نميلُ نحن البشر في الغالب إلى الحياة الروتينية الآمنة، والعيش في منطقة الراحة الخاضعة للسيطرة إلى حدٍّ ما، لكن تزورنا من وقتٍ لآخر أفكارٌ جامحةٌ، تجعلنا نتوقُ إلى تجربة أمورٍ جديدةٍ، فيحدث صراعٌ أزلي مألوفٌ لدى النفس بين الرغبة في المغامرة والخوف من الفشل.
لقد منح الله الإنسان طاقاتٍ عظيمة، نهدرها أحياناً من دون وعي لعدم معرفتنا بنقاط قوتنا، أو قسوتنا على أنفسنا من خلال وضع توقُّعاتٍ ضخمةٍ، تسهِّل علينا استشعار الأسوأ والتراجع.
ونظلُّ، مع ذلك، نطرب للاستماع إلى قصص نجاح أشخاصٍ، اتَّخذوا قراراتٍ شجاعة للمضي قُدماً نحو تنفيذ أفكارهم. ولا يعني ذلك أنهم تغلَّبوا على الخوف بشكلٍ تامٍّ، هم فقط تصالحوا مع القلق، وتجاوزوا شعور عدم اليقين بالنتائج.
في هذا السياق، تجدون لقاءً مع الدكتورة عائشة الكواري، مديرة الاتصال والإعلام في المجلس الأعلى للتعليم القطري، التي تتبنَّى منهج السعي نحو التطلُّعات بهدوءٍ ورويّةٍ متسلِّحةً بثقتها بتوفيق الله تعالى أولاً، ثم نظرتها التفاؤلية. أسَّست أول دار نشرٍ قطريةٍ خاصَّة، وبدأتها بـ 11 كتاباً، لتحقِّق اليوم ما يزيد على 220 إصداراً.
لم تكن رحلتها سهلةً، إذ واجهت خلال إنشائها الدار صعوباتٍ جمَّة، لا سيما في إصدار التراخيص، وتحدياتٍ كبيرة في مواجهة ثورة التكنولوجيا والمعلومات.
ألهمتنا الدكتورة عائشة في حديثها عن العمل مع الشباب، وإشراكهم في بناء الخطط من أجل دعمهم، والإيمان بهم من دون الحكم عليهم.
واستكمالاً لمفهوم دعم الشباب وتفهُّم احتياجاتهم، أفردنا لكم تحقيقاً عن شغفهم بفن "الأنمي" الياباني وجمع مجسَّمات الشخصيات. يتضمَّن الملف شباباً من العالم العربي، شاركونا عشقهم لهذا الفن على الرغم من معارضة آبائهم له، وعبَّروا عن تأثرهم الإيجابي بالقيم التي تمثِّلها بعض الشخصيات، خاصةً تلك التي تحفِّز على الطموح والإيمان بالذات.
ومع الإيمان، نختمُ بحروفٍ، تحمل في ثناياها معاني كبيرة، سطَّرتها الكاتبة العزيزة الدكتورة سعاد الشامسي في مقالها الأسبوعي، تقول: "الإيمان يعطينا قوةً عظيمةً، تحرِّك فينا كل ساكن".