نَظرة تَحمِلُ ألف معنى، ترتقي بِكَ إلى ما فوق النجوم، تتلاعب بعُمرك في طُرفة عين، تُعيدك إلى ما قبل الوعي، تُزيح إدراكك جانباً، فينكَمِش قلبك إلى النِصف، ويصير عقلك في الرابِعة مِن عُمره، تتأرجح الحياة في عينيك على يدي طِفل، تتساقط أوراق الورد القُرمُزي على أرضِك، فتَجعل مِنكَ مَلِكاً مِن ملوك أوروبا في القرن الحادي عشر، تختال في جَنَتِك مُتكَبِراً كأنك ملكت الدُنيا بأسرِها في حافِظةٍ صغيرة. يُفرِز عقلك هِرموناً مِن السعادة يمنحك الخلود في الحياة، هذا هو أكسير الحياة الذي طالما بحث عنهُ البشر في كُل بِقاع الأرض.
تبدأ اهتماماتك في التساقُط شيئاً فشيئاً، يُنادونَك فلا تسمع أحاديثَهُم، تبدأ أوقاتَك في الاختلاط، وكُل خطة قد أعددتها يوماً أُلقيت الآن في إحدى أدراجك المُهملة.
إنه الوجه الحقيقي للحُب، حين تضع حياتَكَ بأكملها بين كفوف مَن تُحِب، حين تلتقي الأعيُن فتتحدث بلُغةٍ لا يفهمها سواها، حين تتلامس الأيدي فتنتقل حرارة الإعِجاب مِن أحدكُما لتسري في أنسجة الآخر، حينها فقط تستمِع لموسيقى لا تُعزَف، وتُمطِر السماء ماء زهر وشهداً، و تُصبِح في كوكب مِن الياقوت، تتلاشى صور بني البشر مِن مُخيلتك، فلا ترى سوى وجهاً كالقَمر حين يكتمل، وعينين مرسومتين بماء الذهب، وشعرٍ كالموج يُزين اللوحة، كُلما نظرت إليها ازدادت جمالاً.
حين تَصِل إلى تِلك اللحظة، دع عقلك يُسانِد القلب بالشعور، فَكِر فيما إذا كانت هذه اللحظة لساعاتٍ، لشهور، أو لسنواتٍ قادِمة.. فَكِر فيما إذا كانت تِلك اللحظة هي عُمرك الآتي بأكملهِ، هُنا يَعمل عقلك على خلق ميزان مِن المَنطِق والبصيرة، لتَزِن الأمور قبل أن تختل إحدى الكفتين، ليَكُن حُبَك صادِقاً ومُتوازنِاً، ما بين مشاعِرَك النقية وعقلك الحكيم.