تخطو المرأة العربية بعزمٍ وقوةٍ، وتسير بثباتٍ على مسارٍ واضحٍ تجاه العالمية في معظم المجالات، وهذه نتيجةٌ طبيعيةٌ لزيادة الوعي، وتعزيز التثقيف المجتمعي بأهمية دورها، وما تجده من تمكينٍ من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة.
وقد سُعدنا أخيراً برؤية لاعبة التنس التونسية العالمية أُنس جابر وهي تصل إلى نهائي بطولة ويمبلدون العريقة، إحدى البطولات الأربع الكبرى في اللعبة. هذه الشابَّة الطموحة، التي ظهرت على غلاف مجلة "سيدتي" في أبريل 2022، صرَّحت لنا بأن العرب قادرون على تحقيق البطولات، كما أبدت فخرها بالظهور على غلاف المجلة، التي نشأت على قراءتها مع والدتها.
واليوم، تجدون على غلافنا الفارسة الإماراتية آمنة بني هاشم، التي درست مهارات القيادة بالكلية العسكرية الملكية في ساند هيرست، وتعلَّمت فيها الانضباط والتصميم، ما ساعدها تالياً في تحقيق أهدافها الرياضية، في مقدمتها الفوز بالمركز الأول في منافسات بطولة الإمارات لقفز الحواجز عام 2021، وتكريمها من قِبل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
آمنة التي تعشقُ العلوم، هي أيضاً مهندسةٌ ميكانيكيةٌ في قطاع النفط والغاز، وتؤمن بأهمية توفير فرص التعليم للمرأة في كافة المجالات الهندسية.
عندما تحدَّثنا مع اللاعبتَين عن التحديات التي قد تحول دون احتراف الفتيات العربيات الرياضة، والمشاركة في البطولات العالمية، كانت إجابتهما واحدة: "نقصُ الرعاية والدعم المالي". مؤكدتَين أن الرياضتَين، التنس والفروسية، على سبيل المثال، تتطلَّبان استعداداتٍ مكلفة، لا سيما من حيث الملاعب، والمدربين، والإسطبلات، والخيول.
حتى الآن، قطعنا نصف الطريق في تمكين المرأة العربية ودعمها من خلال تعيين الكفاءات النسائية في مناصب قيادية بارزة، وعلينا أن نكمل المسيرة بتسليط الضوء على الجزء الآخر، وهو الحاجة الماسَّة إلى تقديم الرعاية والدعم المالي للمرأة، خاصةً في قطاعات الرياضة، والعلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، التي تتطلَّب الاستثمار فيها منذ الصغر حتى نحصد نتائج أفضل، ونصنع التاريخ.