موضوع الزواج أمر مكتوب في السّماء قبل أن يُخلَق الإنسان، مكتوب كما تُكتب الأرزاق، كما يُكتب العمر والذريّة، كلّ ذلك يجعل مجموعة من الأسئلة تتسلّل إلى الذّهن، متى سأتزوّج؟ لمَ لمْ أتزوّج حتى الآن؟ لِماذا فلان تزوّج بأخرى واختارها ولم يختَرني؟ هذا كله يدور في بوتقة: (النّصيب، العمر، الرّزق)، لأنّ الله تعالى يمنح كلّ شخص حسب طاقته وقدرته (لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها)، كما أن تأخير الزّواج ليس أمراً سيئاً، فقد يكون أفضل بكثير من زواجٍ غير ناجحٍ، وكثيراً ما يتم الفصل بين الزّواج والحبّ بحجّة أنّ الحبّ يزول بعد الزواج، هذا هو المفهوم السّائد بين معظم النّاس، لأنّ مفهوم الزّواج هو مسؤولية وتكوين عائلة وتكاثر بين الأمم، فلماذا لا تكون الزوجة حبيبة في الوقت نفسه، بل يتم الفصل بينهما بعد الزواج.
المرأة غير المتزوجة تنظر إلى علاقة الزّواج على أنّها قصّة جميلة تزيّنها الأحداث الرّائعة، خالية من المشاكل والمنغّصات ولا ترى الجانب المظلم كالخيانة الزّوجيّة أو تعدّد الزّوجات أو غياب الزّوج عن المنزل كثيراً.
لكلّ قصّةٍ في هذه الحياة جانبان، جانبٌ مظلمٌ، وآخر مضيء يسلّط الضّوء على الأمور الإيجابية كالأمومة وتكوين الأسرة بكل متاعبها الجميلة، وأمور تخصّ الأولاد ابتداءً من تعلّم الكلام ودخول المدرسة، وانتهاءً بالتخرّج في الجامعة ومتابعة أمورِ حياتهم.
فأي علاقة في الكون تحمل بين دفتيها أموراً إيجابيةً وسلبيّةً، جيدة وسيّئة.
لذا نصيحة لكلّ فتاةٍ لم تتزوّج بَعد، لا تجعلي عدمَ الزّواج عقدةَ نقصٍ لديكِ، بل اشغلي نفسكِ بأشياء مفيدة كالعمل والرّياضة والشّعر وتكوين علاقات صّداقة جيّدة، وكوني إيجابيّة طموحة، وجّهي تركيزك لتحقيق أهدافك، فالزّواج لا يعني امتلاك الكون، بل اجعلي كلام النّاس وسؤالهم عن عدم الزّواج غباراً يطيرُ في الهواء من دون أن يؤثر عليكِ وعلى نفسيّتك الرّائعة.
أبدعي في عملك وطوّري نفسك، وإن كان الزّواج من نصيبك فإنّه سيجري إليك جريَ الجوادِ الأصيل، واصبري لقضاء الله وقدرهِ، فالله تعالى لا يمنعُ عن الإنسانِ شيئاً إلا عوّضه بما هو أعظم، كما أنّ الجزاء سيكون بقدر الصّبر والتّعويض الجزيل من ربّ العباد بما أنت أهلٌ له.