من نِعم الخالق على الإنسان أن جعل لديه مرونةً في التأقلم مع المتغيِّرات، وعزيمةً صامدةً عبر القرون لتطوير الحياة باستخدام العناصر التي سخَّرها سبحانه وتعالى له في هذا الكون الواسع، وهذا دأب البشرية منذ الخلق، تستزيد من التاريخ لإنشاء الحضارات.
حاضرنا بإمكاناته التقنية الكبيرة يَعدُ بمستقبلٍ مذهلٍ، تبنيه سواعد الشباب، لذا لا بدَّ من إشراكهم في صناعته، ومعرفة احتياجاتهم لينهضوا به، فالجوانب الرقمية والإلكترونية أصبحت جزءاً أساسياً من أسلوب العيش سواءً من خلال الخدمات الحكومية، أو الطبية، أو المعرفية.
واليوم، يعدُّ الأمن السيبراني ركناً أساسياً، يقوم عليه العالم الرقمي ضمن المنظومة الأمنية المعاصرة، فلا يمكن أن تتطور استخدامات التقنية دون حماية الشبكات والأجهزة والبرمجيات، وما تحتويه من بيانات.
وفي أكتوبر، شهر التوعية بالأمن السيبراني والاحتفاء بالجهود العالمية المبذولة في المجال، نسلِّط الضوء على تجربة الدكتورة الشابة فاطمة الحربي، الباحثة السعودية التي لمع اسمها ضمن 15 عالمةً عربيةً بارزةً في التخصُّص، وقد تمَّ تكريمها أخيراً من قِبل شركة "آبل" بعد أن طرحت بحثاً علمياً، قدَّمت فيه نوعاً جديداً من الاختراق، استهدف أنظمة التشغيل الخاصة بالشركة العملاقة.
وفي السياق ذاته، تجدون في صفحات العدد تحقيقاً مهماً حول احتياجات طلاب المراحل الجامعية في العالم العربي لمناهج دراسيةٍ جديدة، تسهم في تعزيز مهاراتهم الحياتية، وتفيدهم في الجانب المهني مستقبلاً، مثل البرمجة المعلوماتية، والإدارة المالية، ومعرفة الأحكام والقوانين، ومواد الثقافة العامة.
