نجاة غفران
لا تصدق ما يحدث لها. حقيبتان مثقلتان بالكتب والأغراض التي لن تحتاج إليها. لكن والدها كان صارمًا. إما أن تفعل ما أمرها به، أو تبقى في البيت.
أضافت المزيد من الدقيق إلى الخليط المتجانس، وبدأت تدعك العجين بخفة. «كما ترى...»، خاطبته وهي تبلل أصابعها بالزبدة السائلة وتواصل الدعك «الأمور لا تتغير. والدك يصر على الرفض......
يلازمها إحساس دائم بالغربة وعدم الانتماء. لا شيء يناسبها في هذه الحياة. لا الأسرة التي ولدت فيها، ولا العمل الذي تزاوله، ولا حتى المدينة التي تعيش فيها!
من الصعب جدًا سبر أغوار النفس البشرية. نحن نرى الناس، نخالطهم، ونعتقد أننا نعرف الكثير عنهم، وفي الحقيقة، يظل البشر ألغازًا لا يفهمها أحد.
ألحت عليّ طويلاً لأدعوه لتناول الإفطار معنا. وكالعادة... نجحت في ليّ ذراعي. لم أقتنع بكلامها. لا... لم أفكر فيه حتى. أنا كما أنا. ولا يمكنني أن أتغير لأرضي من حولي. ...