يقالُ إنَّ المال عديلُ الروح، وقد ورد في كتاب الله العزيز: "المال والبنون زينة الحياة الدنيا". كما أن وفرته ربما تزيحُ عنا القلقَ حول الأمان والاستقرار المادي، وتتيحُ لنا ولمَن نُعنى بهم رغدَ العيش.
وفي هذا الجانب، يبرزُ سؤالٌ جوهريٌّ، يُطرح دائماً: لماذا نرى على أرض الواقع أثرياءَ، يسقطون تكراراً، ثم يقومون مرةً تلو الأخرى، وهم أقوى من ذي قبل، في المقابل نجد أغنياءَ، يخسرون كل ما لديهم بسبب قراراتٍ خاطئةٍ، تُنهي فصلَ حياة الرفاهية إلى الأبد؟!
وإجابةً عنه، أعددنا لكم ملفاً عن الفروقات الشاسعة بين الثري والغني، وتأثير ذلك في الأسرة والمجتمع. من خلال صفحات التحقيق، بحثنا مع نخبةٍ من الخبراء أهميةَ الوعي بمفهوم تكوين الثروة وإدارة الموارد المالية، وجاءت الخلاصةُ بدعوة القرَّاء إلى تنمية "عقلية الثراء" حتى وإن لم يكونوا من أصحاب الثروة، وذلك بأن يولوا اهتماماً أقل لما يمكنهم شراؤه بالمال، وأن يركزوا على توظيفه لتحقيق أهـدافٍ ماليةٍ قصيرةٍ وطويلة الأجل.
"عقلية الثراء" تدرك أن بعض الموارد لا يمكن شراؤها بالمال، كالوقت مثلاً، والمفارقة أن الاستفادة من الوقت بشكل صحيح هي السبيلُ للحصول على ما لا نستطيع امتلاكه بالمال، وقد ذكر بعضها الملياردير الأمريكي ريتشارد إم ديفوس في إحدى مقولاته الشهيرة: "المال لا يشتري راحة البال، ولا يشفي العلاقات المحطَّمة، ولا يخلق معنى في حياةٍ تفتقد إلى المعنى".
كذلك تجدون على الغلاف شخصية العدد، الممثلة متعددة المواهب ورد الخال في جلسة تصويرٍ، عكست رقي شخصيتها، احتضنها متحف سرسق العريق في بيروت، العاصمة اللبنانية، كما رافقها حوارٌ ممتعٌ، حدَّثتنا فيه النجمة عن الأثر الإيجابي والبصمة الحقيقية التي تلتزم بها، مقدمةً أمثلةً أخرى لأمورٍ لا يمكن شراؤها بالمال، أو بعروض أعمالٍ غير ملائمةٍ حتى وإن كان الثمن الغيابُ لبعض الوقت من ثم العودة بما يليق بجمهورها الوفي.