منذ البداية لن تفعل شيئاً في الروح شيئاً، سوى أنها تُحيك لها ثوباً من موت ترتديه في نهاية هذا الفيلم الذي لا تعلم تصنيفه «الحياة”.
إن الحديث عن الحياة يلزمه طرح الكثير من الأسئلة ومحاولة الإجابة عنها، فهل نهتدي؟
ما هي الحياة؟ سؤال يُطرح ونحن في غمرة العيش، حياة تُحير الصغار وتربك الكبار، هل من المنطق أن نسأل عن شيء لا إجابة له، سؤال طُرح منذ آلاف السنين وما زال يُطرح من قبل الفلاسفة حتى الفلاح الذي يزرع أرضه بشيء يُشبه الحياة التي تنمو داخلنا وتمتد فينا حتى نصل إلى النهاية.
“ماهي الحياة؟» تُحيرنا الأسئلة التي لا أجوبة مباشرة لها، فنظل تواقين لنجد إجابة ضالة، تأتي الإجابة من النقيض لها الموت، تُعرف الأشياء بتضادها، حياة تدل على الموت، وموت يدل على الحياة، فالسائر في هذا المشوار الذي لا قياس للمسافة فيه يعرف أن للطريق نهاية ولكنها تُفضل أن تكون مجهولة، شائقة أو مملة، عادية أو مليئة بالدراما، بطيئة أم سريعة، هي الحياة طريق طويل لا نجاة منه ولا نجاة فيه، هي تدريب يومي، يمارس الإنسان فيه تجربة العيش، لا يدرك الفائدة منها، فيسقط في نوم ثم يوقظه الحماس ليعيش يوماً آخر دون أن يدرك أين تختفي الأيام الماضية.
أنا كلما قاربت أن أفهم الحياة، يجيء الموت بسهامه زارعاً استفهامات تكبر، خُلقت الحياة لنا، كتجربة فريدة بعدما علقنا في أشجار الخطيئة، هل كنا نستحق الحياة، هل الحياة هبة كما يقول رجال الدين، أم أننا تحت التجربة ليوم الدين؟ هل علينا أن نتأنى وننظر في أمرنا، هل في جعبتنا وقت لننظر بأمرنا والحياة تسير بسرعة وتمر من مضيق إلى بحار شاسعة نلتقط بها أنفاسنا لنعبر خليجاً آخر يحطم ما نحمل في صدورنا، ثم نعود لنجمع شتاتنا من بلاد الله الواسعة، لا الحياة تُعرف عن نفسها، ولا نحن جنود مشهورين في المعركة!
حين سألت جارنا عن معنى الحياة أجابني «محض غياب وأنتظر عيسى» هل الحياة انتظار إذاً، أم عبور للضفة الأخرى، هل هي رحلة دائمة أم تذكرة عابر؟