يسألني كثير من الناس عن الأسباب التي تجعل الحياة الزوجية مستقرة ومطمئنة ومثمرة، بحيث يكون بين الزوجين الكثير من المودة والرحمة.
ولا أدري لماذا يوجه إليّ هذا السؤال وأنا لست مهتماً بهذا النوع من العلاقات، ولكن نظراً لكثرة طرح هذا السؤال، وحتى لا أخيّب نظرة من أحسن الظن بي، ذهبت إلى الكتب والمراجع والشواهد لأستشيرها وبالذات كتابي الذي مكثت 20 سنة وأنا أجمع مادته العلمية، وطبعته مؤخراً تحت عنوان "ماذا قالوا عن الزواج؟".
إن الكتب التي تتكلم عن العلاقات الناجحة بين الزوجين في الشرق والغرب تكاد تحدد أربعة محاور يمكن تلخيصها في النقاط الآتية:
المحور الأول: حتى تصبح العلاقة ناجحة بين الطرفين أو الزوجين يجب أن يرى كل منهما أن الشخص الآخر هو الأهم في حياته، ويعطيه أكثر الاهتمام والرعاية والحرص على مُداراة خاطره ومراعاة مشاعره، ويشعره بالحب والمودة.
المحور الثاني: أن يكون كل طرف بمستوى الإعجاب للآخر، بمعنى أن يملأ كل منهما عين الآخر، وبذلك لا يشعر أحدهما بأنه أعلى من الآخر، وبالتالي يبدأ بالبحث عمن يليق به ويملأ عينيه.
المحور الثالث: عرفت المرأة بكفر العشير ونسيان الفضل، الحقيقة أن هذه التهمة موجودة في النساء وفي الرجال أحياناً، لذلك من أهم أسباب نجاح العلاقات هو تقدير الأشياء التي يعطيها كل طرف للآخر وإظهار الامتنان له، ومحاولة رد المعروف بمثله أو أفضل منه، لأن الإنسان سواء كان رجلاً أو أنثى يحب التحفيز ويتطلع إلى الشخص الذي يقدر الجميل الذي يمنحه للآخر.
المحور الرابع: البساطة هي العمود الفقري لنجاح العلاقات، وإذا كانت المرأة غير متطلبة فالرجل الحقيقي سيقدر ذلك، وإذا كان الزوج غير متطلب؛ فإن الزوجة الذكية لا يفوتها تقدير هذا الأمر. ولقد قال الله جل وعز: "وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ".
في النهاية أقول:
هذه حزمة بسيطة من المحاور التي وجدتها في أكثر الكتب التي تتكلم عن العلاقات الناجحة للزوجين، أتمنى أن تتأملوها وتستفيدوا منها، إما بالإضافة والتعديل وإما بالزيادة والتكميل، ولكم جزيل الشكر.