في اللحظة
من أهم القواعد التي نفعتني في الحياة، قاعدة اسمها "فن الاستغراق في اللحظة واستثمار الوقت الحاضر"، وهذه القاعدة تقول:
أعط الزمن الحاضر كل طاقتك، ولا توزع فرحة اللحظة بين الحسرة على الماضي أو القلق من المستقبل..!
أحاول دائماً أن أعيش اللحظة الحاضرة الراهنة، فلا أجعل الأفكار القديمة تستنزف طاقتي، ولا أترك الماضي يعطل قدراتي، لذلك أفكر في يومي، وأخطط لغدي، وأحرص على أن أستمتع بما أملك وأنتفع بجماليات هذه اللحظة، لأنها إذا مرت لن تعود.
لذلك منذ زمن قررت أن أعطي اللحظة الحالية التي أعيش فيها كامل حقوقها من الفرح والحضور والشغف والحيوية..
فإذا دخلت الصلاة، فأنا في صلاة وحضور ذهني وقلبي..
وإذا كنت مع أصحابي، لأصحابي وقتي وعقلي وقلبي..
وإذا ضميت الكتاب إلى صدري، فأنا واقع في غرام القراءة وغارق في صدور الكتب قبل السطور..!
وإذا كنت مع أهلي وأخواتي، فأنا معهم بكل وجداني..
أما إذا كنت في العمل، فأنا مع العمل وبه وله..
إنني أستحضر اللحظة التي أنا فيها وأعيشها وأستعمرها بكل محتوياتها، وأخلص بالاستغراق، سواء كنت في جد أو لعب، مطبقاً قول إخواننا في أمريكا: " work hard, play hard "، لأن الإنسان قد لا يدرك جماليات اللحظة التي هو فيها إلا بعد مرورها، فيشعر بحنين وحسرة، وقد صادق هذا المعنى شيخنا فيكتور هوجو حين قال: "عندما كنت صغيراً تمنيت أن أكون كبيراً، فلما كبرت راودني الحنين إلى أيام شبابي"..!
في النهاية أقول:
يا قوم؛ بالله عليكم تأملوا هذا النص الذهبي للأستاذ ريتشارد كارلسون حيث يقول: "إن العديدين يعيشون وكأن الحياة تجربة لما سيحدث في المستقبل، ولكن ليس هذا حالها. في واقع الأمر ليس هناك ما يضمن حياة أي منا في الغد، إن الوقت الحاضر هو الوقت الوحيد الذي نملكه، والوقت الوحيد الذي نسيطر عليه، وعندما نركز على الوقت الحاضر، فإننا نلقي بالخوف خارج عقولنا".
الحياة هي الزمن الحاضر الذي نمتلكه ونعيش فيه.