بدلاً من أن يكون لدينا أطفال نوقظهم
نوقظ العادات التي اكتشفنا أنها تركة لا يُمكن التخلي عنها.
نصحو مفخخين بالدمع، الذي نجهل مصدره، ولكنه يُبلل وسائدنا كل ليلة.
نُخطط ليوم سياحي في بلاد الغرب، ونشرب ستة أكواب من الشاي، وبينها فنجان قهوة
وأوراق الذكريات.
يعود بين الفينة والأخرى تقليد يُذكر بالعائلة، ونترك بقايا الطعام على النافذة لغراب مار، أو عصفورة تبحث ما تستطيع لأفواه اطفالها.
عصفورة تُذكرني في كل مرة أنها تُشبه قلبي، وأنها إحدى الطيور المهاجرة
التي وجدت ما تأكله أخيراً، ولكني قبضت عليها، وأخذت أربي الشوق فيها.
أحببت طريقتها بالحديث.. تُلغز كل الكلمات، وتُفجرها على مسامعي.
أحببت كيف أنها تُحب شخصاً غير مُبالٍ مثلي لا يُنجب الأطفال، ويتعثر حين تطالبه:
اهتمام
احتواء
أمان
أمام المارة
نخطط للذهاب إلى متحف فني، تريد أن نذهب في المواصلات العامة، أن نبدو فقراء نحتاج الفن لنعرف كيف نواصل عيشاً لا يليق.
أخبرها أن عليها أن تكتب
تقول: سوف تمزق أوراقي
أتساءل لماذا؟ من دون أن تعطيني جواباً.. وهكذا تسير حياتنا
ترسم هي خطاً وأنا أكمله لنمشي عليه سوياً.
حين وصلنا المتحف، سحبت يدها من يدي وقالت: لنتجول ثم نلتقي مصادفة
وافقت من دون حماسة، والتقينا عند لوحة حمراء أحيت في داخلي ناراً، فقلت لها:
لوحة غريبة ومريبة
أجابتني مسرعة: مثل حياتنا.
نظرت إليها متعجباً، مسكت ذراعي ونظرت في عيني مضيفة: أقصد اللوحة.
هربت من نظرتها للوحة التي تُذكرني بدماء يتيم، أو حزين، أو قلب مجروح من المستقبل قبل الماضي جروح كثيرة، وسألتها: أين لوحتك المفضلة؟
حياتنا السابقة لا يمكن أن تعطي الكلام بين فكيك؟
اتفقنا ألا يجرح أحدنا الآخر لأننا معبئين بنصال العمر، ومفخخين بحساسية الواقع.
لنمضِ في حياتنا كمعرض فني فيه من اللوحات والألوان ما يكفي.