ذكرياتي مع المراجيح!

أحمد العرفج

قَبْل فَترَة؛ تَدَاوَل النَّاس مَقطعاً مُجتَزِأ لعَامِل المَعرِفَة «أحمد العرفج»؛ عَن دور المَراجِيح فِي حَيَاةِ النَّاس، وكَان المَقطَع فَقرَة شَهريَّة ثَابِتَة، فِي بِرنَامج «سيِّدتي»، الذي يُبَث عَلَى قَنوَات «رُوتَانَا خَليجيَّة» كُلّ يَوم..!

مَقطَع المَراجِيح -كغَيرهِ مِن الأَشيَاء- وَجدَ القبُول مِن البَعض، والرَّفض مِن البَعض الآخَر، والسّكُوت مِن بَعض البَعْضيْن، وهُنَا أَقول: مِن حَقِّ النَّاس أَنْ تَقول مَا تَشَاء، كَمَا أَنَّ مِن حَقِّ الإعلَام بَثّ مَا يَرَاه مُنَاسِباً، وِفق سيَاسة ولَوَائِح وأَنظِمَة النَّشر المُعتَمَدَة..!

كَمَا أَنَّ الجَدَل حَول المَقطَع؛ أَعَادني إلَى سِيرة المَرَاجِيح.

أَمَّا حِكَايتي مَع المَراجِيح، فهِي تَحكِي جُزءاً مِن تَارِيخي، حَيثُ كُنتُ فِي طفُولَتِي - فِي حَارَات المَدينَة المُنيرَة - أَمتَلك أرجُوحَة، أُؤجِّرها عَلَى أَولَاد الحَارَة، خَاصَّة فِي مَوَاسِم الأَعيَاد، وكَانَت تَمنَحني رِبحًا سَنويًّاً لَا بَأَس بِهِ، لِذَلك ارتَبَطَت فِي ذَاكِرتي؛ بذِكريَاتٍ حُلوَة، مِلؤهَا النَّشَاط والعَمَل والأَمَل..!

الآن، بَعد هَذا العُمر، ورَغم أَنَّني تَركتُ الشِّعرَ، إلَّا أَنَّ العَين كُلَّمَا شَاهَدَت أرجُوحَةً، كَتبتُ بَيتًا يَتأرجَح بَين الشِّعر والنَّثر؛ حَيثُ قُلت مُؤخَّراً:

فِي دَاخِلي طِفلٌ يُغنِّي قَائِلاً:

هيَّا.. عَلَى حَبلِ الهَوَى نَتأرجَحُ!!

وحِينَ رَأيتُ أرجُوحَةً مُهمَلة، غرّدتُ قَائِلاً:

أرجُوحَةُ الحُبِّ القَديم تَكسَّرَتْ

والآَن، أَصنَعُ فِي الهَوَى أرجُوحَتِي!

وقَد سَأَلَنِي أَحدُهم: كَيفَ حَالُك؟ فقُلت:

يَا سَائِلي عَن حَالَتِي أَو لَوعَتِي

إنِّي عَلَى كَفِّ الهَوَى أَتأَرْجَحُ!

وحِينَ سَأَلُونِي عَن حَال حَبيبي قُلتُ لَهم:

هَذا حَبيبِي فِي الهَوَى مُتردِّدٌ

فكَأنَّه فِي حُبّه يَتأَرجَحُ!

في النهاية أقول:

حِينَ سَأَلُونِي لِمَاذَا أَتمَرجَح؟ قُلت:

أنَا بالتَّمرجُحِ أَستَعيدُ طفُولَتي

إنَّ الطّفولَةَ شُعلَةٌ تَتأرجَحُ

وأَرَى التَّمرجُح عَادَةً مَحمُودَةً

ووَصيِّتِي للنَّاسِ أَنْ يَتمَرْجَحُوا!!