت الأمُّ تنكفئ على ماكينة الخياطة لتؤمِّن احتياجات أبنائها الستة في ظل مرض الوالد وعجزه عن إعالة الأسرة.
كذلك تجدون على الغلاف النجمة المحبوبة ليلى علوي مع ابنها خالد في حوارٍ حصري، رافقته جلسةُ تصويرٍ مميَّزة. حدَّثتنا ليلى عن علاقة الصداقة التي تجمعها بخالد، والأوقات الممتعة التي تقضيها معه، خاصةً حينما يعزفُ، وتواكبُ ألحانَه الجميلةَ غناءً.
أتأمَّل كثيراً في تطور علاقة الأبناء مع أمهاتهم عبر مراحل الحياة، وتفيض مشاعري حينما أشهد فرحة ابنة أخي ذات العامين بعودة والدتها من العمل، ودبيب قدميها الصغيرتين للإسراع لملاقاتها وضمِّها، ولا أنسى الدموع التي رأيتها في عيون قريب تجاوز الستين حين استذكر طفولته والتصاقه بوالدته الراحلة في جميع مشاويرها.
قد يتبدَّل دور الأم مع أطفالها بدءاً بولادتهم، مروراً بنشأتهم، ووصولاً لاكتمال بلوغهم، لكنها تبقى دائماً حجر الزاوية وصمَّام الأمان.
حفظ الله الأمهات، وأسعد قلوبهن بصلاح أبنائهن، وشفى المرضى منهن، وأسكن مَن رحلن جنات النعيم.